عمال”العام والخاص “.. يقاومون العدوان بالعمل

لم يكن من المرجح أن يستمر إيقاع العمل العام والخاص في صنعاء ومدن أخرى منتظما إلى حد ما في ظل استمرار آلة العدوان السعودي الأمريكي  لليوم الـ23 على التوالي في نوباتها الهستيرية التي لم تتوقف حتى أوقات الأذان والصلوات المكتوبة.
وكعادتهم ..لم تثن اليمنيين هذه المرة عربدة طائرات العدو المذعور في سماء صنعاء وعدن وصعدة وبقية المدن  بل يستقبلون أزيز وانفجار  صواريخها البلهاء بالمزيد من الصبر والجد واستمرار الحياة ليسطر اليمنيون ملحمة كفاح وصبر استثنائية أمام عدوان همجي لا يؤمن بإنسانية  الإنسان ولا بحق الجوار..أو قيمة الحياة والعيش المشترك.
وعلى العكس من التكهنات التي حلم بها العدوان من يومه الأول أن الحياة ستتوقف وهذا سيساعده على تنفيذ أجندته بأقل وقت ممكن..لكنه اكتشف  بعد عناء أن مفازات تقف بينه وبين تلك الأمنيات الصرعى كأعجاز نخل خاوية. صور الحياة النابضة بالعمل وعدم التوقف ستجدونها منذ صبيحة كل يوم مارس فيه العدوان عربدته..كعادته مد سمير العمراني 21عاما إبهام يده  اليمنى وسبابتها إلى مفتاح راديو الباص الذي يعمل عليه نحو 10ساعات يومية بانتظام ليشغل أناشيد وزوامل حركة أنصار الله التي تروقه..والتي  تماهت موسيقاها مع أصوات مضادات الطائرات .
لا يهتم سمير لتلك الغارات ولا حتى لراجع المضادات حتى أنه قال: سنعمل دون توقف لأن ما نتعرض له عدوان غاشم واثق أننا سننتصر لأننا على حق. ومثله محمد العوامي 25عاما – موظف حكومي-  يدأب صباح كل يوم على الذهاب إلى مقر عمله في جامعة صنعاء يقول وهو يشخص ببصره إلى السماء
ومشعلا سيجارة: طائرات العدو لن تمنعنا من الخروج إلى أعمالنا وممارسة حياتنا اليومية. وزاد بالقول وهو يصب لعناته على المعتدين: لسنا شعوبا مرفهة كدول النفط التي يعيش مواطنوها عالة على أنظمتهم..لأننا نعي جيدا أن الحياة  عمل وأمل ومن المهم أن نبقى مرفوعي الرأس..وأضاف :هكذا عرف اليمني نفسه على مر العصور. على كرسي متحرك منذ خمس سنوات وفي زاوية مقابلة لوزارة الشباب والرياضة مع تقاطع شارع هايل سعيد بصنعاء يمضي أحمد ناصر 30 عاما أيامه  الصباحية بجوار عربية تبيع السجائر وبعض السكاكر والمناديل دونما اهتمام لما حوله. يبيع ناصر معروضاته وهو لا يلقي بالا لصواريخ سقطت على مقربة من مكانه عند مخازن المؤسسة الاقتصادية العسكرية جوار المجمع الليبي بشارع  الجزائر ومن حوله “صواريخ كروز” التي تتساقط على فج عطان وعصر وتستهدف صواريخ مفترضة وفقا لزعم ناطق عاصفة الحزم. ويؤمن أحمد ناصر بأن الأعمار بيد الله “ونحن على ثقة أننا سننتصر لأن العدوان ظالم وسيفشل”. وأمام كل هذه المشاهد العميقة الأثر تفر ابتسامات الفرح ممن يشاهدها ويستمع إليها ..لأنها نماذج تصر على الحياة المغمسة بمعاناة الطارئ  الظالم..نماذج تؤمن بما يمتلكه أبناء اليمن من صيرورة  عطاء ورباطة جأش أمام الملمات ..ولاشك أنها أمثلة في اتساع رغم اتساع رقعة العدوان ..مما يعطينا الأمل الكبير في أن اليمن ستنتصر رغم تكالب الأعداء.

قد يعجبك ايضا