الإرهاب قاتل بشع يفتك بالكبار والصغار

الجرائم المرتكبة بحق الأطفال تتزايد انتهاكات خطيرة يوما بعد آخر ولم  يعد الطفل يبحث عن حقه في التعليم أو الغذاء بقدر ما يفتقد الى ابسط حقوقه التي وهبه الله اياها وهو حقه في الحياة فجثث الأطفال التي كانت  مضرجة بالدماء في تفجير مسجدي بدر والحشوش بصنعاء تشير الى شدة بشاعة ووحشية مرتكبي تلك الجريمة البشعة والتي راح ضحيتها من الأطفال ثلاثة عشر و19 مصاباٍ.
ويشير الحقوقيون الى ان جريمة تفجير الأطفال من الجرائم الأشد بشاعة في حق الإنسانية كما ان تلك الجريمة ستظل تلقي بظلالها القاتمة على بقية الأطفال الذين سمعوا او شاهدوا التفجير وستكون حياتهم المستقبلية مليئة بالخوف ومصاحبة للكثير من العدوانية اذا لم يتعرضوا لبرامج تأهيلية ونفسية .

 منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والتي تعمل جاهدة للحفاظ على حقوق الأطفال أدانت بشدة الهجمات الإرهابية على مسجدين في صنعاء وعبرت منظمة اليونيسف في بيان أصدرته عن قلقها البالغ بشأن الانتهاكات الخطيرة والمتزايدة لحقوق الأطفال في ظل الصراع الدائر مبينة أن الإحصائيات تشير إلى زيادة في الانتهاكات في عام 2014 بنسبة 40 % فيما يخص أعداد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا وارتفاع تجنيد الأطفال ممن هم تحت سن الـ 18 سنة بنسبة 47% علاوة على زيادة بنسبة 100% في الهجمات على المدارس والمستشفيات.
وجددت منظمة اليونيسف نداءها إلى جميع أطراف النزاع إلى الامتناع عن استهداف المناطق المدنية وخاصة المدارس والمستشفيات والمساجد مطالبة الجميع بوقف التجنيد من تحت سن الـ 18 سنة وضمان حماية الأطفال في جميع الأوقات وفقا للقوانين الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني.
آثار خطيرة
ويقول المختصون إن تأثير ما حدث من إرهاب وأعمال دموية على الشباب المعاصر هو صدمة وفجيعة بأننا في عالم وحوش وعالم غامض لا يعرف إلى أين يتجه وأن التعبير بالطريقة الدموية هو أحد الطرق التي من الممكن أن يسلكها الإنسان في ظل غياب المؤسسات المدنية التي تتلقف أفكار الشباب وتشذبها وتنسقها ثم تعيد صياغتها وهنا يأتي دور المؤسسات التي تعنى بالفكر الديمقراطي الذي يمتص الأصوات المنادية بالعنف ليساهم في إعادة بناء أفكار من يحمل هذه الأصوات وتهذيبها ونشرها بطريقة أخرى تدعو للحوار المسالم والفكر البناء الهاديء الذي يفصح عن الفكر دون أن يحرمه.
تقليد ومحاكاة
وتقول الاخصائية النفسية الدكتورة عبير الصنعاني وهي طبيبة نفسية في مستشفى 48 النموذجي: إن الطفل يتأثر تأثيرا مباشرا بالإرهاب وبما شاهده من مشاهد العنف امامه فكل الاحداث التي مرت أمام اعين الأطفال جعلت الكثير منهم يقلد ويحاكي العنف الذي شاهده وخاصة ما عرض على شاشات التلفزيون لجثث الأطفال والرجال الذين استهدفهم الحادث الإجرامي في جريمة مسجدي بدر والحشوش .
وللإرهاب الذي يشاهده الطفل  انعكاسات نفسية وسلوكية كثيرة على كافة شرائح المجتمع وخصوصا شريحة الأطفال ويمكن أن نشير إلى أبرز هذه الانعكاسات النفسية على الأطفال العدوانية والقلق والشعور بالإحباط واليأس كما له أيضا العديد من ردود الأفعال الاجتماعية مثل الانسحاب الاجتماعي ضعف الأداء في العمل وفي الأداء المدرسي انخفاض مستوى التواصل والتفاعل مع الآخرين ضعف الثقة بالآخرين والاعتماد الزائد على الآخرين وعلى المستوى الجسدي يتسبب في زيادة مستويات التعب والإرهاق وانخفاض الشهية والوزن الشعور بالصداع وانخفاض جهاز المناعة والإصابة بالأمراض المختلفة وله انعكاسات عديدة على المستوى المعرفي لدى الأطفال منها ضعف التركيز وضعف الذاكرة وضعف القدرة على اتخاذ القرار الاستغراق في الأحلام والأوهام والخيالات وظهور مشاكل في النطق والكلام والرسوب والتأخر الدراسي وضعف في اتخاذ القرار والحيرة والارتباك والتشويش .
حيث ان الأطفال اللذين تأثروا بالحروب قد يصابون بأمراض نفسية مثل الخوف وكرب ما بعد الصدمة وأمراض ذهنية. أيضاٍ إصابتهم بعدم التكيف والانخراط بالآخرين .
وبعد ان يكبر الطفل اغلب الاحيان تطرأ عليه ما يسمى “الاضطرابات بالشخصية”
وتضيف الدكتورة عبير :أيضا الآن هناك قنوات تخص الأطفال على حسب قولهم تعلم الطفل العنف بكافة أشكاله لا ننسى ان الطفل من عمر اربع سنوات يعتبر مثل الاسفنجة يمتص كل ما حوله ويحاول تقليدها دون معرفة النتائج وذلك بسبب عدم الرقابة والتوجيه من الوالدين لأطفالهم ومراقبه تصرفاتهم كونها طفولية دون ملاحظة انها قد تزداد  سوءاٍ بحسب قول الوالدين انه طفل صغير لا يعرف شيئاٍ رغم ان الطفل شديد الذكاء بعمر الرابعة وهذا يعتبر نوعاٍ من الإرهاب الطفولي الذي يستمتع به الطفل وهو لا يعلم نتائجه بسبب عدم الرقابة والاختيار الجيد للبرامج التي يستفيد منها الطفل فكريا أكثر مما هي عضليا  .

قد يعجبك ايضا