السيد عبدالملك الحوثي: تأخر التوافق السياسي مفتعل ويخدم مؤامرة تدمير اليمن بالإرهاب

اعتبر السيد عبد الملك الحوثي تأخر التوافق السياسي بشأن ترتيب أوضاع السلطة على قاعدة الشراكة “مفتعلا لا مبرر له وتسويفا متعمدا كان هو نفسه قبل الإعلان الدستوري ولا يزال مستمرا بعده وللغايات والأغراض نفسها”.
وأكد الحوثي في كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد أن “إعاقة المسار السياسي وعرقلة التوافق متعمدان لأغراض تخدم توجهات خارجية حريصة على تأزيم الوضع وفرض هذا الواقع وأن يستمر في اليمن”.
متهما بعض القوى السياسية بالعرقلة.
وقال:”حزب الإصلاح يستغل حرص القوى الثورية على التوافق والشراكة الوطنية الحقيقية بين كل القوى ويسعى ليعرقل أي مساع لتحقيق تقدم في الحوار الجاري وتوافق بين القوى السياسية والمكونات المجتمعية لإيجاد حل للعملية السياسية”.
وحذر من عواقب استمرار عرقلة التوافق السياسي وإعاقته وتمطيط المشاورات.. منوها بأنه “يسهل انتشار قوى الإرهاب وتعزيز قوتها وتوسيع تمددها في اليمن عبر مهاجمة المعسكرات وأعمال النهب وإرهاب المواطنين وقتلهم وذبحهم”.
وأكد الحوثي أن “الثورة الشعبية بعثت روحا وطنية وشكلت قوة ودرعا أحبط نجاح المؤامرات الخارجية الساعية لنشر قوى الإرهاب التكفيرية في اليمن ضمن مخطط تمكينها في المنطقة لتدميرها وتبرير احتلالها بدعوى مكافحة الإرهاب”.
وقال:”لولا التحرك الشعبي الثوري لكانت تلك الأداة التكفيرية الإجرامية سيطرت على البلد في ظل غياب حكومة ذات قرار سيادي وسلطة مسؤولة ذات إرادة جادة وصادقة في حماية الشعب والبلاد ومواجهة هذا الخطر بمستواه لا مسرحيات”.
وفي حين أقر بأن كلفة التحرك الشعبي الثوري كانت كبيرة نوه بأنها كانت ستكون أكبر لو لم يتصد لقوى الإرهاب.

وقال:”الكلفة كبيرة ولكن فيما لو استكان شعبنا كانت ستكون أكبر بكثير ولولا التضحيات في ميادين العزة لكان الواقع مختلفا”.
واتهم الحوثي في كلمته قوى سياسية بعينها ب “التقصير والتعامل اللا مسؤول مع الأخطار الإرهابية وغض الطرف عنها” وقوى أخرى ب “التواطؤ معها والتغطية عليها وجرائمها سياسيا وإعلاميا بل ودعمها ميدانيا في انتشارها وجرائمها”.
وقال:”حزب الإصلاح مواقفه إعلاميا وميدانيا متواطئة مع هذه المجاميع التكفيرية وهذه الأخطار التي تتهدد البلد مكشوفة ومفضوحة”. وأضاف:”بات مكشوفا تعاون البعض من حزب الإصلاح مع القاعدة واشتراكهم في العمليات الميدانية”.
ودعا الحوثي القوى السياسية والمكونات المجتمعية كافة إلى “استشعار مسؤولياتها والتعاطي بجدية وصدق مع الأخطار المحدقة بالوطن واتخاذ المواقف الوطنية اللازمة للتصدي لها وقطع دابر الفتن والشر الذي يراد لليمن عبر قوى الإرهاب”.
وقال: “انشغال البعض عن الأخطار بالجدل وتوجيه النقد والاتهام للقوى الثورية غير منصف ورهان بعض القوى المحلية على الخارج رهان خاسر لأن الأصل هو الداخل والأهم هو الشعب وخدمة مصالحه في العدل والكرامة والعزة والخير”.
وانتقد الحوثي مواقف مجلسي التعاون الخليجي والأمن الدولي وتجاهلهما نشاط القاعدة في اليمن في مقابل ما سماه “ممارسة الضغوط على القوى الثورية وتكثيف الضجيج السياسي والإعلامي لإلهاء اليمنيين عن خطر قوى الإرهاب وتمددها”.
وقال:”رهان الخارج على الخاسرين والفاشلين في اليمن رهان خاسر وفاشل ومصلحة دول الخليج الحقيقية في أن يكونوا إلى جانب الشعب اليمني العظيم الأبي وتحقيق أهدافه وتطلعاته في الخير والعدل والعزة والكرامة لا في وأدها”.
وكان السيد عبد الملك الحوثي استهل كلمته بتحية شهداء اليمن في الثورة الشعبية وكل تحرك “ينشد العدل ويهتف بصوت الحق”. معتبرا “التضحية ثمنا لا بد منه لتخليص الأمة من هيمنة الظالمين والمجرمين ودفع الشر والطغيان والتبيعة والهوان”.
ووصف الشهداء بأنهم “لم يكونوا مجرد ضحايا بل كانوا أيضا رجال مشروع أصحاب فكر حاملين لقضية عادلة وموقف مشروع وهدف مقدس” وأنهم “الأذن الصاغية لأنين الأمة والعين البصيرة بمعاناتها والضمير الحي فيها”.
وخاطب في ختام كلمته كل الأحرار والشرفاء مشددا على التيقظ للأخطار المحدقة باليمن بأن “لا يناموا أو يغفوا حتى تضربهم سكاكين قوى الإرهاب ويكونوا ضحايا”. وداعيا كل الإعلاميين والمثقفين ورجال الأعمال والمواطنين إلى “مواصلة مشوار الثورة”.

قد يعجبك ايضا