العدوان السعودي يتجاوز كل الحدود في البطش بالابرياء

■ اســـتهداف الاحيـاء الســـكنية بقنـابل محرمة دوليا صــــور حية للطغيان

* لم تكن تعلم بأنها ستفارق الحياة بعد ايام فقط على ولادتها برفقة وليدها الرضيع بتلك الطريقة الوحشية ..
انها ام سهام من ابناء حي نقم السكني الشعبي الفقير شرق العاصمة صنعاء الذي كان هدفا لغارات طيران العدوان السعودي بقنابل وقذائف شديدة الخطورة بل ومحرمة دوليا كما اثبتت التحاليل والدراسات من قبل الخبراء والمختصين .
هذه الأم التي ودعت الحياة وهي في الخامسة والعشرين ربيعا برفقة وليدها ذي ال10 ايام فقط من عمره لم تكن سوى واحدة من بين مئات الضحايا الذين ازهقت ارواحهم بسبب صلف وغرور واستهتار هذا العدوان الذي تجاوز في بشاعته كل ما قد يتصوره انسان او يخطر في قلب بشر ليخلف الآلاف من الضحايا الذين يسقطون يوميا على الارض اليمنية الطاهرة لتتوالد المآسي بشكل دائم في اوساط المجتمع اليمني النازف بنيران اشقائه وقذائفهم .
الفاجعة
العدوان السعودي لم يستثن شيئا ولم يحترم قاعدة او عرفا في حربه الظالمة على الشعب اليمني المسالم الفقير وكان ابناء حي نقم في مساء الاثنين ال18 من مايو الحالي يعيشون يوما اعتياديا وقد اعتادوا الحياة تحت دوي الانفجارات والقذائف التي ترسلها طائرات العدوان منذ اسابيع اذ لم يتوقف استهداف هذا الحي يوما واحدا لكن احدا لم يكن ليتصور ان يصل الاستهتار والعبث والهمجية التي اتصف بها العدوان وطائراته إلى هذه الدرجة التي تجعله يقرر ارسال قنبلة فتاكة ومحرمة دوليا على هذا الحي الفقير مهما كان حجم واهمية الهدف الذي يسعى لتحقيقه .
ما لم يكن متوقعا حدث في ذلك المساء الدامي وبالتحديد عند صلاة المغرب وحينها كانت أم سهام قد فرغت من توديع النساء اللائي قدمن لتهنئتها بمولودها الجديد .
هذه القنبلة القيت على الحي واهله وتحول كل شيئ فيه الى جحيم مستقر فمات المئات وجرح المئات وتشرد الآلاف وتهدمت المئات من المنازل في صورة ماساوية لم يشهد لها التاريخ مثيلا .
ماتت الام ووليدها ونقلت والدة زوجها الى المستشفى فاقدة للوعي بعد تهدم منزل هذه الاسرة الفقيرة على رؤس ساكنيها مثلها مثل المئات من الاسر الفقيرة القاطنة في ذلك الحي البائس .
أهوال القيامة
كان الانفجار الناجم عن القنبلة “النيتروثية” هائلا لدرجة انه نشر الرعب والهلع بين اوساط جميع سكان العاصمة صنعاء المترامية الاطراف وتهدمت البيوت وتحطمت هياكلها ومحتوياتها على مسافات شاسعة تبعد عدة كيلو مترات عن موقع الانفجار ويروي أبناء هذا الحي الفقير قصصا مرعبة عن تلك اللحظات العصيبة التي وجدوا انفسهم مجبرين على معايشتها عقب الانفجار ويقول التربوي عبدالرقيب الذيب وهو من ابناء حي نقم لقد اعتقد الجميع بأن القيامة قد قامت واننا امام الاهوال التي تصاحبها لقد تغيرت الوان السماء واتخذت عدة الوان من الاحمر الى الاسود الى الابيض قبل ان يقع الانفجار الكبير الذي زلزل الحي واحياء العاصمة جميعا ..
ويضيف: لقد هرع الناس نساء ورجال كبار وصغار بلا وعي في الشوارع هربا من هول ما يجري تاركين منازلهم مفتحة الابواب .. لقد تناثر الزجاج من نوافذ المنازل الى الشوارع وكان المكان يعيش فوضى عارمة والخوف سيد المكان الذي كان اشبه بارض المحشر .. قبل ان ينزح الناس فرادى وجماعات عن هذا الحي الذي اضطر معظم ساكنيه الى تركه رغم ظروفهم المعيشية السيئة
صور قبيحة للظلم والجبروت
وتبقى حادثة التفجير الاجرامي لحي نقم السكني والذي اودى بحياة المئات من المدنيين الأبرياء وشرد الآلاف عن منازلهم المهدمة كليا وجزئيا مشاهد حية على بشاعة العدوان السعودي على اليمن وصورة حية لظلم الانسان لأخيه الانسان ولم تكن هذه الجريمة بدعا في مسيرة العدوان الذي مارس كل انواع البطش والتنكيل بالابرياء لأكثر من شهرين كاملين فقد جاءت بعد ايام فقط من جريمة مماثلة ارتكبها بحق سكان حي فج عطان جنوب غربي العاصمة صنعاء واسفر عن كوارث ومآس انسانية ستبقى ردحا من الزمن عنوانا بارزا لظلم ذوي القربى والجوار.

قد يعجبك ايضا