كيف تلقت أسر الشهداء فاجعة التفجير¿¿

بدأت هذه المأساة في يوما يستعد فيه الجميع لعبادة الله فهو عيد للمسلمين وكعادتهم بدأ الناس في التجمع لصلاة الجمعة وزاولت لجان التفتيش كالعادة مهامها غير أنه وقع ما لم يكن في الحسبان تفجير غادر إرهابي راح ضحيته خيرة من شباب وشيوخ وأبناء هذا الوطن المعطاء في هذا الاستطلاع سنقف عند الجانب الإنساني والمؤثر عن كيفية تلقي أسر الشهداء خبر فاجعة استشهاد أبنائها زرنا عددا من الأسر فإلى الحصيلة:

تحكي لنا أمل الظلمي شاهدة عيان أن أمام منزلهم حدثت مقاصد العمل الإجرامي الذي أزهق أرواح الأبرياء والأطفال والذي يتم بسببه الأولاد ورملت فيها النساء.
فبدأت بالقول: لفت انتباهي صراخ قوي فأسرعت إلى النافذة لأرى ما يجري فإذا به يقول يا شباب معه متفجرات إلا أنه حاول الفرار إلى داخل الجامع فمسكوه حتى تفجر بمن حوله فصارت جثثا فتاتا فلا حول ولا قوة إلا بالله.
فلا نعلم بأن هذا تنويه للآخر حتى يتسنى له الدخول للجامع ووصلوا غايتهم فقتلوا الصغير والكبير ولا نعرف ما هذا الدين الذي يتبعونه فرحمة الله على الجميع.
صاعقة الخبر
أما أسرة الشهيد بشار عرهب التي لم تصدق بأنه توفي ولكنه يسعف القتلى والجرحى ولكنهم صعقوا بخبر وفاته فأسعفا منهم للمستشفى في حالة إغماء وظلت عمته تبكي ليلا ونهارا حتى عرفت بأنه سيتم تشييع جثمانه صباح الغد فلم تستوعب ذلك فظلت تبكي بحرقة على ابن أخيها حتى وافتها المنية فقبروها قبله بساعتين.. نسأل الله أن  يسكنها فسيح جناته.
عروس يودع أمه
وتحكي لنا أم الشهيد سيف غثيم التي روت لنا قصته بحرقة قلبها قائلة: سمعت الانفجار الأول قبض قلبي أما الثاني فكنت أسرع من مكان لآخر فلم استطع الحركة من ركبتي وكنت أصرخ بأعلى صوتي ناهيك عن الاتصالات التي لا جدوى لها.
وتضيف بالقول: ذهبت خالته للبحث عنه في جميع المستشفيات ولكن في الأخير رأته في ثلاجة المستشفى فلم تخبرني سوى أنه جريح وتسترسل بالقول: كان عريسا فقد جهزنا له كل مستلزمات العرس وكانت يوم الجمعة قد تم عقد قرانه فقال في ألفة جامع أنا اليوم عريس وتقول عن طيبة قلبه أنه سلم شقاة يوم عرسه لأحد أصدقائه لحين موعد عرسه وتختتم بالقول: لم استوعب أن ابني متوف ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فقدت صوابي
أم الشهيد علي علي مرغم.. تحدثت قائلة: انتظرت ابني للغداء حتى يعود من صلاة الجمعة ولكن ما أن سمعنا التفجيرات حتى هلعنا بالخوف والريبة مما جرى وما هي إلى لحظات حتى رأينا سيارات الاسعاف تتجمع وأصوات صراخ وعويل وجموع يهرولون كأنهم فقدوا صوابهم فنتابني الفزع والقلق على ابني وما استطعت أن أبقى في البيت لحظة واحدة حتى خرجت أبحث عنه بين جموع الشهداء والجرحى ولكن لم أعثر عليه فجن جنوني وأحسست بأنني لم يعد ولدي حيا هذا هو قلب الأم يحرك الأشجان وأخذت بي المخاوف تعصفني وبعد ساعات من العمل الإجرامي اتصلوا لوالد الشهيد من المستشفى بأن ابني قد توفى لم يبق منه سوى الأشلاء ومن هول الصدمة والفاجعة لم استطع أن احتضنه وأودعه الوداع الأخير.. فحسبنا الله ونعم الوكيل في القتلة.
أنى له العودة
وأما زوجة الشهيد عبدالرحمن المؤيد.. فقالت خرج زوجي وقد ودعني بحرقة ذلك اليوم ولحظة وقوع الحادث ما هي إلا لحظات خرجت من البيت لأتفقد زوجي حتى رأيت شبابا يحملوه على اكتافهم إلى سيارة هيلوكس فصرخت وقلت لهم: هل مات¿ فكانوا يطمئنوني: لا لا لم يمت بعد إنه جريح وسيتلقى العلاج ويشفى بإذن الله فلا تخافي فقلت: لا والله لقد مات فجثته لا حراك لها ولم استطع أن أتمالك نفسي وأنا أرى زوجي بذلك المنظر المأساوي فأنهارت أعصابي وقواي وإلى اليوم وأنا انتظر عودته وضحكته وكلماته وحسه يداعب أرجاء المنزل.. وأنى له العودة!!.

قد يعجبك ايضا