الثورة نت /..
زفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اشتشهاد رئيس أركان الكتائب، محمد السنوار، وعدد من كبار قياداتها الذين ارتقوا في ميدان المعركة وغرف القيادة والسيطرة وهم يؤدون أدوارهم القيادية في مواجهة العدو الصهيوني في معركة “طوفان الأقصى”.
وقال الناطق الجديد باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في خطاب متلفز، اليوم الاثنين: “نزف القائد الكبير محمد السنوار قائد أركان القسام، والقائد الكبير محمد شبانة (أبو أنس) قائد لواء رفح الذي ارتقى مع القائد الكبير محمد السنوار (أبو إبراهيم)، والقائد الكبير، حكم العيسى، قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية الذي عرفته لبنان وسوريا وبلاد شتى قبل أن يستقر في غزة، والقائد الكبير الشيخ الشهيد رائد سعد (أبو معاذ) قائد ركن التصنيع في القسام وقائد ركن عملياتها الأسبق، والناطق باسم القسام “أبو عبيدة” باسمه الحققي، حذيفة سمير عبد الله الكحلوت (أبو إبراهيم) قائد الإعلام العسكري، والمتحدث السابق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام”.
وأكد أن هؤلاء القادة ارتقوا إلى العلا شهداء أبطالاً في معركة طوفان الأقصى، بعد مسيرة طويلة وحافلة بالجهاد والتخطيط والإعداد ومراكمة القوَّة والمقاومة، دفاعاً عن فلسطين وشعبها وأرضها ومقدساتها، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأضاف: “لقد مضى هؤلاء الشهداء القادة ثابتين على درب ذات الشوكة، متمسكّين بالقيم والثوابت الوطنية، أوفياء لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى والجرحى، صادقين في مسيرتهم النضالية، متصدّرين صفوف المقاومة، وملتحمين مع شعبهم في قلب المعركة، صانعين معه ملاحم بطولية في كل محطات الصراع مع العدو، كان آخرها معركة طوفان الأقصى المباركة، التي عمَّقت هشاشة العدو الصهيوني، وأعادت قضيتنا لمسارها الصحيح، وأرست لشعبنا معالم جديدة نحو التحرير والعودة، بإذن الله وقوّته”.
ووجه أبو عبيدة “التحية لمن وقف مع شعبنا من أبطال الأمة في يمن الإيمان ولبنان والعراق وإيران وأحرار الأردن وغيرها من البلدان وكل من وقف مع شعبنا في مختلف المحافل، ومن أحرار العالم الذين سيروا المسيرات والفعاليات وأساطيل الحرية”.
وتابع: “إننا إذ ننعى اليوم هذه الثلة المباركة من القادة الكبار من أبطال كتائب الشهيد عزّ الدين القسَّام، لنقف بكل فخر واعتزاز وإجلال وإكبار أمام مسيرتهم الجهادية الممتدةِ بَصْمَتُها منذ انطلاقة الحركة قبل ثلاثة عقود على أرض غزَّة العزَّة، كلٌّ في ميدانه واختصاصه ودوره المحوري، قيادة عسكرية راشدة؛ وإدارة حكيمة وتخطيطاً دقيقاً وإعداداً مُحكماً، كانت لها نتائجها الاستراتيجية في تاريخ ومسيرة المقاومة الفلسطينية”.
وأردف: “لقد كان كلُّ قائدٍ من هؤلاء القادة الكبار الأبطال الشهداء مدرسةً في القيادة والإعداد العسكري المتكامل، ومثالًا للإرادة الصلبة والصمود الأسطوري، ونموذجًا فريدًا في الإخلاص والتضحية والتفاني وتحدّي الصعاب والمخاطر، وآيةً في الحضور المشهود في ميادين التربية والدعوة والعيش مع القرآن الكريم؛ فكانوا جميعًا جسدًا وروحًا وفكرًا وعقلًا واحدًا مرتبطًا بفلسطين، وموحَّدَ البوصلةِ نحو تحرير أرضها وقدسها وأقصاها”.
وأكد أبو عبيدة أنَّ جرائم العدو الصهيوني باغتيال قادة ورموز وأبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، لن تفلح في كسر إرادته وقوَّة وبسالة مقاومته، وثنيه عن مواصلة طريق المقاومة، وأنَّ الحركة ستبقى ثابتة على مبادئها، متمسكة بحقوقها، وفيّة لدماء وتضحيات شهدائها الأبرار، حتى انتزاع الحقوق الوطنية كاملة غير منقوصة، وفي مقدّمتها تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
وقال: “نزف القائد الكبير الشهيد المجاهد محمد السنوار (أبو إبراهيم) قائد أركان كتائب الشهيد عز الدين القسام، خير خلف لخير سلف صاحب العقلية الفذة الذي قاد كتائب القسام في مرحلة بالغة الصعوبة خلفاً لشهيد الأمة الكبير أبو خالد الضيف بعد أن كان قائداً لركن العمليات إبان طوفان الأقصى”.
وأضاف: “كان للشهيد محمد السنوار الإسهام الكبير والدور البارز في التخطيط والتنفيذ لعملية السابع من أكتوبر المجيدة، وكذلك الإشراف على مختلف تفاصيل الخطة الدفاعية والتصدي لعدوان العدو الصهيوني الغاشم على غزة مسيرة بدأها قائدنا الكبير قبل عقود تخللتها محطات عظيمة، فمن الثأر المقدس إلى الوهم المتبدد، ومن قيادة لواء خان يونس إلى جملة من المواقع القيادية العليا في القسام ليختم له بالشهادة في ثغور العزة والشرف”.
وتابع: “كما نزف القائد الكبير محمد شبانة أبو أنس قائد لواء رفح في كتائب القسام الذي ارتقى برفقة القائد أبي إبراهيم السنوار وثلة من إخوانهم القادة والمجاهدين أبو أنس رفيق درب القائدين الكبيرين أبو شمالة والعطار”.
ومضى بالقول: “الشهيد القائد محمد شبانة كانت له إسهامات في مواقع مختلفة من الإعلام إلى الإمداد، البطل الذي عرفه الجنوب وعملياته النوعية من الوهم المتبدد إلى نذير الانفجار إلى أسرها هادار جولدن وليس انتهاءً بالإبداع العظيم الذي سطره مجاهدو رفح الأبطال خلال طوفان الأقصى”.
وأردف: “نزف إليكم كذلك القائد الكبير حكم العيسى أبو عمر المهاجر المجاهد المتفاني القائد الرباني المتواضع الحي بين إخوانه الصلب والمقدام في ميادين المواجهة الذي طاف البلاد حاملاً أمانة الجهاد في فلسطين”.
واستطرد: “الشهيد حكم العيسى عرفته لبنان وسوريا وبلاد شتى قبل أن يستقر به المطاف في أرض غزة ليكمل مشوار الجهاد وينقل خبراته إلى إخوانه المجاهدين على أرض فلسطين، وقد تنقل في مواقع قيادية مختلفة من أبرزها ركن التدريب وهيئة المعاهد والكليات العسكرية انتهاءً بركن الأسلحة القتالية”.
وأكمل: “نزف القائد الكبير الذي التحق بهذا الركب مؤخراً الشيخ الشهيد رائد سعد أبو معاذ قائد ركن التصنيع في كتائب القسام وقائد ركن عملياتها الأسبق الشيخ الرباني الوقور الذي عرفته ميادين الجهاد منذ البدايات الذي واصل ليله بنهاره عطاء وبذلاً”.
وأوضح أن “الشهيد رائد سعد كان قائد لواء غزة الأول، ثم تنقل بين مواقع القيادة المختلفة وساحات الجهاد المتعددة وختم مسيرته بقيادة منظومة التصنيع العسكري التي صنعت سلاح القسام ذاتياً وبأيدٍ فلسطينية متوضئة من الرصاصة إلى البندقية ومن الصاروخ إلى العبوة والقذيفة ومن الزورق إلى الطائرة المسيرة، هذه الأسلحة التي كان لها دور حاسم في عبور السابع من أكتوبر وما تلاه من معركة دفاعية”.
وقال: “نحن إذ نقف أمامكم هذا الموقف لا يمكننا إلا أن نتوقف إجلالاً وإكباراً أمام صاحب هذا المقام الذي لطالما أطل عليكم بصوته القوي وكلماته الصادقة وبشرياته المنتظرة؛ الملثم الذي أحبه الملايين وانتظروا إطلالته بشغف ورأوا فيه مصدر إلهام وفي كوفيته الحمراء أيقونة لكل أحرار العالم”.
وأضاف قال الناطق الجديد باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام: “نزف الشهيد القائد الكبير الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة صوت الأمة الهادر ورجل الكلمة والموقف نبض فلسطين وقدسها وشعبها ومقاوميها قائد إعلام القسام صاحب الأثر العظيم في نفوس أبناء الأمة هذا الفارس الذي لم ينقطع عن شعبه في أحلك الظروف خاطبهم من قلب المعركة يبشرهم ويصبرهم ويواسيهم ويربت على أكتافهم رغم الخطر الشديد والاستهداف المتكرر”.
وتابع: “لطالما انتظر جمهور العدو “أبو عبيدة” قبل أبناء شعبه ليسمعوا منه فصل الخطاب والخبر اليقين، ونحن اليوم نزفه إلى أمتنا وشعبنا باسمه وكنيته الحقيقيين، نزف القائد الكبير حذيفة سمير عبد الله الكحلوت أبو إبراهيم الذي ترجل بعد عقدين من إغاظة الأعداء وإثلاج صدور المؤمنين ولقي الله على خير حال، وأي علامة أدل على الصدق مع الله من أن يرفع الله ذكره في العالمين ويضع له القبول في الأرض”.
وأردف: “ترجل بعد أن قاد منظومة إعلام القسام بكل اقتدار وسطر مع إخوانه ما رآه الصديق والعدو من أداء مشرف نقل للعالم مجريات طوفان الأقصى في أبهى حللها وبطولات مجاهدي غزة التي أذهلت العالم وأغاظت الأعداء، رحل القائد حذيفة الكحلوت وورثنا عنه لقبه أبو عبيدة”.
واستطرد: “سلام عليك في الخالدين وعهداً على أن نواصل المسير وأن دماء أبناء شعبنا ومجاهدينا وقادتنا التي سالت على أرض غزة في أشرف المعارك لهي حجة على الجميع ومدعاة لنهوض الأمة ونفض الغبار والاستنفار نصرة لفلسطين والأقصى التي قدمت فيها غزة أغلى ما تملك معذرة إلى الله بأنها أدت ما عليها ولا تزال ولن يسقط أبناؤها الراية حتى النصر على الأعداء أو الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن أعدل قضية عرفها التاريخ الحديث”.
وذكر أبو عبيدة أن كتائب الشهيد عز الدين القسام وبعدما يزيد على شهرين من الإعلان عن توقف حرب الإبادة التي استمرت لعامين كاملين ودخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تؤكد أن السابع من أكتوبر كان انفجاراً مدوياً في وجه الظلم والقهر والحصار وكل أشكال العدوان بحق الأقصى والشعب الفلسطيني والتي تجاوزت كل الخطوط الحمراء وتجاهلت كل المطالبات والتحذيرات وضربت بعرض الحائط كل المواثيق والاتفاقيات.
وأكد أن الطوفان جاء ليصحح المسار ويعيد القضية التي بدأت تدخل إلى غياهب النسيان، إلى الواجهة، وأيقظ ضمائر الأحرار في الأمة والعالم وفضح العدو الصهيني النازي وساديته وإجرامه وإبادته، وجعله مجرماً هارباً من وجه العدالة، وقد أفشل الشعب الفلسطيني العظيم بصموده وتضحياته كل ما خطط له العدو ابتداءً بالتهجير مروراً بالمعسكرات ومصائد الموت وليس انتهاءً بإعادة الاستيطان.
وأشار إلى أن طوفان الأقصى أسقط كل أهداف الحرب الإجرامية فلم ينجح العدو في نزع روح المقاومة من أهل غزة بل ورث ثأراً في كل بيت فلسطيني، ولا استطاع استعادة الأسرى بالقوة، فلم يعودوا إلا من خلال التبادل بعد أن حافظت عليهم وحدة الظل الباسلة طوال المعركة.
وشدد على أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل أكثر من شهرين وتوقف شلال الدم الذي جرى على أرض غزة على مرأى ومسمع من العالم الظالم إنما جاء ثمرة لصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته وثبات مقاوميه، مشيراً إلى أنه لو ترك المجال للعدوان ووجد من الشعب الفلسطيني ومقاوميه خنوعاً أو استسلاماً لما توقف عن إبادته للبشر والحجر والشجر.
ولفت إلى أنه “ورغم كل ما جرى من اعتداءات وخروقات منذ توقف الحرب تجاوزت كل الخطوط الحمراء أدت المقاومة ما عليها من التزامات وتعاملت بمنتهى المسؤولية مراعاة لمصالح أبناء شعبنا وتفويتاً للفرصة على العدو الصهيوني الذي يحاول اختلاق الذرائع الكاذبة للعودة إلى سفك الدماء مع تأكيدنا أن حقنا بالرد على جرائمه حق أصيل ومكفول.
ودعا الناطق باسم كتائب القسام “كل المعنيين لإلجام الاحتلال ووقف عدوانه وإجباره على الالتزام بما تم الاتفاق عليه”.
وأهاب بكل من يهمه الأمر “أن يعمل على نزع سلاح العدو الصهيوني الفتاك الذي استخدم ولا يزال في إبادة أهلنا والعدوان على دول المنطقة بدلاً من الانشغال ببنادق الفلسطينيين الخفيفة التي يحاول العدو أن يتخذها حجة واهية لتخريب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد أن الشعب الفلسطيني “يدافع عن نفسه ولن يتخلى عن سلاحه طالما بقي الاحتلال، ولن يستسلم ولو قاتل بأظافره، ولكم في رفح ورجالها الأبطال الأشداء الذين فضلوا الشهادة على الاستسلام خير شاهد ودليل”.
ولفت أبو عبيدة، إلى أنه إلى “جانب عدوان العدو الصهيوني على غزة وخرقه الفاضح لوقف إطلاق النار فإن عدوانه على المسجد الأقصى والضفة والأسرى يأخذ منحنى تصاعدياً من الاستباحة لقدسية الأقصى، والتهجير لأهلنا في مخيمات الضفة وعربدة للمغتصبين في شوارعها وسعياً لإكمال مشروع الضم الذي تسارع حكومة المغتصبين الخطى لتطبيقه على الأرض.
وقال: “أضف إلى ذلك كله العدوان الوحشي على أسرانا البواسل وتشريع قانون إعدام الأسرى، وإن هذا العدوان وغيره يستوجب من أبناء شعبنا التصدي له”.
وأضاف: “نرسل رسالة لكل أحرار العالم بأن عدوان الاحتلال لم يتوقف، وعليه فإن حراكهم يجب ألا يتوقف كذلك، بل ينبغي أن يستمر ويتصاعد جماهيرياً وسياسياً وقانونياً حتى لا يفلت المجرمون من العقاب”.
وتابع: “من على أرض غزة العزة والإباء التي تموت واقفة رافضة أن تركع أو تسقط الراية، نوجه النداء لأبناء أمتنا أن أغيثوا غزة التي وإن هدأت فيها أصوات المدافع فهي لا زالت تعاني الأمرين؛ وواجب عليكم إغاثتها والتخفيف من معاناتها وأنتم قادرون على ذلك، هذا أقل ما يمكن تقديمه لأهلها بعد أن تخلى الكثير عنهم حين كانوا يتعرضون للإبادة.
وأردف: “لتعلموا أن من يصمت عن ظلم أشقائه في العروبة والإسلام فعليه أن ينتظر دوره في الاستباحة والعدوان، وأن واجب الوقت على الأمة أن تقف صفاً واحداً في وجه عدوها الأول الذي يضيف إلى بنك أهدافه كل يوم عاصمة من عواصمها ويريد أن يجعل من دول المنطقة بوابة لإقامة ما يسميه إسرائيل الكبرى، وخير شاهد على ذلك عدوانه المتواصل على لبنان وسوريا الشقيقتين”.
ومضى الناطق باسم كتائب القسام قائلاً: “هنا لا بد من توجيه التحية لأهلنا في سوريا الذين تصدوا للعدوان الصهيوني بأجسادهم بعد أن تركوا وحدهم، فاستفيقوا يا أمة الإسلام، ولتدركوا وهن هذا العدو المنتفش الذي أذل على أرض غزة، واعلموا أن خريف الاحتلال قد بدأ ولعنة العقد الثامن قد حلت عليه، وأن معركة أخرى تهز اليوم أركانه وتنخر بنيانه، وهذا من مبشرات زواله بإذن الله”.
واستطرد: “ستبقى لعنات دماء الأطفال والنساء والأبرياء وآليات إهلاك الحرث والنسل تلاحقه إلى أن تنبذه كل الخلائق حتى الحجر والشجر، وأن عزلته وانقطاع حبل الناس عن نصرته وبدء انحداره بعد علوه وفساده الكبير لهي آذان بقرب نهايته وتتبير علوه وتحقيق وعد الآخرة والذي ستتجلى في ظلاله العدالة بحق كل من أجرم بحق شعبنا وكل من نسق وطبع وتواطأ مع عدونا وكل من تعاون مع المحتل ورضي أن يكون عميلاً له ثم ألقي به ذليلاً على قارعة الطريق أو خر قتيلاً كما حل بمن تولى كبره منهم قبل أسابيع”.
ووجه أبو عبيدة رسالة إلى الشعب الفلسطيني قائلاً: “يا أهلنا، يا شعبنا، يا أهل غزة الكبار، يا جبال غزة الشامخة، يا آباءنا وأمهاتنا وإخوتنا وأبناءنا، يا عوائلنا المجاهدة وعشائرنا الباسلة، نحن أبناؤكم ولنا الفخر نقبل رؤوسكم وننحني إجلالاً لكم، ونعدكم بأن نبقى الأوفياء لكم ولتضحياتكم، فكما عشنا معاً المعاناة والألم سنبني معاً ما دمره الاحتلال، وسنضمد الجراح، وسنمسح على رؤوس المظلومين، وثقة بالله لن تضيع تضحياتكم هدراً”.
وأتم: “لقد شرف الله كل بيت من بيوتكم بأن يكون له سهم في معركة الدفاع عن الأقصى، وألقى على قلوبكم الصبر الجميل، وغمركم بلطفه، وهذا فضل من الله عليكم لأنكم أحباب رسول الله القابضون على الجمر الذين لا يجدون على الحق أعواناً، ولأنكم خير المرابطين وخير رباطكم عسقلان، حق لكم أن ترفعوا رؤوسكم عالياً رغم الألم، فقد اختاركم الله واصطفاكم لتكونوا أهل هذه المنح الربانية والبشريات النبوية التي يتمناها كل مسلم على وجه هذه البسيطة”.
