اعتماد درجات النصف الأول لطلاب المدارس كدرجات نهائية

تعتبر مدارس الجمهورية دائرة اختبار  مفتوحة للطلبة النازحين

نزح كثير من المواطنين كل إلى حيث مسقط رأسه تاركين وراءهم منازلهم ووظائفهم ومدارس أبنائهم وبالرغم من مرور ما يقارب الشهرين إلا أن هذا العدوان لا يزال يحصد كل يوم عشرات الأرواح الأبرياء.

وباستمرار هذه الحرب الجنونية يتغيب الطلاب عن مدارسهم والتي بدورها أغلقت أبوابها حفاظا على أرواحهم وما حدث بكثير من المدارس التي استهدفها العدوان لا يدع مجالا للشك أن هذه الحرب لاتفرق بين جندي مقاتل وطالب علم.
استهداف
أكثر من 66 مدرسة تضررت جراء القصف في مناطق الحرب  منها 20 مدرسة بأمانة العاصمة أما استهدفت بشكل مباشر ودمرت كما حدث في مدرسة ابن سيناء والتي تدرس فيها أكثر من ثلاثة آلاف طالبة ولولا أن المدرسة علقت الدراسة حتى إشعار آخر لحصلت مجزرة بكل المقاييس.
أو مدارس تضررت بسبب تكرار القصف على الأحياء السكنية المجاورة لها كمدرسة الرشيد التي أتلف الكثير من الأثاث فيها وتحطم زحاج نوفذها وتكسرت الأبواب وحالها ينطبق على كثير من المدارس في صنعاء وصعدة.
مشاعر الحزن والأسى تعتري مدراء ومديرات المدارس الخاصة جراء توقف مدارسهم والخسارة الفادحة  التي لحقت بهم نتيجة  هروب الكثير من الطلاب مع أسرهم وعدم تسديدهم للرسوم الدراسية وتراكم ايجارات المباني وعدم تقدير المؤجرين للأوضاع التي تمر بها البلاد  مما دفع بالكثير من هذه المدارس التي كانت تشغل الكثير من الأيادي العاملة وتساهم في تخفيف البطالة إلى إعلان إفلاسها وعرض هذه المدارس للبيع للتخلص من الديون المتراكمة للايجارات ومن مطالبة المعلمين وأصحاب الحافلات المدرسية لرواتبهم وللأسف لا توجد جهة محددة تساندهم للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.
قرارات
خلو بعض مناطق الحرب من السكان جعل وزارة التربية متخبطة في قراراتها بشأن تعليق الدراسة أو استئنافها فتارة يصدر قرار من مكتب التربية باستئناف الدراسة مما أثار سخطا لدى أولياء الأمور لما فيه من تعريض حياة الطلاب للخطر وبالرغم من أن بعض المدارس التي  تعد على أصابع اليد فتحت أبوابها لاستقبال الطلاب لم تجد في الفصل الواحد سوى اثنين أو ثلاثة طلاب والأغلب نزحوا الى مناطق اعتبروها أكثر أمناٍ ولن يعودوا حتى يعم الاستقرار.
كثير من المدارس رفضت هذا القرار فبالاضافة الى تغيب الطلاب والمعلمين يصعب وصول الطلاب التي تبعد منازلهم عن مدارسهم بسبب انعدام المشتقات النفطية فأصبحت الدراسة بكل المقاييس مستحيلة بل مجازفة خطرة ولأجل ذلك تداركت الوزارة القرار السابق وعلقت الدراسة لحين عودة الاستقرار وانتهاء الحرب وتعود الحياة الى سابق عهدها.
صعوبات
كثير من المدارس تتواجد في مناطق الصراع والقصف وهذا مادعا بقيادة المنطقة التعليمية ورؤساء الاقسام ومدراء المدارس الحكومية والأهلية في هذه المناطق إلى إقامة اجتماعات  ناقشوا فيها صعوبات التعليم في هذه الفترة ومخاطرها وبعد المناقشات اصدروا البيان التالي :
_ اعتماد درجات النصف الأول من شهر فبراير كمحصلة أولى واختبار نهائي لجميع مراحل النقل ويتم إعادة النظر في درجات الطلبة الراسبين في أكثر من مادة وبما يحقق المصلحة العامة ولا يخالف القوانين
_ وضع مقترح إعادة اعتبار الصف التاسع مرحلة نقل لهذا العام واعتماد درجات النصفي له كدرجات نهائية
_ يتم تاجيل اختبار الصف الثالث ثانوي حتى استقرار الأوضاع ولو بداية العام الدراسي القادم لأن هناك فترة كافية ينتظرها الطالب بعد التخرج (عام كامل )
_يبدأ العام الدراسي 2016م في شهر اغسطس على أن يتم الزام المدرسين بالمناهج المتبقية أو بمنهج تكميلي تقره الوزارة لتزويد الطلبة بالمهارات اللازمة
_تعتبر مدارس الجمهورية دائرة اختبار مفتوحة للطلبة النازحين ويتم اعتماد نتائجهم بعد المصادقة عليها من قبل المدرسة وفروع مكاتب التربية في المحافظات تقديرا لهذا الوضع الاستثنائي
_يلتزم مدراء  ومديرات المدارس الأهلية بمراعاة ظروف أولياء أمور الطلاب بخصوص ماتبقى من الرسوم الدراسية وإجراء التخفيض المناسب
_ على مدراء ومديرات المدارس توثيق الآثار الناجمة عن العدوان  على البنية التحتية لها وتوثيقها
_ تلتزم وزارة التربية بإرسال اللجان لتقييم الأضرار الناتجة عن العدوان وعرضها على منظمات عالمية والتعجيل في معالجتها
نقص الكتب
يتساءل الكثير من مدراء المدارس عن كيفية توفير الكتاب المدرسي للعام القادم وهل تستطيع الوزارة توفير الكتب في الوقت المحدد خاصة وأن كثير من المدارس تعاني شحاٍ ونقصا فيها أيام الأمان والاستقرار ولم تجد الوزارة وقتها حلاٍ لنقص الكتب وتسريبها من المخازن بالوزارة وبيعها بالسوق السوداء بسبب بعض الفاسدين ليبقى كثير من الطلاب بلا كتب, فكيف ستعالج هذه المشكلة في هذا الوضع وهل ستقوم مطابع الكتاب بطباعة الكتب هذا مادعا مجلس وكلاء وزارة التربية والتعليم في اجتماع سابق برئاسة نائب الوزير الدكتور عبدالله الحامدي للتشديد على مكاتب التربية والتعليم والإدارات المدرسية استرجاع الكتاب المدرسي والحفاظ عليه ليتم تسليمه للطلاب السنة القادمة نظرا للظروف الاقتصادية والأمنية  الصعبة التي تمر بها البلاد.

قد يعجبك ايضا