الأمين.. كبش الفداء .. لعشوائية عمل اتحاد القدم

يوما 12 و17 مارس الجاري يخوض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مواجهتين رسميتين ضمن التصفيات التمهيدية المؤهلة لكأس العالم 2018م يواجه فيها منتخب باكستان.. ومنذ مشاركته الأخيرة في دورة كأس الخليج العربي الـ 22 في الرياض التي أقيمت خلال شهر نوفمبر من العام الماضي.

منتخبنا الوطني قدم في منافسات كأس الخليج العربي الـ 22 بالرياض مستوى رائع جداٍ نال إعجاب الجميع وكان الحصان الأسود للبطولة وحقق مفاجأة قوية وحصد منها نقطتان لأول مرة في مشاركاته في كأس الخليج منذ أول مشاركة له في خليجي 16 في الكويت.
منتخبنا في خليجي 22 بالرياض قدم عروضا أكثر من رائعة وكان أفضل من منتخبات خليجية من حيث المستوى والأداء داخل الملعب.. ولكن أفتقد منتخبنا.
في هذه المشاركة الخليجية الأخيرة بالرياض إلى المهاجم القناص المكمل للهجمات التي يقودها زملاؤه في المنتخب التي تنتهي أمام مرمى الخصوم بسبب عدم وجود قناص يكمل مجهوداتهم وظل لاعبو منتخبنا طوال مواجهات خليجي 22 بالرياض يعانون من هذا النقص في خط الهجوم لمنتخبنا الوطني لتذهب مجهودات المنتخب أدراج الرياح ولو وجد المهاجم القناص لكان منتخبنا حقق نجاحات غير مسبوقة في دورات الخليج في الدورة الـ 22 بالرياض مثل إنجازات أول فوز له وقد ربما يصل إلى النهائيات ويمكن يحقق البطولة نظراٍ للمستوى القوي الذي قدمه في البطولة وتراجع مستوى جميع المنتخبات الخليجية في الدورة الـ 22 بالرياض.
وسجل منتخبنا الوطني لكرة القدم في دورة الخليج الـ 22 مشاركة ممتازة ومرضية للجميع وخصوصاٍ جماهيره اليمنية التي صالحها بعد جفاء طويل بسبب النتائج السيئة السابقة.. ومحاها في المشاركة الخليجية الـ 22 وعاد إلى صنعاء بعد المشاركة عودة الأبطال وسط احتفاء جماهيري كبير من الجماهير ورجال الدولة ووسائل الإعلام المحلية والعربية المختلفة.. واستبشر الجميع بمنتخب وطني شاب رائع يرفع الرأس كفيل بأن يسعد الجماهير اليمنية الكبيرة المتعطشة للنجاحات والأفراح في قادم المشاركات والاستحقاقات الخارجية القادمة.
وبعد عودة المنتخب إلى صنعاء عقب دورة كأس الخليج الـ 22 كان يجب على الجهاز الفني بقيادة المدرب التشيكلي ميروسلاف سكوب ومساعده المدرب الوطني الكابتن أمين السنيني أن يعملا على مواصلة الإعداد لأعضاء المنتخب بشكل مستمر للحفاظ على جاهزيتهم الفنية والبدنية وتطوير مهاراتهم وإيجاد معسكرات إعداد خارجية وداخلية وترتيب مباريات عديدة مع منتخبات وطنية عربية وآسيوية وحتى أوروبية قوية للاستفادة منها.
وأهم من ذلك البحث عن المهاجم القناص الذي يشكل النقطة الأضعف في منتخبنا وليس هذا فقط بل يشكل الهاجس الأكبر أيضاٍ في أنديتنا اليمنية منذ سنوات عدة وتلجأ فيها الأندية للتعاقد مع مهاجمين محترفين أجانب نظراٍ لانعدامهم على الساحة الكروية اليمنية ونشاهد أن المحترفين الأجانب المهاجمين يستحوذون منذ سنوات على لقب هداف الدوري اليمني .. ولهذا عانت من ذلك منتخباتنا الوطنية طويلاٍ أو بالأصح خلال العشر السنوات الماضية .. ورغم ذلك إلا أن الاتحاد العام لكرة القدم لم يحرك ساكناٍ لإيجاد حل لهذه المشكلة المخيفة لكرتنا اليمنية وكأن الأمر لا يعنيهم في مجلس إدارة الاتحاد للعبة.
بعد عودة  المنتخب إلى صنعاء من خليجي الرياض الـ22 لم يجد المدرب التشيكي فرصة للعمل بسبب الأوضاع الأمنية التي تمر بها بلادنا ليغادر إلى بلده تاركاٍ المنتخب ولم تكن هناك خطوات جادة من قبل الاتحاد العام في إيجاد حلول لمشكلة البحث وإيجاد  المهاجم القناص لمنتخبنا واكتفى الاتحاد بتجميع اللاعبين أعضاء المنتخب على مراحل خلال إنجازات الدوري العام تحت قيادة مساعد المدرب الوطني الكابتن أمين السنيني وتجميعهم لمدة أسبوعين قبل المغادرة إلى الدوحة استعداداٍ للاستحقاق الحالي المتمثل في التصفيات التمهيدية المؤهلة إلى دور المجموعات من كأس العالم 2018م وكذا تصفيات آسيا.
المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب ومساعداه مدرب الحراس أندريه ومدرب اللياقة البدنية مارتن التحقوا ببعثة المنتخب في الدوحة يوم 4 مارس أي قبل ثلاثة أيام فقط يعني تقريباٍ قبل ثمانية أيام من المواجهة الأولى لمنتخب باكستان في هذا الاستحقاق وبعد غياب قرابة الأربعة الأشهر عن المنتخب واللاعبين ماذا سيعمل هل سيلعب بنفس التشكيل السابق الذي لعب به بكأس الخليج الـ22 بالرياض.
وكيف سيعمل بمشكلة غياب المهاجم .. أم أنه سيلعب بنفس المشكلة هذه .
وسيظل منتخبنا الوطني هو المنتخب الوحيد في العالم الذي يلعب بدون مهاجم.
استدعاء المحترفين
أقر مدرب منتخبنا التشيكي سكوب استدعى لاعبي منتخبنا الوطني المحترفين في الأندية الخليجية للالتحاق بمعسكر المنتخب والمحترفون هم خمسة لاعبين.
الحارس إبراهيم عياش المحترف في نادي السويق العماني والحارس سامر فضل المحترف في صفوف فريق نادي الوحدة العماني واللاعبان وحيد الخياط وفؤاد العميسي المحترفان في صفوف نادي الرياض السعودي وأخيراٍ المهاجم ايمن الهاجري المحترف  في صفوف نادي النجمة البحريني.
يعني خمسة لاعبين محترفين في أندية خليجية ليس عددا قليلا يستهان به .. فما نعرفه في بقية منتخبات العالم أن انضمام لاعب واحد محترف ينضم إلى صفوف منتخب بلاده في أي مشاركة دولية يعطي منتخبه دفعة قوية جداٍ ويرفع من شأن منتخبه فكيف بخمسة لاعبين نصف لاعبي التشكيلة الأساسية للمنتخب.
في منتخبنا يحدث غير ذلك المحترفون ينضمون لمنتخباتنا ولم يضيفوا شيئا يذكر والدليل أنه في مشاركة منتخبنا في دورة كأس الخليج الـ22 بالرياض السعودية ظل منتخبنا يعاني من النقص الكبير والواضح للمهاجم القناص الصريح طوال مبارياته ويجلس بجانب المدرب ومساعديه على دكة الاحتياط المهاجم ايمن الهاجري المحترف في صفوف نادي النجمة البحريني ولم يشارك باستثناء دقائق معدودة في المباراة الأخيرة أمام المنتخب السعودي ولم يشكل أي إضافة تذكر له في أداء المنتخب أو يشكل خطورة على مرمى المنتخب السعودي.
الخلاصة
الخلاصة التي نخرج بها من خلال ذلك أننا لن نستفيد من أخطاء الماضي .. وسنظل نؤدي عملنا بعشوائية وتخبط وبعيداٍ عن التخطيط والتنظيم والبرمجة .. وعنواننا الأبرز العشوائية واللعب باسم الوطن واحراق اعصاب اليمنيين .. وليس اللعب لتشريف الوطن وإسعاد جماهيره.
وهكذا سيظل المنتخب الوطني هو النقطة الأضعف ويتمرمط في كل المشاركات الخارجية ولم يجلب لنا سوى الإساءة للوطن ولكل اليمنيين .. ولم نجد أحداٍ يحاسب اتحاد اللعبة الذي يتحمل المسؤولية الكاملة .. لما يحدث نتيجة عشوائيته الدائمة وعمله المتخبط.

قد يعجبك ايضا