خطـة طـوارئ لإدارة مـوازنـة الأسـر

اضطر عبدالله العباسي موظف مراجعة نفقاته الشهرية “كما يقول” وطريقة إدارته المنزلية للتعامل مع الظروف الاقتصادية الحالية بما يساعد على التوازن بين الدخل والإنفاق.
وبحسب عبدالله فان الأوضاع الراهنة نتيجة للعدوان السعودي الذي يدمر اليمن باعتداءاته الغاشمة  والحصار الجائر المفروض اقتصاد المواطن الأمر الذي يستلزم مواجهتها بالاقتصاد المنزلي وخفض مستوى الاستهلاك وإنفاق المدخرات للضرورة القصوى للخروج بأقل الإضرار من هذه الوضعية وهذه الحرب التي فرضت على اليمن.
الكثير من المواطنين مثل عبدالله اظهروا تماسكا مجتمعياٍ لافتاٍ وحكمة تتطلبها الظروف الراهنة خصوصا مع مستوى الدخل المتدني بشكل عام للمواطن والفجوة الحاصلة في المصروفات والإنفاق والتي فرضت مراجعة عامة للقوة الشرائية المتعلقة بالمواد الضرورية  للحياة  اليومية.

يتميز الإنسان اليمني بقدرته الصبر على المعاناة وتحمل المشقات بإرادة وثبات بالإضافة إلى تأقلمه السريع مع الإحداث الأمنية والأزمات الطارئة في شتى المجالات.
ويقول نبيل الجرباني مدير المركز الأكاديمي للتطوير والتنمية إن المجتمع اليمني يقاوم بشدة الحرب الشرسة التي تمارس ضده في ظل ظروف اقتصادية صعبة وحصار جائر وازمات تؤثر بشكل عام على وضعه المعيشي.
ويرى أهمية التعامل مع هذه الأوضاع وتقليل أثرها السلبي على حياة المواطن المعيشية من خلال ترشيد الإنفاق والاقتصاد في إدارة النقود المدخرة على الأشياء الضرورية فقط.
وينتقد نبيل شراء بعض المواطنين حاليا لسلع ومواد غذائية زائدة عن حاجتهم لأن ذلك يخلق مشكلة في المعروض وخصوصا في السلع الغذائية مثل الحبوب.
ويؤكد أهمية ترشيد الإنفاق ووضع خطة طوارئ لإدارة النقود والمدخرات على الرغم من تدنيها للغاية والاهم من وجهة نظره توحيد مصدر الصرف في الأسرة والذي تعد مسألة في غاية الأهمية.
ويرى أهمية ذلك حتى لا تحدث تشتت في الإنفاق بتكرار شراء أشياء قد لا يتم الاتفاق عليها مسبقا أو لا تحتاج الأسرة إليها في الوقت الحالي بما يؤدي إلى هدر في الميزانية لا داعي له إطلاقا.
ويؤكد استقرار الوضع المعيشي رغم الهلع الذي يبديه البعض وصعوبة الظروف الاقتصادية الراهنة  والحصار والتجويع الذي يتعرض له المواطن اليمني لكن “نبيل” يؤكد على نقطة مهمة تتمثل بضرورة العمل على تنمية وتطوير دخل الأسرة وما في حوزتها من أموال والمحافظة عليها وما يتعلق باستثمارها أو صرفها خلال الفترة الراهنة.

      متطلبات
لم يتعود الكثير من المواطنين ومنهم سمير الحياني على ادخار الأموال والاحتفاظ بالنقود  والسبب لا يرتبط كما يقول” بمستوى الدخل ولكن لطريقة الإنفاق وصرف معظم الدخل على أشياء غالبا ليست ضرورية أو قد لا تحتاجها.
ويضيف أن هناك عوامل ساهمت في الحد من ذلك لدى بعض المواطنين منها مثلاٍ تزايد من وقت لآخر متطلبات الحياة المعيشية وأيضا لارتفاع حجم الأسر بسبب كثرة الإنجاب حيث يعيل البعض اسر كبيرة والبعض قد تجد لديه أكثر من سبعة أو ثمانية من الأبناء الأمر الذي يحد من التفكير من عملية الادخار وبالكاد يستطيع احدهم التوفيق بين الدخل والإنفاق.
ويؤكد سمير على صعوبة التوفير من الدخل الراهن للمواطن أو الاستدانة للتعامل مع الأزمة المالية وتدني السيولة النقدية لأن الراتب لدى الموظف اليمني في القطاع العام أو الخاص كما في حالته ” عليه التزامات كثيرة مثل الإيجار الشهري وتكاليف الصحة والتعليم والخدمات العامة مثل الماء والكهرباء واجتياجات كثيرة اغلبها غير مهمة لكنها مطالب رئيسية يومية للأسر اليمنية, مشددا على أهمية التخطيط والتدبير الذي بدأ العمل عليه كما يقول في تسيير الشؤون اليومية للأسرة والتعامل مع الظروف الاقتصادية الراهنة.
من جانبه يقول احمد عبدالغني أن القات يستهلك المدخرات لان المواطن اليمني ينفق جزءا كبيرا من دخله على القات ولهذا يمكن التوقف وتركه وغيره من الأشياء الاستهلاكية غير الضرورية لمواجهة الظروف الاقتصادية الراهنة.

   ثقافة الادخار
تغيب كما هو معروف ثقافة الادخار لدى المجتمع اليمني حتى على المستوى الاقتصادي المصرفي والذي لا يستطيع جذب الكثير من المدخرات ورؤوس الأموال نظرا لتحفظ المواطن اليمني على هذه الطريقة ووضع مدخراته في المصارف والبنوك وتفضيله للادخار الشخصي في المنازل.
ويرى خبراء ان المواطن اليمني اعتاد العيش في مختلف الظروف والأوضاع ومجابهته لضيق العيش نظرا لقوة التماسك الاجتماعي ومحدودية الاحتياجات الاستهلاكية لدى شريحة واسعة في المجتمع.
ويقول استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور ياسين السلامي ان المواطن اليمني عنيد أمام ظروفه الاقتصادية وعملية حصاره الإقليمي وتجويعه وقدرته على التكيف مع مختلف الظروف.
ويؤكد ضعف الثقافة الادخارية لدى المواطن وانخفاض السيولة النقدية لديه ولهذا لابد من ابتكار طرق جديدة لحل الأزمات المالية مثل التخلص من بعض الكماليات في سبيل الحصول على الضروريات للعبور من هذه الوضعية والحرب الظالمة التي تمارس على الشعب اليمني واستخدام مختلف الوسائل للأضرار به.
ويضيف أهمية اضطلاع البنوك بدورها الراهن بالحفاظ على مستوى العرض النقدي ومنع التدهور الاقتصادي وأيضا وهو الأهم تسهيل إجراءات التعامل مع المدخرات ومنح القروض للمواطنين بتسهيلات متعددة مع ضمانات طبعا تحفظ للبنوك حقوقها.

قد يعجبك ايضا