الصناعات والحرف اليدوية.. ثراء بحاجة إلى اهتمام

تمتلك بلادنا ثروة ضخمة في مجال الصناعات الحرفية واليدوية توارثتها عبر مئات السنين إلا أن الكثير من هذه الصناعات والحرف تعرضت للاندثار بسبب الإهمال وعزوف الناس عنها وتفضيلهم للمستورد كون أرخص ثمنا ولا زالت حرفا وصناعات تقليدية يمنية تحاول الصمود والبقاء إلا أن الرياح العاتية تكاد تجعلها تنحدر نحو اللاندثار ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذها كونها  تتمثل أبرز المعوقات التي يمكن استغلالها سياحيا وهنا يقول الدكتور رؤوف محمد علي الأنصاري خبير ومتخصص في العمارة الإسلامية في درسة له حول توظيف الصناعات والحرف اليدوية في المجال السياحي.

إن إحياء الصناعات والحرف اليدوية يتطلب دراسة المنظور الثقافي والتراثي والاقتصادي لهذه الحرف وإظهار جماليتها وقيمها والتأكيد على الهوية الوطنية وإثراء الذاكرة الثقافية من خلال التعريف العلمي بهذا المأثور الشعبي وعلاقة هذه الحرف بالعادات والتقاليد في مجتمعاتها ضمن دعوة لإعادة استخدام المنتجات اليدوية كحاجة حياتية خصوصا في المجال السياحي لزيادة الدخل الوطني للدول.
تعتبر الصناعات والحرف اليدوية إحدى أهم مقومات الجذب السياحي في تحريك قطاع القوى العاملة وخاصة في القرى والأرياف والتركيز على أهمية المعارض المحلية والدولية في تفعيل أطر الترويج والتعريف والجذب السياحي للمنتجات الحرفية والبحث عن فرص جديدة مع أهمية اللقاءات الدورية بين خبراء السياحة والفنانين المتخصصين في هذه الحرف والقائمين على ميدان الصناعات والحرف اليدوية والممولين والمسوقين بهدف التشاور وتحديد سياسات مشتركة في هذا المجال لتحديد حجم المنافسة واتجاهات السوق ودراسة حجم الدخل وفرص العمل التي يوفرها هذا القطاع ووسائل الجذب التي يمكن من خلالها ربط زيارات الوفود السياحية للاطلاع على المعارض والمراكز التي يتم إنتاج وصناعة وعرض هذه الحرف من قبلها والاهتمام بأذواق المشترين مع الحفاظ على الأصول اليدوية والبحث عن الجودة ومجالات جديدة للابتكار والإبداع وتجربة الأفكار والتصاميم الجديدة من خلال المسابقات التنافسية للحرفيين للخروج بجودة في المنتجات مع العمل على تدريب ورفع مؤهلات الحرفيين العاملين في المراكز الحرفية.
وذكر الأنصاري عددا من القضايا الهامة المتعلقة بالحرف والصناعات الحرفية منها التصاميم والطرق المتبعة والتعاون الفني وتنمية المهارات وتبادل التقنيات المطبقة وتحسين جودة المنتج والتعليم والتدريب والتمويل والاقتصاد والسوق والمصاعب الموجودة والرعاية والسياسات الوطنية والعمل على إيجاد الحلول لبعض المشاكل الرئيسية التي تواجه مستقبل حركة تنمية الصناعات والحرف اليدوية.
وأضاف: إن الاهتمام بتطوير ميدان الصناعات والحرف اليدوية سوف يساهم في معالجة بعض المشاكل الاقتصادية وتحريك وتنشيط العجلة الثقافية والسياحية للبلد وتوفير فرص العمل والحد من مشكلة البطالة خصوصا التركيز والاهتمام لإحياء بعض القطاعات الحرفية التي تواجه بعض الصعوبات والعوائق التي تحول دون نموها منها:
اضطرار الحرفيين إلى العمل في المصانع الآلية وهجر حرفتهم التقليدية صعوبة التمويل تدني التعليم والتدريب صعوبة تسويق المنتج اليدوي وغيره.
وشدد على أهمية النظر إلى الجوانب الاستثمارية التي يشكلها هذا القطاع لنرى أهميته كميدان تنموي ناجح وأهمها:
توفير فرص عمل لنسبة كبيرة من الأيدي العاملة خصوصا للنساء دون اللجوء لتعبئة رساميل كبيرة وتشجيع حركة السياحة بالإضافة إلى توفير قدر كبير من العملة الصعبة نتيجة إنفاق السياح بجزء كبير من ميزانياتهم على شراء منتجات الصناعات والحرف اليدوية.
وإنشاء المراكز الحرفية وربطها بالسياحة من أجل التفاعل بين الحرفي والسائح لتحريك عجلة الاقتصاد وتشغيل طبقات واسعة خصوصا من النساء وتحريك فرص جديدة لتسويق سلعة محلية تتميز بها عن الدول الأخرى تمثل تراث ومعالم البلد الأثرية والدينية والسياحية.
الدعوة لقطاع السياحة لمشاركته في تنمية وتسويق الأعمال الإبداعية المتمثلة بالفنون والصناعات والحرف اليدوية والعمل على رفع المستوى النوعي لإبداعات الفنانين من خلال دعم وتشجيع مراكز ومؤسسات التعليم العالي في مجال هذه الحرف.

قد يعجبك ايضا