عبد الكريم الخيواني.. سيرة اغتيال وطن

المقالح:
قتل الخيواني في سبيل مبادئه الجليلة التي كان قد اختارها دربا لمسيرته

المنصور :
 عاش الشهيد عاشقا للحرية مناضلا من أجل تحقيق المطالب الشعبية
الكحلاني :
الاغتيالات تطال العقول حتى ﻻيبقى إلا من يؤمن بلغة العنف والقتل
عايش :
الخيواني فارس من فرسان الصحافة اليمنية اغتالته يد البشاعة وهو أعزل

●  من البشر من إذا رحل تبقى ذكراه العطرة ومواقفه الراسخة محل اعتراف واحترام واقتداء لكل من تلاه من أجيال او من عاصره .. عبدالكريم الخيواني كان واحدا من هؤلاء البشر فرحيله ليس خبوتا لنوره ـ كما يظن قاتلوه من أزلام الارهاب ـ بل تجديدا لإيقاد شعلة المبادئ الانسانية الرفيعة التي كان قد خطها فكر الشهيد الخيواني  الأديب والشاعر والمثقف والصحفي والسياسي طيلة أيام حياته ..
في الاستطلاع التالي نتعرف على حياة الخيواني من أقرب الطرق ومن أقرب المقربين إلى حياته الحافلة  بالعطاء وبالتحديد سنعرفها  يوم تشييعه من أصدقائه رفقاء دربه النضالي سواء كانوا رفقاء النضال الفكري والثقافي أو رفقاء النضال السياسي .. إلى تفاصيل الجرح النازف فلنتابع سويا .

محمد المقالح أحد الأصدقاء المقربين من الشهيد عبد الكريم الخيواني لم يكن يريد الحديث بتاتا بعد أن شيع جثمان صديقه من شدة الصدمة التي تلقاها برحيله ولكنه تذكر أن الصمت لن يجدي اكثر من أن يبوح بما في مكنونه عن الشهيد المناضل عبدالكريم الخيواني فقال ” كان الخيواني رحمة الله عليه رمزا وطنيا كبيرا يحتذى به وقد قتل هذا الرجل العظيم في سبيل مبادئه الجليلة التي كان قد اختارها كسبيل أوحد في حياته ولم يكن ليخاف الأعداء الذين كانوا يتربصون به الدوائر لكنهم وبما يحملونه من مبادئ خسيسة استطاعوا أن يوقفوا مسيرة حياته المشعة المفعمة بالكثير من العطاء الخير وبفعلهم هذا يكونون قد قتلوا شاعرا فذا وأديبا عبقريا  ومفكرا عظيما وسياسيا بارعا وصحفيا مبدعا وأنا أقول : إن من قتلوا المناضل الخيواني قد وضعوا أنفسهم في مربع الرذيلة كما أقول لكل من يمول الارهاب أن النهاية دائما ما تكون للخيرين نهاية مشرفة أما الأشرار فنهايتهم مخزية .
تشييع عاشق الحرية والنضال
محمد المنصور صديق مقرب من الشهيد عبدالكريم الخيواني كان قد أصابه الكمد والحزن الشديد عند سماعه لخبر اغتيال صديقه العزيز والغالي على قلبه ـ كما يصفه ـ فلم يكن بوسعه إلا أن يبتهل إلى المولى الجليل سبحانه مترحما على فقيد الوطن الخيواني وراجيا من الله أن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.. المنصور تحدث عن الشهيد  بمرارة الأسى والحزن فقال ” لقد فقدت اليمن برحيل الخيواني علماٍ من اعلامها البارزين علما من أعلام الجيل المتمرد على السلطة وإجراءاتها الظالمة للشعب لقد عاش الشهيد عاشقا للحرية مناضلا من أجل تحقيق المطالب الشعبية فكان صوته دائما ما يعكر صفو حياة الساسة الذين لم يكونوا ليهتموا بما يتطلع إليه الشعب اليمني ونضال الشهيد عبدالكريم الخيواني لم يكن وليد اللحظة فشعلة نضاله بدءا من عقدي الثمانينيات والتسعينيات مرورا بالعقد الأول من القرن الحالي وانتهاء بثورتي فبراير 2011م وثورة سبتمبر 2014م بل أنه استمر في جهاده حتى اللحظات التي سبقت استشهاده ولأن أنصار الباطل يكرهون باستمرار صوت الحق فإنهم يحاولون بكل ما أوتوا من قوة إسكاته ولذلك فقد تعرض الشهيد عبدالكريم الخيواني  للكثير من المحاكمات  الظالمة والاحتجازات والاقصاءات الجائرة لكنه كان دوما يخرج منها مرفوع الهامة  غير مكترث لها فيعود مجددا لبذل الكثير من الجهود الرامية إلى تحقيق ما يؤمن به من مبادئ سامية وهي ذات المبادئ التي يؤمن بها العظماء من الناس ولهذا وكما لا يخفى على أحد دفع الخيواني الثمن باهظا وذاك كان حياته  .
مزاوجة الأدب بالسياسة
” الشهيد الخيواني ليس مناضلا سياسيا وحسب بل أديبا وشاعرا ومثقفا بل ومن كبار المثقفين اليمنيين ” هكذا يصفه  المنصور ويضيف  ” لم يكن الخيواني ــ الشاعر والأديب والصحفي ــ  أحد أفراد الجيل المثقف وحسب  بل كان يمثل بمفرده جيلا كاملا من الشاعرية الأصيلة  وجيلا متكاملا من الثقافة والمعرفة وليس هذا وحسب فالشهيد ـ كما عرفناه ـ ذو مبادئ عالية كان لا يفرق بين هذا او ذاك ولا يتعرف في تعامله بالانتماءات السياسية فكان يعمل من أجل عز ونصرة الوطن ولهذا فنحن نعتبر رحيله فاجعة لكل اليمنيين .
مدرسة القيم
 نصرالدين عامر مسؤول العلاقات والاعلام بأنصار الله يتحدث عن الشهيد عبدالكريم بلغة تسيطر على مخارج حروف كلماتها الحزن والكآبة فيقول ” لقد كان عبدالكريم الخيواني رحمه الله شعلة مضيئة في طريق الثورة وكان محركا فاعلا في مختلف مراحلها لقد كان الشهيد ـ بحق ـ ثورة بحد ذاته  فقد عمل خلال حياته على إنارة الطريق لليمنيين كي يروا ما يمكن ان ينفعهم وما يمكن أن يكون ضررا عليهم  وذلك من خلال أعماله الأدبية والفكرية المتميزة وكذا من خلال مواقفه السياسية البارزة حيث التمرد الصارخ على كل من يسعى لكبح إرادة اليمنيين أو المساس بحياتهم من جهة أخرى لم يكن الشهيد يوما يفكر في جاه أو منصب فكل همه كان منصبا على هدف واحد هو كيف يمكن أن يسعد اليمنيين ومن هنا نجد أن الخيواني كان مدرسة في القيم النبيلة والاخلاق العالية والدروس الإنسانية وعلى كلُ يجب أن يعلم المجرمون أن اغتيالهم للخيواني لن يطفئ الشعلة التي كان يمسك بها فبرحيله ستزداد الشعلة ضياء حيث ستكون كل مواقفه  مصدر إلهام لكل الشباب الغيورين على وطنهم وسيخلق جيلاٍ بل أجيالاٍ يعيشون حياتهم على ذات الطريقة التي عاشها الشهيد عبدالكريم الخيواني.
ترويع لكل اليمنيين
والألم يعتصر قلبه قال عضو مجلس النواب عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر احمد الكحلاني: استشهاد الاخ عبدالكريم الخيواني فاجعة كبيرة ومؤلمة لكل الوطن بل لكل مواطن يمني غيور على بلده وقتل لعلم بارز في سماء  الأدب والثقافة والسياسة والصحافة اليمنية هوعبدالكريم الخيواني ..والحدث ليست مأساته مقصورة على المواطن اليمني وحسب بل لكل الإنسانية بما فيها من قيم ومبادئ عالية كما أن اغتيال الخيواني  فاجعة لكل  مسلم لا يؤمن ولا يرضى بما تسوقه في الوقت الراهن قوى الشر والارهاب من أفكار مغلوطة لا يعترف بها ديننا الحنيف لا من قريب ولا من بعيد.
 و يتساءل عن استمرار ترويع اليمنيين باغتيال عقولهم وأعلامهم فيقول ” إلى متى سيستمر قتل واغتيال المفكرين وأصحاب الرأي وأصحاب الكلمة الحرة كما حدث للاخ عبد الكريم الخيواني وهذا الاغتيال وأمثاله ينفذه المجرمون حتى ﻻيبقى إلا من يؤمن بلغة العنف والقتل والاقتتال.
ويبقى حيا
محمد عايش رئيس تحرير صحيفة الأولى تحدث عن صديقه الشهيد الخيواني بكلمات تدخل إلى القلوب وتعزيها في هذا العزيز الراحل: قتلوك ياصديقي قتلوك لمجرد أنهم يستطيعون ذلك ﻻ استطيع ان أتخيل عالماٍ بدونك وإن كنت انتظرت معك هذا اليوم خمسة عشر عاما لحظة بلحظة ” عايش يعد صديقه الراحل بانه سيظل بينهم وفي وسط قلوبهم وأن الموت لن يغيبه عن حياتهم ويلمح عايش إلى لقاء ربما بينهما إذا ما استمرت ظاهرة القنص للعقول والإعلام فيقول ” قد نلتقي ياصديقي  قريبا” ويختم حديثه بالقول  “باختصار عبدالكريم الخيواني فارس من فرسان الصحافة اليمنية اغتالته يد البشاعة وهو أعزل.
تصوير/ عادل حويس

قد يعجبك ايضا