الحل يكمن في الحوار والالتزام بالاتفاقيات لا بغيرهما

التزام الأطراف والمكونات السياسية وقيادات الأحزاب بوثيقة مخرجات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة الوطنية بحسب مراقبين هو الحل الأمثل للخروج من خندق الاحتقان السياسي الحالي والوصول إلى التوافق السياسي المأمول بين كافة أطراف الصراع السياسي اليمني خاصة بعد أن تم الاتفاق على شكل السلطة التشريعية والشروع فوراٍ في توقيع اتفاق شامل بذلك وتقديم مرشحيها لشغل تلك المناصب… حلول وآراء يطرحها مختصون في الشأن السياسي حول الأزمة السياسية الراهنة تجدون تفاصيلها في ثنايا الاستطلاع التالي :

السياسي والقانوني فيصل الخليفي – جامعة عدن : يؤكد على ضرورة الالتزام الكامل بوثيقة الحوار الوطني باعتبارها خارطة طريق للمرحلة الانتقالية التي وقعتها كافة الأطراف السياسية والمكونات المجتمعية والذي يوجب عليها التنفيذ للوثيقة وعلى القيادة السياسية الإشراف والتنفيذ على ما تم التوقيع عليه ممثلاٍ بوثيقة الحوار الوطني التي تعد وثيقة وطن وشعب.
صدق النوايا
من جانبها تقول الدكتورة ذكرى القبيلي – أكاديمية بجامعة صنعاء سابقا وجامعة الملك سعود حالياٍ: إنه متى صدقت النوايا كان الحل ومتى كان الولاء للوطن فوق الولاءات الفردية والحزبية جاء الحل نابعاٍ من المسئولية الوطنية , غير أن أحزابنا عميت بصيرتهم و ما نشاهده هو إفلاس فكري ووطني وأخلاقي أضاعوا الوطن بتقاسم خيراته ثم بخلافات شخصية واستعملوا الدم البريء في تصفيات أحقادهم.. الفرقاء ببساطة لا يسمعون لصوت المواطن البسيط والعقلاء والمفكرين المخلصين, لا يسمعون إلا لأنفسهم وللمطبلين والمهرجين لهم والشيء الوحيد الذي نجحوا فيه هو خراب اليمن وإعادتنا إلى الخلف بعيدا عن العصر فضلا عن حلم التقدم والدولة المدنية , الحل ببساطة هو أن يحيوا الوطنية بإعلاء مصلحة الوطن الذي نهبوا خيراته , ولم يجد فيه المواطن أبسط الحقوق في العيش الكريم والتعليم والصحة لا تنقصنا اتفاقات ولوائح وبنود لو يطبقون ما تم الاتفاق عليه لخرجنا من الكارثة المحدقة.
ومضت القبيلي تقول : قادة الأحزاب هم من دمروا الوطن ولا يعول عليهم فإن استيقظ ضميرهم فالحل بين أيديهم.
انسداد سياسي
كهلان صوفان – رئيس لجنة الحقوق والحريات بمجلس النواب : إن قيادات هذه الأحزاب المختلفة هي من أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن من انسداد سياسي كونها تحاور وتفاوض من أجل مصالحها الخاصة وكم ستحصل عليه أحزابها من كعكة الوطن.
 هم ينظرون للوطن على أنه مجرد كعكة يجب على كل حزب التفاوض للحصول على أكبر قضمة منها . للأسف الشديد المواطن آخر اهتماماتهم وتفكيرهم. لذلك لم نعد نثق بهؤلاء القادة السياسيين مطلقا ولا اعتقد أنهم سيقدمون أي تنازلات من أجل الوطن وأجياله القادمة. فأملنا الوحيد في الله سبحانه وتعالى فهو الوحيد القادر على حفظ اليمن من كيد الكائدين وتآمر المتآمرين. أما الدور المفترض على قيادات الأحزاب والمتحاورين القيام به في الوقت الراهن أن يبقى فيهم شيء من الوطنية من أجل استكمال الاتفاق على شكل السلطة التنفيذية مجلس الرئاسة والحكومة بعد أن تم الاتفاق على شكل السلطة التشريعية والشروع فوراٍ في توقيع اتفاق شامل بذلك وتقديم مرشحيها لشغل تلك المناصب. وعليهم إدراك أن الوطن لم يعد يحتمل الانسحابات وتسجيل المواقف والهرولة إلى هنا أو هناك لإثبات ولاءات متعددة ,فهناك شعب يرقبهم ويرقب تصرفاتهم وخيانتهم لوطنهم لتحقيق أجندات وأطماع الخارج.
استثمار الخلافات
من جانبه يقول هاشم علوي – رئيس قسم البحث العلمي جامعة إب : تتحمل الأحزاب السياسية اليمنية بمختلف توجهاتها مسؤولية إخراج البلد مما أوصلته إليه هي ذاتها بمشاركة النخبة السياسية الحاكمة وفي هذه المرحلة البالغة التعقيد بسبب تصرفات القيادات السياسية والحزبية نلحظ جليا تناغم بعض القوى السياسية مع التدخلات الأجنبية الهادفة إلى استثمار الخلافات السياسية سواء بقصد الإستفادة من التدخل الخارجي لحماية مصالحها أو بدون قصد إنما عنادا ومكابرة لطرف سياسي أو مكون آخر ومن هنا فإن الشعب ينظر  إلى ما يمكن أن تحققه الأحزاب السياسية في حواراتها في موفمبيك وبعد ذلك إلى ما سيتخذه الرئيس المستقيل هادي بعد أن خرج من صنعاء وأعلن سحب استقالته.
وقال علوي : وبما أن الوضع قد اختلطت أوراقه فإن الخيار لدى هادي والقوى السياسية إما أن يسهم كل طرف في تخفيف حدة تمزيق الوطن وتجفيف منابع التحريض بكافة أشكاله المقيتة والعمل من أجل رأب الصدع الوطني وتوجيه البوصلة السياسية نحو الحوار الجاد الذي يفضي إلى مصالحة وطنية شاملة أو الاستمرار في تغذية عناصر الكراهية وإطلاق العنان لعنجهية التصرفات التي تهدد أمن وسلامة البلد والسير به نحو حرب قد تكون شطرية جنوبية شمالية وحروب شمالية شمالية وجنوبية جنوبية في ظل لهث القوى السياسية نحو توجهات القوى الخارجية وتحقيق ماتريده تلك القوى المعادية للشعب اليمني وهنا تحتم المرحلة أن تقف القوى السياسية بمسؤولية كاملة أمام مخاطر التدخل الخارجي وأن لا تدور في فلكه بعلم أم بدون علم وهي أمام خيارات إما أن تكون وطنية أو أداة بيد الخارج. 
ومضى يقول: وبما أن المرحلة التوافقية هي التي ستحقق خروجا آمناٍ للبلد فلا بد من تعزيز عوامل الثقة بين مختلف الأطراف السياسية بما يحقق شراكة وطنية حقيقية بالسلطة والثروة وصولاٍ إلى دستور يلبي استحقاقات الشعب اليمني في سيادة القانون وإيجاد دولة مدنية ديمقراطية تبدأ بالصندوق الانتخابي وتنتهي به بعيداٍ عن العنف.
الحوار
الإعلامية إشراق العطاب: منذ حلت الثورات العربية ومن ضمنها اليمن ونحن نهتف بأن الحلول المثلى لإخراج البلاد من معتركها المخيف لا يكون إلا بالسلمية والحوار إلا أن الحوار الآن قد طال وبدأ يأخذو وعوداٍ وحوارات طويلة لا يخرج محاورها إلا بكراس ورسالتنا للأحزاب والقوى السياسية هي استشعار الوطنية لا أقل ولا أكثر.
المنظومة الفكرية
وذهب الحقوقي مكرم بركات إلى القول : الأحزاب والكل لم يدرك حجم الذي حدث من زلزال دفن والى غير رجعة النظام السياسي السابق بكل مكوناته وأساليبه وشخوصه – وتكمن المشكلة أن الكل ينكر أو لا يستطيع رؤية حقيقة ما جرى – من مقتضياتها تغير في المنظومة السياسية كإطار حزبي وفي الفكر الذي يطرح وفي السلوك الذي يتوجب أن يتم بما يجعل المواكبة للمتغير قائمة – ومن نتحدث الآن عنهم من أحزاب وقوى سياسية هم من أدمنوا فساد السياسة وما زالوا يتعاملون على أساس أوراق سياسية ومفاوضات دون القدرة على طرح أفكار جديدة ومقترحات جديدة وصياغات جديدة لمواضيع النقاشات – انه التشبث بالماضي الذي تجاوزهم ولن يقدروا أن يلحقوا قطاره.
إجراءات إصلاحية
من جهته يرى الدكتور حسان القديمي – جامعة إب : أن اليمن اليوم أمام مفترق طرق وفي مرحلة حرجة للغاية ويجب على الأحزاب السياسية داخل اليمن الالتفاف حول الإجراءات الإصلاحية والسياسية والدخول في دورتها الدموية والتغيير من داخلها بروح وطنية والابتعاد عن المصالح الحزبية ما لم فإننا قد نعزل أنفسنا في مسارات ثانوية ونستسلم للإحباط وتتفاقم النزعات الجهوية وتعم الفوضى وقد ندخل في دوامة حروب أهلية وإننا الآن في مرحلة حاسمة لا تكفي فيها المراهنة على الحماسة الحزبية دون التفكير الجدي في كيفية معالجة الإشكاليات التي تعيق التوافق السياسي بين الأطراف المتنازعة واستكمال مسيرة الخروج بالوطن إلى بر الأمان .
تهيئة الأجواء
فيما يؤكد هيثم عون القدسي – الحزب الناصري على أهمية عدم إغلاق باب الحوار والحوار فقط في مثل هذه الظروف الحرجة ويأتي هنا دور الأحزاب والقيادات السياسية بتهيئة الأجواء والمناخات وعدم قطع أي أمل كذلك على أنصار الله عدم المقامرة بمصير الشعب والقبول بنقل الحوار خارج صنعاء لما يسهم في خلق توافق سياسي بين مختلف الفر قاء .
البرامج الإصلاحية
أما الدكتور عبد المؤمن شجاع الدين – جامعة صنعاء فيقول : إن أي بلد ديمقراطي في العالم لا بد أن تتوفر فيه منظومة سياسية ناضجة عبارة عن أحزاب ومكونات سياسية تتنافس في ما بينها على تقديم أفضل برامج الإصلاح والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذا برامج التنمية الإدارية للمؤسسات التنفيذية في أي بلد ‘ بالنسبة للحالة اليمنية فيمكن توصيفها على أن هناك نظاماٍ سياسياٍ معاقاٍ ولا يملك القدرة الفنية التي تجعله فاعلا في حل قضايا البلد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا نتاج طبيعي لبلد تحكمه مراكز قوى من خارج التاريخ سواء منها القبلية التي تعتبر أنها تمتلك الحق التاريخي لتحل محل الدولة وعملت على فرض واقع الشيخ والرعية وهنا الرعية تعني المواطنة المنتقصة للأسف كذلك فهناك مراكز قوى دينية تعتقد أن لها الحق في تسيير شئون البلاد وفقا لمفهومها الخاص للدين.
مستوى التوافق
الدكتور أنور الحسام – عميد معهد تعز للعلوم التطبيقية : يرى أن الأحزاب السياسية يمكن أن تصل إلى التوافق عندما يكون لديها أهداف واضحة وبرامج وخطط لبناء دولة تتحقق فيها العدالة والحرية والحقوق المتساوية .. بعيدا عن التعصب السياسي والإيديولوجي وتغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة وعندما لا يصنع قراراتها وتوجهاتها أصحاب رأس المال وذوو النفوذ الحكومي والقبلي وتتخلى عن ارتهانها للخارج والدعم الخارجي .

قد يعجبك ايضا