لا يجب الخلط بين صعوبة التعليم والتخلف العقلي

تعتبر الجمعية اليمنية لـ”الدسلكسيا” أول جمعية يمنية تعنى بالدسلكسيا والأطفال ذوي صعوبات التعليم, ولما لهذه المشكلة من تأثير سيئ على نفسية الطفل الذي يجد نفسه مختلفاٍ عن أقرانه ومحط توبيخ وازدراء, وكذا طريقة تقبل المعلم لهذه المشكلة التي يعانيها الطفل وكيفية التعامل معها, فقد أولت الجمعية جل اهتمامها لدراسة المشكلة وتحليلها ووضع خطط واستراتيجيات وحلول وبدائل للمعلم وولي الأمر معاٍ في التعامل مع مثل هذه الصعوبات.

صعوبات التعلم مجموعة من الاضطرابات النمائية المختلفة وغير المتجانسة الموجودة لدى بعض الأفراد, وترجع هذه الاضطرابات الذاتية إلى قصور وظيفي في الجهاز العصبي المركزي يؤثر سلباٍ على قدرتهم في استقبال المعلومات والتعامل معها والتعبير عنها مما يسبب لهم صعوبات في القدرة على الكلام والإصغاء والقراءة والكتابة والفهم والتهجئة والاستدلال والحساب, كما تؤثر على جوانب أخرى مثل الانتباه والذاكرة والتفكير والمهارات الاجتماعية والنمو الانفعالي.
مفاهيم شائعة حول صعوبات التعليم
لا يجب الخلط بين صعوبة التعلم والتخلف العقلي أو بطء التعلم أو العمى أو الصمم أو الاضطرابات السلوكية, إذ لا تعد أي من هذه الحالات صعوبات تعلم.
رغم أن صعوبات التعلم ربما توجد متزامنة مع مشكلات أخرى مثل مشكلة الضبط الذاتي ومشكلات الإدراك ومشكلات التفاعل الاجتماعي لا تسبب هذه المشكلات ولا تنشئ بذاتها صعوبات التعلم, رغم أن صعوبات التعلم يمكن أن تحدث متزامنة مع بعض الإعاقات الأخرى مثل القصور الحسي أو التأخر العقلي أو مع المؤثرات الخارجية المختلفة مثل الفروق الثقافية أو التدريس غير الكفء أو غير الملائم, إلا أن صعوبات التعلم لا تحدث نتيجة هذه الظروف أو المؤثرات بسبب الجهل بطبيعة حالات صعوبات التعليم, ويطلق البعض من المعلمين وأولياء  الأمور وزملاء الصف على الأطفال ذوي صعوبات التعليم بالخطأ (كسالى, أغبياء, أشقياء) ولمثل هذه التسميات تأثير سلبي على هؤلاء الأطفال.
طفل صعوبات التعلم ليس طفلاٍ غبياٍ, بل إن ذكاءه متوسط أو فوق المتوسط.
أنواع صعوبات التعليم
هناك أنواع عديدة لصعوبات التعلم أكثرها شيوعاٍ الآتي :
(عسر القراءة – الدسلكسيا) : صعوبة تتعلق باللغة, حيث يواجه الفرد صعوبات محددة في القراءة والكتابة والتهجئة.
(عسر الكتابة – الدسكلكوليا) : صعوبة تتعلق بالرياضيات, حيث يواجه الفرد صعوبات محددة في حل مسائل الحساب واستيعاب المفاهيم الرياضية.
(عسر الكتابة – الدسغرافيا) : صعوبة تتعلق بالكتابة, حيث يواجه الفرد صعوبة محددة في تشكيل الحروف وكتاباتها في مسافات محددة.
اضطراب نقص الانتباه ونقص الانتباه المصحوب بفرط النشاط : هي صعوبات في الانتباه تعيق الفرد عن التخطيط والتنظيم, يعاني حوالي (30 – 50%) من الأفراد الذين لديهم اضطرابات في الانتباه صعوبات التعلم.
صعوبة التآزر الحركي النمائي (الدسبراكسيا) : صعوبة محددة في اكتساب المهارات الحركية الدقيقة, مثل ربط خيط الحذاء, وإحكام أزرار الملابس.
أهمية التشخيص المبكر
غالباٍ ما يهمل تشخيص صعوبات التعلم اعتقاداٍ من الأهل أنها جزء من سمات الفرد وطبيعته, لكن مع تقدم العلم ظهرت أساليب تشخيص تساعد على تقييم الفرد, لذا يجب التأكيد على أهمية التوجه لشخص ذي خبرة, وينبغي استشارة اختصاصي نفسي – تربوي.
كيف أساعد الطفل في التغلب على عسر الكتابة¿
– ممارسة بعض التقنيات التي تساعد في تطوير ذاكرة بصرية حسية حركية لأشكال الحروف إذا كان الطفل يعاني صعوبة في تذكر أشكال الحروف أو الوحدات الصوتية الأصلية, على سبيل المثال يمكن تحقيق ذلك من خلال تتبع الطفل لرسم الحروف على بعض الأوراق, يقل ظهور الحرف فيها تدريجياٍ أو رسم الحروف باستخدام الصلصال, واستعمال بعض أوراق الكتابة التي يوجد بها أسطر بارزة لتدريب الطفل على الانتظام في الكتابة على السطر, والتدريب على كتابة الحروف والكلمات في الهواء بشكل وحجم كبير قبل كتابتها على الورق لتقوية الذاكرة الحركية للطفل لأشكال الحروف, والتقليل من المهام التي تعتمد على مجرد نسخ المكتوب, والتركيز على المهام التي تتطلب كتابة إبداعية.
مهارات
كيف يمكن مساعدة الطفل في التغلب على عسر الحساب¿
– على ولي الأمر تقبل حقيقة أن كل طفل ليس قادراٍ على تعلم الحقائق الأساسية للحساب من خلال التكرار, لذا يجب عدم إعطاء الطفل مهاماٍ تظهر فشله, وإيجاد طرق وبدائل لتعليم الطفل الحقائق الحسابية, مثل : استخدام أسلوب الحساب النمائي : إذ تعتمد هذه الطريقة على استخدام الأشياء الحسية التي يعرفها الطفل والموجودة حوله لتعليمه المهارة المطلوبة, وهذه الطريقة تنمي فهماٍ للحساب, بينما تتعامل في الوقت نفسه مع مشكلات الذاكرة الحسابية, فمثلاٍ لتعلم حقائق جدول ضرب العدد (4) يمكن للطفل أن يضاعف حقائق جدول ضرب العدد (2), وهذا يعني أن الطفل يستخدم حقائق جدول ضرب العدد (2) استخداماٍ متكرراٍ, كما يجب قراءة المسائل عدة مرات لتفسير المطلوب منها وفهمه, واستخدام الحواس المتعددة لتعليمه المهارات المطلوبة, بالإضافة إلى مساعدة الطفل للقلب على اضطراب نقص الانتباه أو نقص الانتباه المصحوب بفرط النشاط, واستخدام طرائق تدريس متعددة تعتمد على تعدد الحواس, والتخفيف قدر المستطاع من مشتتات الانتباه السمعية والبصرية أثناء الدراسية, وتشجيع الطفل على المجهود الذي يبذله وليس على نتيجته النهائية, والتعرف على نقاط القوة لدى الطفل وتعزيزها واستخدامها لتحفيزه على العمل والمذاكرة, كما يجب تقسيم الأعمال التي يجب على الطفل أن يؤديها إلى مهمات قصيرة تستوجب التركيز مدة قصيرة مع تعدد فترات الراحة بينها, وتعزيز السلوكيات المعاكسة لنقص الانتباه وفرط النشاط كأن تشجع الطفل عندما يجلس هادئاٍ أو عندما ينتبه إلى ما تقوله.

قد يعجبك ايضا