يكفي 10% من احتياجات السوق في هذه الظروف

خبراء يقترحون
آليـة تـوزيـع المشتقـات النفطية المنتجة محليا

■  

قال خبراء اقتصاد ونفط إن تخلص اليمن من الأزمات في المشتقات النفطية مرهون بتنفيذ استراتيجية وطنية تشمل بناء مصاف جديدة وتطوير كل من مصفاة عدن ومصفاة مارب اللتين تعملان حاليا بأقل من 50% من قوتهما الإنتاجية.
وفرضت أزمة المشتقات النفطية حاليا جراء الحصار البحري والقصف من العدوان السعودي نفسها على اليمن وباتت حركة النقل مشلولة تماما لليوم العاشرين على التوالي في واحدة من اكبر الأضرار الاقتصادية التي تواجه اليمن الحديث على ما يبدو.

ويرى الخبراء أن  أزمة الوقود باتت قضية المواطن اليمني في الماضي والحاضر إن لم تكن هي المستقبل ويرى المهندس حافظ مطير المتخصص في الشؤون النفطية أن اليمن عانى منذ عقد من الزمن من أزمة المشتقات النفطية واستفحلت فحواها وتصاعدت وبرزت للسطح بشكل أكبر خلال ثورة 2011م حتى أصبحت فيما بعد ذلك قضية استراتيجية يستغلها السياسيون في تجييش الشارع لإسقاط اﻷنظمة والحكومات لكن هذه المرة يستخدمها المعتدون لفرض وتركيع اليمنيين على ما يبدو.
غياب
أدى غياب الخطط الاستراتيجية منذ الستينيات وحتى الآن إلى تفاقم أزمة الوقود يوما بعد يوم نتيجة عدم وجود استراتيجية تكريرية ﻹنشاء العديد من مصافي تكرير النفط في العديد من المراكز الاستراتيجية والحيوية للجمهورية اليمنية بما يكفل سد الاحتياج القومي وتصدير الفائض للأسواق العالمية.
ويرى مطير إن عدم وجود رؤية استراتيجية للتوسع اﻹنشائي في الجانب التكريري سيجعل السوق المحلية والاحتياج القومي رهن الاستيراد من السوق العالمية وتضاربات السعر فيها وهذا بدوره قد يفرض تكاليف إضافية وعجز الموازنة العامة للدولة في تسديد فارق السعر والحفاظ على استقراره في السوق المحلية.
مقترحات
ومن أجل التخفيف من أزمة الوقود الحادة في هذه المرحلة بالذات فإنه من الضروري تفعيل شركة مصافي عدن والتي تعرضت للإهمال وتم إيقافها مؤخرا” منذ العام 2011م حتى نهاية 2014م ﻷسباب غير معروفة والتي تعمل بطاقة إنتاجية ما بين 90000bbl/day-100000-bb/day
أي ما بين90ألف برميل إلى 100الف برميل في اليوم نتيجة التقادم والتهالك بينما كان تصميمها وإنشاؤها على إنتاج 180الف برميل يوميا” والتي انخفضت تدريجيا” مع مرور الزمن نتيجة التقادم كما ذكرنا سابقا”.
كما ان شركة مصافي مارب تقوم بدور فعال في تغطية جزء من اﻹحتياج وتغذية الشركات العاملة في القطاع النفطي في كل” من شبوة ومارب والجوف وحضرموت إضافة إلى رفد السوق المحلية بمنتجاتها الوقودية من بنزين وديزل ومازوت.
مصفاة مارب
تعاني مصفاة مارب حسب خبراء متخصصون يعملون فيها من مشاكل وفساد شابها أدى لعجزها عن الوفاء بجزء من احتياجات السوق المحلي وحسب الخبراء فقد كانت تعمل بطاقة إنتاجية ما بين 10 آلاف برميل إلى 12الف برميل لكن انتاجيتها  انخفضت منذ العام 2011م إلى 7 آلاف برميل نتيجة تعرضها للإهمال الممنهج وعقد الصفقات المشبوهة من شراء قطع غيار متهالكة في بعض اﻷحيان وفي بعض اﻷحيان تكون غير مطابقة للمواصفات التصميمية والتشغيلية للمنشأة وهذا بدوره أضاف أعباء اقتصادية لموازنة الدولة واستنزاف جزء كبير من الرصيد الاحتياطي للشركة في البنك.
كما أن انخفاض اﻹنتاج إلى 7 آلاف برميل أدى إلى تفاقم أزمة انقطاع المشتقات الوقودية في السوق المحلية نتيجة الاحتياج المتزايد لها.
وفي ظل هذه اﻷوضاع الحرجة التي تشهد البلاد فيها اضطرابات وصراعا داخليا داخليا وداخليا خارجيا قام بحظر اﻷجواء والمنافذ البحرية مما أدى إلى حرمان السوق المحلية من الاستيراد والتي لم يتبقى أمام اليمن إلا خيار الاعتماد على الذات وما تفعيل ما تمتكله من إنتاج محلي لسد الاحتياج القومي من الوقود.
إذ أن الاستهلاك المحلي يصل ما بين 80-90الف برميل يوميا في الظروف الاعتيادية والتي كانت شركة مصافي مارب ومصافي عدن تقوم بتغطية الاحتياج وتتولى شركة النفط اليمنية تسويقه وتوزيعه على كل المناطق اليمنية.
مقترحات
وبما أن البلاد تمر بظروف حرب وعدون من السعودية وخلفائها وتوقفت شركة مصافي عدن عن اﻹنتاج نتيجة المخاطر وتعثر وسائل النقل وانقطاع الطرق في المناطق الجنوبية ولم يتبق إلا شركة مصافي مارب والتي بدورها قد تغطي جزء بسيط مقارنة بمصافي عدن التي تتولى تغطية جزء كبير من الاحتياج القومي لكن هذا الجزء البسيط الذي تنتجه شركة مصافي مارب قد يعمل على إعادة الحياة ولو بشكل بسيط وتشغيل وسائل النقل المهمة.
تفعيل
ويقول الخبرءا إنه بات من الظروري تفعيل شركة مصافي مارب ورفع كفاءة المصفاة لرفع الطاقة اﻹنتاجية من 7 آلاف برميل إلى عشرة آلاف برميل.
والذي بدوره تتولى شركة النفط توزيعه وبعد وضع خارطة تسويقية منتظمة يتم تقسيم اليمن إلى سبع مناطق استهلاكية متساوية بحسب نسبة الاستهلاك والتوزيع إذ تمنح كل منطقة إنتاج يوم في اﻷسبوع بمعدل عشرة آلاف برميل أسبوعيا لكل منطقة.
ويدور الدور على كل المناطق خلال أسبوع وهذا قد يعمل على تشغيل آلات النقل والمعدات الضرورية حتى يرفع الحضر عن الممارات الجوية والبحرية والعمل على تهيئة اﻷجواء والوصول للاستقرار الداخلي وتشغيل شركة مصافي عدن لتقوم بدورها الاعتيادي في سد الاحتياج القومي.
آلية
ومن أجل التخفيف من أزمة المشتقات وإعادة فاعلية المصفاة وتوزيع المشتقات في هذه الظروف الاستثنائية فإنه يتوجب  تشكيل إدارة طوارئ من المهندسين والفنيين واﻹداريين تشرف على تفعيل المصافي ورفع كفاءة اﻹنتاج وجاهزية المصفاة ومراقبة عملية التوزيع في هذه الظروف الاستثنائية ومعالجة المشاكل الفنية واﻹدارية بشكل طارئ واستدعاء المهندسين والفنيين الذين تم تهميشهم وتكليفهم بالعمل ومضاعفة إنتاج المصفاة وخصوصا بشركة مصافي مارب وتشكيل فريق فني من المهندسون يتولى الدراسة صيانة وإصلاح مصافي مارب لتعمل بجاهزيتها العاليةكما يجب  تشكيل فريق مراقبين يتولون عملية التوزيع على المحطات والإشراف على توزيعها للمستهلك بشكل مباشر ومنع تسربها للسوق السوداء وتشكيل فريق أمني يتولى تأمين الطرقات وناقلات الوقود وإيقاف عراقيل وأي تقطعات قد تعيق التوزيع وإنشاء غرفة عمليات ثابتة ومتحركة تدير النقل والتوزيع وعملية التشغيل والانتاج ومعالجة الاختلالات.

قد يعجبك ايضا