احتفال في قلب المعركة

هل يخذلنا الزمن¿ أم أننا من نتجاهل عرباته التي تمر أمامنا بشكل اعتيادي فتفوتنا محطات كثيرة دون أن نشعر¿
يطلب مني الزميل وائل شرحة كتابة مقال لصالح ملحق قضايا وناس بمناسبة مرور عشرة أعوام على إصداره.
أشعر بالعجز أمام عقد من الزمن مر دون أن نشعر به لكأنه حدث البارحة عندما باركنا للزميل عبدالوهاب مزارعة على تكليفه بإصدار ملحق مستقل يتناول القضايا الأمنية والجنائية وأخبار الحوادث يا لها من مهنة متعبة تجعلنا نشيخ دون أن ندري ويا له من توقيت صعب للاحتفال بمرور عقد على الإصدار صعب من حيث الأوضاع التي تمر بها البلاد وصعب بالنظر إلى الظروف التي تمر بها مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر ومن ثم صحيفة الثورة وما تقدمه للجمهور.
غصة في القلب لا نستطيع تجاوزها ولن تستطيع إلا عندما نستعيد عافيتنا وتزول الغمة ومع كل هذا سنحتفل بمرور عشرة أعوام على إصدار ملحق قضايا وناس ولعله وقت مناسب لنشكر الزملاء القائمين عليه على المجهود الذي بذلوه كل هذه الفترة لقد كان الملحق الأكثر تميزا خاصة في السنوات الأخيرة الماضية وطالما كان هذا الملحق شاهدا لي عند القيادة السابقة فعندما كنا نتناقش عن جودة المادة في الصحيفة ومبررات تدهور مستواها في بعض الصفحات والملاحق كنت أستشهد بملحق قضايا وناس وأقول لهم إن الظروف والأوضاع التي تعيشها الصحيفة هي ذاتها التي يعيشها هذا الإصدار فلماذا ما يزال محافظا على جودته بل ويقدم في كل عدد مواد أكثر تميزا وتنوعا من سابقه وشهادة أقولها بصدق لقد كان الجميع معترفا بتميز الملحق وغناه بمواد صحفية مهمة من ناحية القضايا التي تطرحها ومهنية عالية في طريقة عرضها وتقديمها للجمهور.
ويحضرني الآن ملف عن الإرهاب أعده الزميلان محمد العزيزي ووائل شرحة وما احتواه من معلومات مفزعة وغاية في الأهمية وما بذله في ذلك الملف من جهد للحصول على المعلومة والطريقة المهنية الراقية التي استخدماها في تقديم تلك المعلومات للجمهور.
مثل ذلك الملف لو أنه نشر في بلد آخر يعيش أوضاعا طبيعية لأحدث تغييرا جذريا في كثير من المؤسسات والمفاهيم.
هكذا هي مهنتنا .. مهنة لا ترحم صاحبها ولا تستره إن اخطأ أو قصر فكل ما تقدمه يحمل اسمك فإن كان بشعا فهو أنت وإن كان جميلا فهو أنت لا يستطيع أحد أن يسلبك حقك ولا تستطيع أنت أن تتبرأ من عمل قدمته أو تدعي أنه ليس لك..
أتمنى أن يأتي العام القادم وقد استقرت الأوضاع واستعادت الصحيفة عافيتها.

قد يعجبك ايضا