وسط استياء عالمي من إنكار انقرة لحرب الابادة تحيي ارمينيا اليوم الجمعة الذكرى الـ100 لإبادة الارمن التي ارتكبتها تركيا بين عامي 1915 و1917م خلال الحرب العالمية الأولى في حين ترفض انقرة كلمة “ابادة” في الحديث عن واحدة من أسوأ الصفحات في تاريخ القرن العشرين فيما تبقى وقائع المأساة التي يمر عليها مائة عام محور نزاع بين تركيا وارمينيا إذ تتهم بريفان والأرمن في دول الشتات القوات العثمانية بقتل مليون ونصف ارمني في إطار تصفية منهجية ضد الشعب الأرمني وذلك في منطقة الاناضول “شرق تركيا اليوم..” في المقابل تؤكد تركيا أن مئات آلاف الاتراك والأرمن قتلوا في معارك القوات العثمانية والروسية للسيطرة على شرق الاناضول خلال الحرب العالمية الأولى.
وفي هذا السياق اكد الرئيس الارمني سيرج سركسيان عشية الاحتفال بهذه المناسبة المؤلمة التي يشارك فيها عدد من زعماء العالم أنه مستعد لتطبيع العلاقات مع تركيا رغم أنه سحب قبل شهرين اتفافات سلام من البرلمان ملقيا باللوم على افتقار تركيا للارادة السياسية لإنهاء100 عام من العداوة.
وأضاف سركسيان إنه لا ينبغي وجود شروط مسبقة لاستئناف عملية السلام وإنه لن يصر على قبول الأتراك أنهم ارتكبوا عملية إبادة “يجب في نهاية اليوم أن نقيم علاقات طبيعية مع تركيا.. وإقامة هذه العلاقات الطبيعية يجب أن يكون بدون أي شروط”.
وكانت أرمينيا التي يبلغ عدد سكانها 3.2 مليون نسمة قد عقدت اتفاقات مع تركيا في أكتوبر 2009م لإقامة علاقات دبلوماسية وفتح حدودهما البرية لكن الاتفاقات أصابها الجمود في برلماني البلدين واتهم كل طرف الآخر بمحاولة إعادة كتابة النصوص ووضع شروط جديدة.
وفي خطوة قد تؤدي إلى توتر علاقات موسكو مع أنقرة يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مراسم إحياء ذكرى مذابح الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية والتي ستجرى اليوم الجمعة في يرفان كما سيلقي كلمة في حفل التأبين كما يزور النصب التذكاري لإبادة الأرمن.
إلى جانب بوتين من المتوقع أن تشارك عشرات من الوفود الحكومية وبينهم رؤساء فرنسا وروسيا وصربيا وقبرص في إحياء الذكرى اليوم الجمعة. وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي في هذا الخصوص: “روسيا تولي اهتماما كبيرا بذكرى الأحداث المأساوية في جميع أنحاء العالم بمن فيهم العدد الكبير الذي يعيش في روسيا”.
وأوضح أوشاكوف أن “ذكرى إبادة الأرمن يحييها سكان أرمينيا تقليديا منذ سنوات طويلة في 24 أبريل. ووفق تقديرات مختلفة تم القضاء في تركيا عامي 1915 – 1916 على أكثر من 1.5 مليون مواطن أرمني ورحل قسرا أكثر من 600 ألف شخص إلى مناطق قاحلة فيما وجد نحو 300 ألف أرمني في روسيا ملجأ لهم”.
يشار إلى أنه قبل الذكرى المئوية كان بابا الفاتيكان فرانسيس والبرلمان الأوروبي قد أغضبا أنقرة بوصف القتل الجماعي بأنه إبادة. كما وصفت تركيا إعلانا مشابها من البرلمان النمساوي أمس الأول بأنه شائن وقالت إنه لا ينبغي لأحد “أن يحاضر الآخرين بشأن التاريخ” واستدعت سفير النمسا احتجاجا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال إنه والزعماء المشاركين في احتفالات انتصارات جناق قلعة سيتحدثون عن السلام بينما ستنظم أرمينيا أنشطة في الذكرى المئوية للمزاعم الأرمنية عن أحداث عام 1915م يشارك فيها عدد من زعماء العالم للإساءة إلى تركيا.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم عقب اجتماعهما في العاصمة أنقرة امس الاولى أضاف أردوغان: إن أرمينيا ليست على جدول أعمال تركيا خلال اجتماع العديد من رؤساء وزعماء الدول في 24 إبريل في مدينة جناق قلعة في شمال غرب البلاد (احتفالات بمناسبة الذكرى المئوية لانتصار الدولة العثمانية على الحلفاء في معارك جناق قلعة إبان الحرب العالمية الأولى).
وعن دعوة الاتحاد الأوروبي إلى فتح الأرشيف المتعلق بأحداث عام 1915م قال أردوغان: الاتحاد الأوروبي يدعو في تصريحاته الأخيرة إلى فتح الأرشيف المتعلق بأحداث عام 1915م وأنا منذ 12 عاما أقول إننا جاهزون في أي لحظة لفتح هذه السجلات ألم يعقلوا ذلك أم إنهم مشغولون بأمور أخرى! نحن جاهزون لفتح سجلاتنا وإذا كانت لدى أرمينيا سجلات بهذا الخصوص فلتفتحها هي الأخرى”.
قد يعجبك ايضا