في السنوات الأخيرة تدهور المسرح الذي يعتبر من أهم مقومات الثقافة والفن في الساحة اليمنية لما له من دور كبير في تشكيل الرأي العام والتنوير والتثقيف في أوساط المجتمع ولمناقشة هذا الموضوع أو القضية الثقافية الهامة التقت “فنون الثورة” بالفنان والمسرحي المعروف عبدالحكيم الحاج- مدير عام المسرح الوطني سابقاٍ- والذي تحدث عن المسرح الوطني باعتباره منبراٍ ثقافياٍ هاماٍ قدمت فيه أهم الأعمال المسرحية من خلال مسرح الأربعاء واليوم العالمي للمسرح وغيرها من الفعاليات في المناسبات الوطنية المختلفة وغيرها فإلى حصيلة هذا اللقاء الفني لتعرفوا تفاصيله:
التأهيل والتدريب ضرورة
*ولم لا توجد أكاديمية أو معهد لتأهيل الكوادر المسرحية والفنية بشكل عام¿
– موضوع التأهيل والتدريب للكوادر الفنية ذو أهمية كبيرة بحيث تضيف على موضوع الموهبة إثراءٍ علمياٍ وتخصصاٍ بما يساعد الفنان على تطوير مهاراته بأساليب فنية وفي حقيقة الأمر كانت هناك فكرة إنشاء مشروع لتأسيس معهد للفنون المسرحية الذي وضعه الأستاذ/ يحيى العرشي وقد أقرت التصاميم والخطة والمنهج وتم إقراره من مجلس الوزراء وكان أحد الزملاء (عبدالله العمري) يسعى لتنشيط هذا الموضوع ولكن الوضع لم يشجع على نجازه وتحقيقه على أرض الواقع وظل حبيس المكاتب حتى اللحظة إلا أنه في معهد الفنون الجميلة في عدن وأكاديمية الفنون الجميلة في الحديدة ونتطلع لإيجاد معهد متخصص في صنعاء إلى جانب وجود منح دراسية للخارج في أكثر من دولة في مجال تخصص الفنون المسرحية والإخراج و التمثيل والنقد بما يساعد على تحسين الوضع المسرحي والفني في الساحة.
دور مؤسسة السينما والمسرح
* وأين دور مؤسسة السينما والمسرح في اليمن¿
– هذه المؤسسة كانت حلم كل مسرحي يمني إلا أن هذه المؤسسة منذ وجدت للآن لم تقدم جديداٍ ولا أي نشاط وليست فاعلة في الساحة الفنية والثقافية إلا أنه توجد بارقة أمل من خلال تواجد الفنان المسرحي الذي يعتبر مديراٍ عاماٍ لهذه المؤسسة وهو منصور الأغبري والذي بدأ خطوات إيجابية وصحيحة نحو إيجاد سينما مسرح صحيحة برغم وجود عراقيل في سير عمله إلا أنه شخصية متوازنة وطموحة وأتمنى أن عمله وخططه تظهر للنور في القريب إن شاء الله.
* وما الذي يفتقد له المبدع بالمسرح الوطني¿
– بالنسبة للمبدع والمسرحي فإن الوضع المعيشي غير طبيعي ولا يساعد على إيجاد أي إبداع أو تجديد في الواقع الفني المسرحي الدرامي إذا لم يوجد أما المسرح فإنه يعتبر وسيلة للحياة والتنوير لذلك أكثر ما يفتقر له هو الوعي المسرحي بين أوساط المجتمع والذي يوجب على من المسرحيين أن يحاكوا القضايا المجتمعية المعاصرة والتي تعبر عن معانات الناس والتي تتميز بالكثير من القضايا في مواضيع مجتمعية وظواهر اجتماعية عديدة للشباب والمرأة والطفل والإرهاب والتطرف والغلاء والمعاناة العديد التي يمر بها مجتمعنا والتي يستطيع المسرح مناقشتها بعد أن تتم محاكاتها درامياٍ وبالإمكان أن تتم الاستفادة منها في الدراما التلفزيونية في ظل تزايد القنوات الفضائية بحيث لوحظ في الآونة الأخيرة عودة المسرح اليمني للبث والعرض المحلي عبر مختلف القنوات الحكومية والخاصة وهذا يخلق نوعاٍ من النشاط والإنتاج اللذين ينميات الوعي المسرحي ومن ناحية أخرى يفتقر المسرح لعملية التسويق فقد كان المسرح يعتمد على التسويق والدعاية لأعماله من خلال الصحف والسيارات والإعلانات والإذاعة وغيرها من وسائل التسويق التي تسبق العروض المسرحية والتي تساعد على إيجاد زخم جماهيري تجاه المسرح وهذا الذي نفتقر له حتى أن من يكتبون عن المسرح نجدهم في الحقيقة لم يحضروا أي عرض مسرحي وهذا من أهم ما يعاني منه المسرح اليمني التسويق وضعف الوعي المسرحي بين الناس.
أمنيات
* كيف تتوقعون مستقبل المسرح اليمني¿
– يعتبر مستقبل المسرح مستقبل اليمن الثقافي والفني والذي يتجسد من خلال مشاركتنا الخارجية في المهرجانات العربية والإقليمية بحيث يعكس مدى ثقافة المجتمع اليمني في التناول لموضوع المسرح والفن والثقافة لأن المسرح مرآة لثقافة الشعوب ويجب أن يتم تشجيع المسرح وتنمية فكرة المسرح لدى الكبير والصغير وإعادة مسرح الأربعاء ويجب تبني الأفكار الحديثة والدماء الجديدة بتشجيع الشباب وإيجاد كوادر فنية مؤهلة وفي ظل تواجد المركز الثقافي الذي يعتبر المكان المتفاعل بكل إمكانياته وقدراته لأجل تطوير المسرح والفن المسرحي والمستقبل سوف يكون أكثر تطوراٍ وازدهاراٍ وخاصة بعد أن تستقر الأوضاع ويعود الأمن والاستقرار للوطن.
خطة تطويرية
* هل يوجد في خطة لتطوير المسرح¿
– الخطة التطويرية للمسرح تكون في الانتهاء من مبنى المسرح الشعبي حساب الصندوق الاجتماعي حيث تعتبر المرحلة الأخيرة في تركيب الديكور والهندسة والصوت ويوجد حرص أن تكون جميع التجهيزات والتقنيات وليس تقليدية وإلى جانب وجود نوع من الإيقاع النظري والسمعي بما يشكل نوعاٍ من الإيقاع البصري الحسي من خلال توفير الأشجار والبناء المتناسق واللوحات الفنية وغيرها ولقد استكملنا بناء المسجد ونحن في إطار استكمال المقهى الثقافي الذي سوف يكون الحاضن للعديد من الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة بحيث يعتبر تصميم المقهى الثقافي على غرار المقاهي الثقافية في البلدان العربية إلا أنه سوف يحمل نوعاٍ من الخصوصية اليمنية والتراثية المميزة ويعتبر المقهى الثقافي إثراءٍ للواقع المسرحي بحيث يتم تصميم منصة مرتفعة على أرضية المقهى كمسرح في الهواء الطلق وتوجد حوله الكراسي والكفتيريا وذلك لإيجاد بيئة ثقافية وفنية تكون لها الأسبقية في تواجد الفنانين والمثقفين وغيرهم.
وكانت توجد لدينا خطة لعمل مسرح الهناجر والتي كنا بدأنا مع الأخ صادق مصلح وهو من الناس الذين يشجعون المسرح والحركة المسرحية كان حينها رئيس مجلس الإدارة في شركة يمن موبايل فقد كان يحاول إيجاد مسرح الهناجر على غرار مسرح الهناجر في القاهرة والذي لا يحتاج للكثير من الميزانية إلا أن هذه الخطوة لم تكتمل برغم أننا بدأنا إلا أنه وجدت عراقيل واعتراضات بأنه يجب على الدولة أن تبني هذا النوع من الهناجر المسرحية وقد كانت خطة الشراكة مع وزارة الموصلات المتمثلة بيمن موبايل إلا أن الموضوع لم يتم.
* كلمة أخيرة¿
– أتمنى أن يعود الهدوء لليمن ويستقر الوضع السياسي وتنتهي هذه الصراعات ويعود الأمن والسكينة لليمن الذي لا يوجد بلد مثله لذلك أقول لجميع اليمنيين حافظوا على بلدنا.