المقاهي “الداعشية”

الفلك السعودي
العدوان الغاشم البربري الوحشي الهمجي السعودي الأمريكي على يمن الإيمان والحكمة له دلالاته التاريخية وليس ذلك بجديدº فالسعودية منذ نصف قرن وهي تضع في حساباتها البنيوية أن اليمن بلد جار لكن ينبغي أن يبقى (محلك سر) وأن يكون تحت بصرنا وعلى عيوننا ووصايتنا وقد فعلت ذلكº فأحبطت مشاريع التنمية وقتلت الروح الوطنية واغتالت الكوادر والخبرات الحكيمة وصادرت الإرادة وعقمت الشخصيات السياسية والعسكرية والدينية والقبلية وحقنتها بانسولين العمالة وجعلتها تابعة لها ومنحتها رخصة الانكسار والانكفاء والبقاء في معيشتها عالة عليها ومدتها بالرواتب والمكافآت الشهرية والدورية من أجل أن يركع الشعب ويصبح أسير الحاجة يدور في فلك سياسة جارة السوء لا ينبغي له أن يقوم من عثرته وما هذا العدوان غير المبرر وغير الشرعي إلا أكبر دليل وأفصح تعبير عن سياسة آل سعود اللئيمة نحو اليمن وعلى الرغم من الفضائل والأدوار التي قدمها ويقدمها المواطن اليمني المغترب في المملكة إلا أنه مع ذلك ليس في حساب الجارة إلا أن تتعامل معه معاملة السيد تجاه عبده عوض علامات الاستفهام التي يحملها المغترب حين عودته من المهانة وسوء الأخلاق ومن تحمل المشاق وقسوة الظروف التي يعيش تحت ظلها في سنوات غربته.
المقاهي الداعشية
سبق حذرت من انتشار محلات مقاهي النت “الداعشية” في أمانة العاصمة وعموم المحافظات وكم كتبت عشرات المقالات قبل خمس وسبع سنوات حتى بح صوتي ولكن لا حياة لمن تنادي ففي أيام الخلوة لآل الأحمر لم يسمعني أحد والعذر لهم مقبول لأنهم كانوا يشجعون كل التدخلات السعودية بما في ذلك الوهابية والسلفية وكلنا نتذكر حملة الاستبدال لخطباء المساجد بخطباء من قواعد حزب الإصلاح ومن جامعة الإيمان وآخر دفعة كانت من خطباء مصريين تم استقدامهم من قبل اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع سابقاٍ ونتذكر أنه تم استبدال لخطباء مساجد صعدة بخطباء من حزب الإصلاح ونتذكر حملة تغيير خطباء مساجد صنعاء القديمة واستبدالهم بخطباء ينتمون لنفس التيار وتم لهؤلاء ما يريدونه ولهم العذر لأن ولاءهم لجارة السوء بالغ الأهمية كان عنوان المواطنة الحقة لكن سأعيد الكرة والمرة تلو المرة التحذير والكتابة وأقول أن مقاهي الإنترنت تعتبر بالنسبة لي كمراقب حاضنة ملائمة ومدارس خطوط أمامية ساخنة لإغواء الشباب من الجنسين ولتخريج التكفيريين بمؤهلات تكفي للقيام بمهمة حصاد الرؤوس وبدون معلم وقلت أنه لو قمتم بزيارة عشوائية لمائة مقهى إنترنت ستجدون 90% منها تحمل في اقراصها الصلبة مواد من سمعيات وبصريات ونصوص ذات طابع تكفيري وستجدون أن (شلة المهندسين) العاملين في تركيب شبكات النت في المقاهي من أولى مهماتهم تحميل مجلد (الزائر) وهو المجلد العام الذي يحتوي داخله على عشرات المجلدات المصنفة إلى ملفات مختلفة الألوان والمشارب يحفظ المجلد العام إلى جانب  نظام الويندوز لا يتغير ولا يتبدل ولا يمسه أحد بسوء ولا يتعرض له كائنٍا من كان وهو مجلد خاص جدٍا يستفيد منه المستخدمون والزوار والمتصفحون وينقلون محتوياته إلى فلاشاتهم وحواسيبهم وكاميراتهم الشخصية.
المصنفات الفنية
أواصل: من بين كنوز الملفات المقاطع الفيديوية لعروض مختلفة توضح بسالة وشجاعة عمليات المجاهدين في الذباحة البشرية والقطع والحرق والقتل وأعمال التفجير في المواكب والولائم والجنائز والمساجد وفي صالات الأعراس كما تجد في مقاهي النت مئات المحاضرات الصوتية لقادة وزعماء من الإصلاحيين ومسجلة من مدارس ومعاهد وجامعات الحزب حتى لتكاد تظن أنك قد غادرت بلدك وأنك الآن في قصر آل سعود وآل الشيخ في الرياض أو في الصومال أو في تورا بورا بأفغانستان واذا بحثت في المكتبة الإسلامية داخل المجلد العام ستجد الكتب المجانية التي تدعوك إلى الجهاد سرٍا وعلانية ضد من أسمتهم الكفار من الروافض من محبي آل البيت في سوريا أو في العراق أو اليمن أو تونس أو ليبيا وعشرات الكتب والعناوين التي تصور تجاربهم في الجهاد في أفغانستان وغيرها وكيف تصل من  كل ذلك إلى تحقيق الهدف والدعوات الهدامة اليهودية الأمريكية وهو إقامة الإمارات والخلافات الإسلامية الأموية إضافة إلى عرض الملفات التي تتضمن صوراٍ للقادة التكفيريين ابتداء من كبير المشايخ محمد بن عد الوهاب (آل الشيخ) وانتهاء بالقادة في الإصلاح ودماج اليمن وجبهات النصرة والدواعش في الشام والقاعدة في العراق وافغانستان وكلها تحاكي السفهاء والجهال ومن يبحث عن الطريق الأسرع الموصل إلى الحور العين والقول الفصل الذي ليس بالهزل وهذا الاستطراد بالكتابة باعتباره بلاغاٍ إلى اللجنة الإعلامية الثورية للنزول الميداني إلى مقاهي النت والزام ملاكها بتقديم تفسير لذلك ما لم فالإجراءات التي تتخذها إدارة المصنفات الفنية الإعلامية في وزارة الإعلام هي المتعارف عليها في حال وجود مخالفاتº فالمطلوب تنفيذه وإنجازه وهو حق من حقوق المجتمع السليم النظيف بعيدٍا عن الانحرافات السلوكية وذلك القيام بالتوعية والمتابعة وحذف المجلدات التي تدعو إلى التكفير فورٍا وفضح رأي أصحاب الدعوة السعودية الوهابية السلفية الضالة وإلا فالوجه من الوجه أبيض.
الذاكرة الوطنية
لا شك أنه خلال العقود الماضية لم يقم الإعلام اليمني بأي دور يحمل على عاتقه التخفيف من معاناة المغترب وما واجهه من صنوف التعذيب والسجن والضرب والحرق في بلد السعودية إلا ما كان بالقدر الذي لا يصل إلى حد الزعل للجارة السعودية والأسباب كثيرة أهمها أن الإعلام اليمني الرسمي والحزبي والأهلي كان هو أيضٍا أسير سياسة المملكة وتحت مظلة هذه الجارة التي أحاطت بالإعلام والثقافة كما يحيط العقد بالعنق وذلك عن طريق أدواتها المحلية العميلة المعروفة للجميع والقوى السياسية التقليدية من المشايخ والقبائل والوجاهات والشخصيات والوزراء وغيرهم ولأننا نعيش في ظل العدوان السعودي الأمريكي الظالم والمستمر على اليمنº فإن دور الإعلام لا زال في بداياته وجديداٍ على بعض المؤسسات الصحفية في آن واحد خاصة بعد قيام الثورة 21 سبتمبر 2014م ومن كانت له تجارب سابقة أظنه لم يعد في مكان عمله يمارس دوره وواجبه وكان الأولى معرفتهم واستدعاءهم للعمل في هذا الحقلº فالوطن لا يمكن أن يستغني عنهم ولا عن تجاربهم وخبراتهم الطويلة وأعرف عددٍا من الزملاء أمثال الأستاذ القدير ياسين المسعودي رئيس تحرير صحيفة الثورة سابقٍا رئيس نقابة الصحافيين اليمنيين حاليٍا والأستاذ عبدالرحمن بجاش والأستاذ علي ناجي الرعوي والأستاذ يحيى الحكيم وغيرهم الكثير ليس هناك مجال للحصر ممن لهم باع طويل في الإعلام المقروء والمرئي والمسموع والعاكفون في بيوتهم لا أحد يسأل عنهم ولا أحد يعرفهم لأسباب كثيرة أهمها وأبرزها الجهل بهم وبتاريخهم المهني الذي غالبٍا يجعلنا في حيص بيص وهذا الغباء لا يسعف أحدٍا من الوقوع في الخطأ مرات ومرات.
الإعلام الحربي
ليس عيبٍا أن نعطي زملاءنا القدامى – الذين يمثلون ثروة عظيمة لا يستهان بها – حقهم من التقدير والاعتراف ونسيان الاختلاف إن كان له وجود أصلٍا وأن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب وأن نتعلم كيف نتناسى الضغائن البسيطة ونضع مصلحة الوطن فوق كل شيء وندعوهم إلى أداء دورهم الوطني والمسألة لا تحتاج إلا إلى توجيه رسالة طلب للعودة إلى مقار أعمالهم وخاصة اولئك الإعلاميين الذين أفنوا جزءٍا من حياتهم في خدمة الوطن بغض النظر عن التباينات والتوجهاتº فالوطن يتسع للجميع والثورة تجب ما قبلها وتقطع صلتها بالترهات لكنها تستفيد منه والحاضر والمستقبل هو خليط من الماضي والحاضر وجزء لا يتجزأ منهº فغياب الإعلام القوي المتمكن المتخصص المهني هو القادر على إدارة الإعلام الحربي القوي دون أن تغيب عنه كثير من الحقائق والوقائع التي كان ينبغي على المواطن أن يكون على صلة بها وعلى اطلاع وعلى مشاركةº فمثلٍا حين لا تجد المعلومة الحقيقية عن حادث أو تفجير أو أي مشكلة جنائية أو سياسية أو الإثنين معٍا فإنك تعيش في ارتباك ذهنيº فإذا أصغيت للشارع وما يقوله عن ذلك الحادث أو ذلك التفجير فإنك تقع أسير الشارع وهذا لعمري من القضايا التي تشوه وعي الناس بالحقائق ويعاني منها المواطن.
الإعلام المحلي
الإعلام اليمني والمحلي يعتبر الوسيلة الرادعة في مواجهة إرهاب الشارع الذي تحدثت عنه في الفقرة السابقة حيث يعفيك الإعلام النزيه والناطق الرسمي الصادق أيضٍا من الاضطراب والتشويه والاجتهاد والعصف الذهني تجاه أي مشكلة ولهذا عادة ما نحذر من الإعلام الرسمي والأهلي حين يترك الحبل على الغارب فيجعل المواطن أسير أقوال وأحاديث الشارع فيصبح ضحية الرأي العام المشوه والمتقولين والخصوم الذين يفسرون الحوادث حسب أهوائهم الشخصية او حسب ما تمليه عليهم الجهات المغرضة ولتجنب الأخطاء في وسط الرأي العام ينبغي أن يكون هناك إعلام مهني قوي قادر على تقد يم الخبر الصادق والمصدر الذي يتكلم باسم هذه الجهة أو تلك وبهذا يقطع الطريق على إعلام الطرف الآخر الذي قد يتبع أساليب ملتوية لدفن الحقيقة وحرف البوصلة عن الاتجاه الصحيح.
السلفي والوهابي
المصداقية أكبر عنوان والإعلام المهني يضع الرأي الصادق فوق كل اعتبار ويسعى بكل إمكاناته المادية والعلمية لتحقيق هذه الرغبة التي ينشدها المواطن والمشتغلون في الإعلام يرون أن النهوض بهذه المهمة وهذا الدور المطلوب منه يحتاج إلى حسن اختيار للشخصيات الوطنية الإعلامية وفقٍا للأسس العلمية التي خبرها السلوك والممارسة الميدانية من كانت لهم خبرات طويلة في هذا المجال وأن يلتف الجميع حول هذه القضية الملحة التي لا غنى لأي شخص يعمل في هذا الحقل من خبرته وتجربتهº فالعدو يمتلك ترسانة إعلامية قوية ويمتلك الإمكانات الكبيرة في بث الإعلام بوسائل مشروعة وغير مشروعة ولا بد من مواجهة التحديات اليوم من خلال الإعداد الجيد سواء في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا حالياٍ أو حتى في المستقبلº فاليمن بعد ثورة 21 سبتمبر 2014م هو غير يمن ما قبل الثورةº فالأعداء هم من يتربصون بنا من كل جانب والأعداء في الداخل والخارج يبذلون قصارى جهدهم لإجهاض المشروع التغييري خاصة وأن الثورة جاءت لمواجهة قوى التكفير والوهابيين السلفيين الذين يمثلون عقبة كأداء أمام التغيير والتطوير.
القوى التقليدية
إن عمالة القوى التقليدية المدحورة والثابت ولاؤها للخارج من القوى المثبطة للتغيير هي للشعب ولليمن بالمرصادº فهذه القوى كما صرحت أكثر من مرة ليست مع الثورة وهي مع تلك القوى المرتهنة وهي التي كانت تتحكم بثروات البلاد وكانت لها مطيعة ومستجيبة وكانت هي الواسطة الحقيقية والمخلصة لها وكانت تمرر سياسة الخارج بدون تقصير وإن كان ذلك على حساب التنمية وعلى حساب الشعب وكرامة الوطنº فالإعلام المحلي مسؤول عن كل تقصير ومده بالإمكانات المادية والأدوات والتجهيزات المطلوبة يصبح ذلك من أكبر وأعظم الأولويات ولا خاب من استشارº فمن كان له تاريخ في الإعلام هو اليوم مطلوب وعلى وجه السرعة بأن يساهم ويكتب وينشر وأن يقوم بإعلام الخارج بلغاته عما يجري في اليمن وعما يدور ويحدث من انتهاك من قبل آل سعود والأمريكان لأرض الإيمان والحكمة ومن انتهاك وهدم للأرض والحرث والنسل وهي جرائم يعاقب عليها القانون الدولي لأنها قوة كبيرة على شعب يمني مستضعف لكنه ليس بالضعف المعنوي لكنه ضعيف من حيث الآلة والتجهيزات لكنه قوي للغاية في تحديه وإرادته وبسالته وشجاعته وإيمانه المطلق بعدالة قضيته وإصراره على إنجاز ثورته ضد المعتدي ولن يتأخر الإعلام المحلي قيد أنملة وهذا ما ننتظره في نصرة القضية وفي إحقاق الحق.
المراهقة النفطية
عندما وقعت الحرب بين الشمال والجنوب في عام 1994م أتذكر حين وقعت أزمة بين اليمن والجارة المملكة السعودية انبرى استاذنا القدير الأديب والكاتب الكبير محمد ردمان الزرقة بكتاباته في مواجهة التدخل السعودي في الشأن اليمني ونشر يومذاك حوالي ثلاثة مقالات على مدار عشرة أيام وكان ذلك أثناء الحرب بين الشمال والجنوب على قضية الوحدة وأتذكر أنه لم يكمل الزرقة مقاله الرابع في غضون الفترة إلا وقد جاءت التوجيهات من الخارجية اليمنية بإيقاف الحملة التي تنشر ضد آل سعود والتي اعتبرتها الخارجية السعودية حملة ظالمة بدأتها صحيفة الثورة تشنها على العائلة الحاكمة (آل سعود) مطالبة بالوقف الفوري للحملة مع الاعتذار المضمر سلفٍا وقد كانت التوصية بإيقاف الحملة من الجانبين بمثابة اعتذار من طرف واحد ولو رجعتم إلى المقالات التي كتبها الزرقة لرأيتم كيف استطاع أن يشكل بكتاباته جبهة قوية ورأياٍ عاماٍ داخلياٍ في مواجهة العدوان السعودي ضد قضايا اليمن الداخليةº فقدد نجح بكتاباته وخلفيته التاريخية في ردع المعتدي حين تكفل بالغوص في بنية وجسم المنظومة الحاكمة لآل سعود وكشف ما فيها من عتمة وتوترات وثغرات وشروخ في جسد النظام بما في ذلك كشف الظواهر والعادات الاجتماعية والدينية والشذوذ الأخلاقي والديني وطغيان المادة بشراء الولاءات والذمم والمواقف التي أصبحت عورة وعيبٍا لاصقٍا وملازمٍا لسياسة آل سعود.
كوليسترول الطائفية
الجبهة الداخلية تحتاج إلى قيادة من كل التخصصات والفروع والمهن والوظائف ومن بينها أصحاب الثقافة والشخصية وعلم اجتماع الأديان وعلم اجتماع الحرب وعلم الخدمة الاجتماعية الذين يعرفون لم يقول البعض خطأ أن عندنا طائفة ولا وجود للطائفية وغيرها من الشعارات التي تدور في هذا الفلك لأن الذي له علم في الإنسانيات وخاصة العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجية يعرف ويدرك يقينا وعلمٍا أن لا طائفية في اليمن وقد نشف ريقي وأنا أقول لا طائفية في اليمن ولا توجد هذه الظاهرة ولله الحمدº فاليمن خال من الكوليسترول الطائفي ولهذا كم دعوت وكتبت وترجيت كثيراٍ من الناس بأن لا يطرقوا هذا الموضوع لأن العامة من الناس تتلقف وتصدق هذا الكلام وتجري وراءه كأنه حقيقة والأغرب من ذلك أن من يتحدثون في الطائفية لا يدركون تمامٍا معنى الطائفية ويظنونها تعني الاختلافات السياسية والحزبية والاختلاف في الرأي وهذا زيدي وهذا شافعي وذاك سلفي وكأن هذه هي الطائفية وللأسف والحقيقة ليست كذلكº فالطائفية تعني وجود طوائف تحمل عقائد مختلفة ونحن ليس لدينا اختلافات في الدين لأن لدينا ديناٍ واحداٍ وهو الإسلام الحنيف فلا أقباط وارثوذكس ولا أرمن ولا أكراد ولا بوذيين ولا صابئة ولا شيء من ذلك فالبلد لا توجد فيه غير ديانة إسلامية واحدة وان اختلف الناس في المذاهب الدينية زيدي شافعي حنبلي حنفي مالكي اثنى عشري.
خياط البستان
قريبٍا في الأسواق كتاب جديد للمحرر بعنوان “خياط بستان عمر”  وهو عمل روائي يوثق سيرة ذاتية للسيد علي محمد الكبسي الذي اشتهر بالخياطة في الستينيات من القرن الماضي حيث عمل في خياطة “الصمائط” وراجت منتجاته وسط أهالي صنعاء القديمة وكان العمل في حرفة الخياطة قد بدأها السيد علي في مسكنه في حوش بيت العطاب بسوق البقر وسط صنعاء ثم واصل مهنته في منطقة باب شعوب “الخارجة” بعد أن قام ببناء مسكن له ولأولاده في الحي المعروف ببستان عمر ومكث قرابة عقدين ونصف وهو على حالته المعيشية المتواضعة خياطٍ كعادته حتى تناوبت عليه سنين عجاف ودمرت صنعته وأقحم على مواجهة الحساد من أصدقائه بل ممن هم في درجة أبنائه حتى بلغ به الحال إلى أن أصبح شريدٍا طريدٍا بعد أن كان في سلام وعزة وأمان وفي هذه الحقبة كان المال الذي يستقوي به أعداء السيد علي قد بلغ ذروته إلى درجة أنه تمت ملاحقته في معيشته وفي حياته السعيدة وزج به في سجن يطلق عليه “الرادع” الكائن في ميدان التحرير وكان بطل الرواية الذي مضى على وفاته حوالي خمسة عشر عامٍا قد روى للمؤلف هذه المذكرات التي استعان فيما بعد في كتابة هذا العمل الذي يؤرخ لمرحلة كانت مليئة بالاحتقان الاجتماعي والسياسي عاشها بطل الرواية ودفع ثمن كل هذا الانتقال من الملكية إلى الجمهورية الشرفاء من أبناء صنعاء الصامدة العتيقة.

قد يعجبك ايضا