ما تتحمله اليمن من دمار وإزهاق أرواح وحصار اقتصادي والتلذذ بحرمان الشيبة والطفل والإنسان في اليمن من وصول المواد الغذائية التي تعتبر القوت الضروري لاستمرارية نبض الحياة لكل إنسان.
التشدد في عدم وصول المشتقات النفطية وما في توابعها من ديزل وغاز حتى يتم تعذيب المجتمع إزاء وصول الكهرباء والمياه والتواصل فيما بين تواصل الأرحام بسبب توقف غالبية وسائل المواصلات وارتفاع أسعار المواصلات كل هذا وما هو أعظم مما فرض على هذا الشعب المغلوب على أمره لا يحرك ساكنا أو مشاعر لدى المجتمع الدولي ولا المنظمات الإنسانية ولا حتى منظمة الدول الإسلامية ناهيك عن الجامعة العربية التي تعتبر اليمن أحد أبرز مؤسسيها والتي يفترض أن تكون لديها ذرة بسيطة من ذرات الدم العربي لانقاذ شعب يتجرع كل هذا الظلم غير المبرر جوا وبحرا وبرا.
ومع كل هذا أثبت الشعب اليمني أنه أكبر من كل هذه المنظمات والمجتمعات التي أسست بدعوى فرض التعايش السلمي بين الأمم.
فقط شيء واحد يجعلني استغرب من موقف لا يصل بأدنى حدود الوصول إلى معاناة الشعب اليمني والحرب الظالمة.
وهذا ما يتمثل في قضية فساد مالي وإداري طالت الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جهة هي مسؤولة فقط عن تسيير وإدارة والإشراف على كرة القدم.
تصوروا قامت الدنيا وانشغلت القنوات الفضائية ومختلف الوسائل الإعلامية.. وحتى الانتربول في ملاحقة وإلقاء القبض على بعض شخصيات ومسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم وبعض الجهات الإعلامية التي شملها قرار الملاحقة في قضية تفشي الرشوة ومنح دولتي روسيا وقطر حق استضافة مونديال كأس العالم 2018 و2020م.
كل هذا الاهتمام والملاحقات والمتابعات وتسخير كل الإمكانات وقامت الدنيا ولا تقعد في سبيل قضية لا تخص حياة شيبة أو طفل أو أرملة ولا تخص تدمير البنية التحتية لدولة هي عضو في المجتمع الدولي ومنظمة الدول الإسلامية والجامعة العربية.. دولة ذات سيادة واستقلال ولها تاريخ وحضارة وشعب وصفه الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بشعب الحكمة.. وقال “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.. وقال فيهم إذا هاجت عليكم الفتن فعليكم باليمن ونزلت الآية القرآنية فيهم: (إذا جاء نصر الله والفتح).. وجاءكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة. وقال عنها أنها بلدة طيبة ورب غفور.
كل هذا لم يشفع لهذه الأرض الطيبة وهذا الإنسان العظيم أدنى مراعاة أو شعور بالذنب لعدم فرض القانون الدولي بمعيار نصرة المظلوم من الظالم.
لكن ثقتنا بالله عظيمة وإيماننا بالله أكبر وبالصبر سيتحقق النصر على الأعداء (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم.
قد يعجبك ايضا