البنزين يقطع التواصل بين الأسر ¿

على مدى شهر كامل تقطعت السبل بأفراد أسرة على صغير طه احد سكان السنينة بأمانة العاصمة حين كانت أسرته لدى عمهم في منطقة صرف شرق صنعاء ولم يتمكنوا من العودة لمنزلهم بعد أن توقفت سيارته عن الحركة  اثر انعدام البنزين كجزء من خطط العدوان الهمجي السعودي الأمريكي الغاشم على أمانة العاصمة وأحيائها السكنية وحصار اليمن بحريا أمام البضائع ومنها المشتقات النفطية .
على صغير واسر كثيرة بالآلاف من سكان العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية لم يعد بوسعهم مغادرة منازلهم أو الوصول اليها بسبب توقف سياراتهم عن الحركة وانعدام المشتقات النفطية بصورة تدعو للريبة مما أدى إلى فقدان تواصل الأسر بعضها ببعض والأدهى والأمر بين الأفراد شديدي القرابة كالأمهات والآباء من جهة وأولادهم من جهة أخرى.

قبل شهر من اليوم كانت حياة اليمنيين تتسم بالاستقرار في معيشتهم وتوفر المواد التموينية لحياتهم وكانت المشتقات النفطية كالبنزين وهو وقود السيارات الأساسي متوفرة وإمداداتها تمضي بوتيرة عالية ومن بداية انطلاق العدوان السعودي الغاشم تغيرت الأحوال تماما فالعدوان استهدف حياة الناس ومعيشتهم حين ضرب حصارا بحريا على إمدادات اليمن من السلع المستوردة وعلى مدى الشهر الماضي لم يسمح بدخول باخرة واحدة من المشتقات النفطية وهكذا توافدت السيارات على المحطات علها تحد لتر بنزين ولكن دون جدوى.
معاناة
حكايات المعاناة من انعدام البنزين يسطرها مئات الآلاف من مالكي السيارات الخاصة وهم من نقصدهم هنا بمختلف انتماءاتهم وأوضاعهم فقد تساوى الجميع في الريف والحضر في معاناة الظلم الذي سببه العدوان الغاشم على اليمن ومقدراته وأصبح كل سائق لسيارته يتمني لتر بنزين لعله يتمكن من قضاء حاجته والذهاب لأداء عمل ما وزيارة قريب أو صديق هنا أو هناك .
زيارة الوالدين
في صنعاء لم تعد باصات النقل الخاص بالأجرة من منطقة لأخرى متوفرة إذ غابت فرز كثيرة وتوقفت الباصات التي تمر بخطوطها وهكذا يقول محسن معافا انه لم يعد يجد باصا للذهاب من منطقة دارس بشمال العاصمة الشرقي ليصل إلى مذبح لزيارة والديه هناك وهو تعود على زيارتهما كل ثلاثة أيام وجلب المصاريف لهما بانتظام اما المواطن فهد القيسي فيقول باصات نقل الركاب فئة 14 راكبا التي تعمل بالنزين توقفت وحل بدلا عنها في خط المطار باصات صغيرة تعمل بالغاز وعددها طبعا قليل مما نضطر للوقوف عدة ساعات في انتظار باص لننتقل من حارتنا إلى الحصبة.
وعلى نفس المنوال يصف صالح الاشول معاناته في الحصول على وسيلة لينتقل من ذهبان إلى السواد بشمال العاصمة صنعاء حيث اهله هناك فقد توقفت الباصات الكبيرة على خط باب اليمن الحديقة والحديقة خط دار سلم كما ان الوصول لباب اليمن اصبح صعبا ويحتاج وقتا طويلا حتى تحصل على وسيلة نقل عام.
المساء
خلال الفترة المسائية يحكي العديد من الناس العجائب ففي هذه الأثناء تنعدم تماما وسائل المواصلات الأجرة خصوصا بعد الثامنة ويكاد ان تنقطع بالناس السبل تماما في خطوط عديدة بالعاصمة صنعاء ففي حدة من الصعوبة بمكان ان تجد وسيلة تصل من بداية حدة للمدينة او العكس كما أن خطوط بيت بوس مقطوعة هي الأخرى وفي منطقة شارع تعز تختفي الباصات بعد العاشرة وعلى امتداد شارع الستين هناك من يعمل حتى التاسعة فقط وخطوط أخرى يغيب عنها العمل في الليل والنهار كما في شارع النهضة والثلاثين والكمب وكلية الطب بمنطقة مذبح.
تمويل البقالات
من اكبر الخاسرين جراء انعدام البنزين لسيارتهم أصحاب المحلات التجارية الخاصة بالتجزئة فقد تقطعت السبل بين محلاتهم والمحلات الكبيرة الخاصة بالجملة ولم يعد بوسعهم الحصول على بضائع لمحلاتهم من الأسواق في منطقة مذبح تخلى الحاج عزيز العقبي عن الذهب إلى سوق المعلب لشراء بضائع لمحله ولم يجد بدا من الاعتماد على عربية يجره بيده ليشتري بعض المصاريف للبقالة يوميا وفي حي الأعناب أغلق قاسم مهاوش صاحب محل خضروات وفواكه لأنه لم يعد يجد وسيلة لنقل البضاعة من السوق لمحله كما توقفت اكثر من 50 بقالة في حي الحصبة عن البيع ولم يعد أصحابها يفتحون لان فرص تموين تلك المحلات انقطعت وعلى مضض يكافح مهدي الريمي صاحب بقالة ابوبكر في شارع مازدا للبقاء هذا الأسبوع لكن نصف بضائع بقالته تم شراؤها ولم يعوض منها شيء.
بالمقابل فقد أصحاب محلات الجملة أكثر من 70% من زبائنهم والذين كانوا يتعاملون معهم يوميا ويأتون اليهم بسياراتهم لتحميل البضائع فقد توقفت السيارات وتوقف معها الطلب نتيجة لانعدام البنزين.
قصتي
توقفت سيارة صاحب هذه السطور منذ شهر وخمسة ايام ولم اعد استطع زيارة والدي بمنطقة الستين الغربي وفي أحلك الظروف الليلية حين يكون القصف والعدوان الغاشم جوا أتألم أني لا استطيع الوصول إليهم وحين كنت أزورهما يوميا لم تكن المسافة بعيدة ولم أحس بالغربة أنهما في منطقة وأنا في منطقة بعيدة عنهما حتى المشي بالقدم بات هو الوسيلة الانحج للوصول إليهما حفظ الله اليمن واخزى المعتدين ورد كيدهم في نحورهم .

قد يعجبك ايضا