تسخين عسكري روسي ـ أطلسي غير مسبوق

تشهد جبهة العلاقات مع حلف الناتو تسخيناٍ عسكرياٍ غير مسبوق وسط اتهامات من كييف لموسكو بالتجهيز لغزو تزامناٍ مع بدء اجتماعات أمس للقادة العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين في أوروبا لتقييم مدى فاعلية استراتيجية الحلف تجاه روسيا.
وأعلن دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن رئيس الدولة يمكن أن يستخدم أي حق من حقوقه الدستورية بالطلب من مجلس الاتحاد السماح له باستخدام القوة خارج حدود روسيا.
وقال بيسكوف رداٍ على سؤال حول ما إذا كان الرئيس سيستخدم هذا الحق: “الرئيس يستطيع استخدام أي حق من حقوقه الدستورية هذا حقه”. وبالنسبة للوضع في أوكرانيا قال بيسكوف إنه من المهم جدٍا تجنب أي إجراءات وخطوات قد تؤدي إلى تصعيد التوتر في أوكرانيا.
وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي روسيا منذ وقت طويل بإرسال أسلحة وقوات للقتال إلى جانب الانفصاليين الذين يسيطرون على جزء من إقليمين في شرق البلاد. وتنفي روسيا التي سيطرت على شبه جزيرة القرم وضمتها إليها العام الماضي أن قواتها تشارك في القتال بشرق أوكرانيا.
وأضاف المتحدث باسم بوتين في تعليق على قرار البرلمان الأوكراني باعتماد قانون يسمح بالتواجد الفعلي لحلف الناتو على أراضي أوكرانيا: “في ظروف الوضع المضطرب في جنوب شرق أوكرانيا بطبيعة الحال من المهم جدٍا تجنب أي إجراءات أو خطوات قد تؤدي إلى تصعيد التوتر والتي أصبحت لنقول على قدم المساواة مع الأعمال الاستفزازية من جانب كييف والتي هي كما نحن نرى غير قليلة للأسف”.
وشدد بيسكوف على أنه يجب التركيز الآن بشكل رئيسي على تنفيذ اتفاقيات مينسك “بالضبط هذا هو ما تنتظره موسكو”.
وكان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو قد دعا أمس الأول الجيش للاستعداد لاحتمال قيام روسيا بـ”غزو كامل” على طول الحدود المشتركة بين البلدين بعد أسوأ قتال منذ أشهر مع الانفصاليين الذين تدعمهم موسكو. واستخدم بوروشينكو كلمة “غزو” للمرة الأولى في خطابه أمام البرلمان ليصف سلوك روسيا منذ بدء تمرد للانفصاليين في الشرق تقول الأمم المتحدة أنه أودى بحياة أكثر من 6400 شخص.
وفي إشارة إلى اشتباك استمر 12 ساعة يوم الأربعاء الماضي استخدم فيه الجانبان المدفعية قال بوروشينكو: “هناك تهديد خطير بتجدد العمليات العسكرية واسعة النطاق من جانب الجماعات الإرهابية الروسية”. وتقول أوكرانيا إن المتمردين حاولوا في هذا الاشتباك السيطرة على بلدة مارينكا.
وأضاف بوروشينكو: “يجب أن يكون الجيش مستعدٍا لتجدد هجوم العدو في دونباس ومستعدٍا أيضا لغزو شامل على طول الحدود مع روسيا. يجب أن نكون مستعدين بحق لهذا”.
إلى ذلك قال وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر يوم أمس الأول إن الوضع مع روسيا اتخذ “منحى مؤسفاٍ” وإنه سيجتمع مع القادة العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين في أوروبا لتقييم مدى فاعلية استراتيجية حلف الأطلسي تجاه روسيا ردٍا على الأزمة الأوكرانية.
وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية: إن الاجتماع الذي يضم 24 من القادة العسكريين والسفراء الأمريكيين في أوروبا سيعقد في مدينة شتوتغارت الألمانية مقر القيادة الأمريكية في أوروبا المسؤولة عن القوات الأمريكية في المنطقة.
وقال كارتر للصحافيين في قيادة القوات الأمريكية في افريقيا والتي تتخذ من شتوتغارت بجنوب ألمانيا أيضا مقراٍ لها: “لدينا شيء اتخذ في الآونة الأخيرة منحى مؤسفٍا وهو (موقف) روسيا”. وأضاف: “بالقطع كنا نأمل في أمر مختلف لكن يبدو أن (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين يأخذ بلاده في اتجاه مختلف”.
ومضى يقول: لا أعتقد أن هذا بمثابة سبيل جيد لروسيا وفي مرحلة ما سوف يفيق الشعب الروسي ويدرك ذلك لكنه لا يظهر شيئاٍ من هذا الآن … الوضع هنا (في أوروبا) ليس ورديٍا كما كان يبدو في السابق”.
وتابع كارتر يقول: إن سبب سفره إلى شتوتغارت هو “الحصول على رؤية أخرى لما نفعله هنا”.
ونقلت (رويترز) عن مسؤولين دفاعيين أمريكيين: إن الاجتماع سيضم قادة عسكريين وسفراء أمريكيين معتمدين في أوروبا لبحث مدى فاعلية العقوبات الغربية والاجراءات العسكرية في ردع روسيا وطمأنة حلفاء حلف شمال الأطلسي.
وقال برنت كولبيرن وهو متحدث باسم البنتاجون: إن الاجتماع يهدف تقديم إفادة للوزير وهو يستعد لحضور أول اجتماع وزاري له مع حلف شمال الأطلسي في أواخر يونيو وستكون إحدى النقاط المحورية حول تصرفات روسيا خلال الثمانية عشر شهراٍ الماضية بما في ذلك عملياتها في أوكرانيا.
وقال مسؤول دفاعي يرافق كارتر وهو في طريقه إلى شتوتغارت: “الغرض الرئيسي هو تقييم الموقف ووضع استراتيجية للطريقة التي ينبغي أن تفكر بها الولايات المتحدة والحلفاء أمام تصاعد التوتر مع روسيا خلال العام المنصرم”. ويعقد الاجتماع في مقر القيادة الأمريكية في أوروبا.

قد يعجبك ايضا