العمل الدولية: للمرأة دور مؤثر في نمو الاقتصاد العالمي


■ الذاكرة العاطفية والمشاركة في اتخاذ القرار يساعدان المرأة على التفوق

أدى التوسع في السياسات التنموية التي تتبعها الدول إلى تزايد نسبة مشاركة المراة في قوة العمل وتوسيع دروها في عملية التنمية ونجحت المرأة في إزالة العقبات وتمهيد الطريق امامهن تدريجيا لتحتل الكثير من المناصب القيادية في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة وظهرت العديد من الدراسات التي تؤكد أن النساء العاملات يشكلن احد أهم العوامل المؤثرة في النمو الاقتصادي العالمي ..

وفي هذا الصدد أظهرت دراسة حديثة صادرة عن مكتب نشاطات أصحاب العمل في منظمة العمل الدولية بعنوان “النساء في الأعمال والإدارة: زخم متصاعد” أنه على الرغم من أن نسبة النساء في مناصب الإدارة العليا لا تزال ضعيفة فإن عدد اللواتي يشغلن مناصب عليا ووسطى ازداد في السنوات العشرين الماضية.
واشارت الدراسة التي صدرت منتصف يناير المنصرم الى أن نسبة النساء اللواتي يشغلن مناصب إدارية ازدادت في الفترة المذكورة في 80 دولة من أصل 108 بلدان تتوفر فيها بيانات من منظمة العمل الدولية.
وتقول مدير مكتب أنشطة أصحاب العمل في منظمة العمل الدولية السيدة ديبورا فرانس ماسان: “تظهر دراساتنا أن الزيادة المضطردة في مشاركة النساء في سوق العمل شكلت أكبر محرك للنمو والقدرة التنافسية في العالم”. وتضيف: “ويظهر عدد متزايد من الدراسات أيضاٍ وجود ترابط إيجابي بين مشاركة النساء في فرق كبار صناع القرار وبين أداء الهيكليات والأعمال. إلا أن الطريق مازالت طويلة لتحقيق المساواة الحقيقية بين الجنسين في مكان العمل خصوصٍا في مناصب الإدارة العليا” موضحة بأن خمسة في المائة فقط أو أقل من النساء يشغلن منصب مدير تنفيذي في كبريات الشركات العالمية. وكلما زاد حجم الشركة كلما كانت فرصة تقلد المرأة مناصب عليا أقل احتمالٍا.
نسبة النساء في مجالس إدارات الشركات
وكشفت منظمة العمل الدولية في تقريريها الحديث ان مجالس إدارات الشركات المقتصرة على الذكور لا تزال حالة شائعة بيد أنها آخذة في التبدل مع شغل النساء نسبة 20 في المائة أو أكثر من مقاعد مجلس الإدارة في عدد قليل من البلدان.
ويظهر مسح عالمي استشهدت به هذه الدراسة أن نسبة الشركات التي تشغل فيها امرأة منصب رئيس مجلس الإدارة في النرويج هي الأعلى عالميٍا (13.3 في المائة) تليها تركيا (11.1 في المائة).
ووفقاٍ لتقرير العمل الدولية فان النساء يملكن في الوقت الحاضر ويدرن أكثر من 30 في المائة من إجمالي الشركات إلا أن وجودهن في الشركات الصغيرة أكثر احتمالٍا. مؤكداٍ بأن قيام مزيد من النساء بتأسيس شركات خاصة أمر بالغ الأهمية ليس فقط لتحقيق المساواة بين الجنسين وحسب بل للتنمية الوطنية ككل أيضٍا.
وتقدم الدراسة إحصاءات عن النساء في مجال الإدارة والأعمال في معظم البلدان من جميع المناطق وعلى كافة مستويات التنمية. كما تتضمن بيانات عن الفجوة بين الجنسين على صعيد الأجور في مجال الإدارة والمستويات الأدنى إضافة إلى إحصاءات عن إنجازات المرأة في مجال التعليم.
وأظهرت دراسة منظمة العمل الدولية بان دولة جامايكا تضم أعلى نسبة للمديرات (59.3 في المائة) في حين أن أقل نسبة موجودة في اليمن (2.1 في المائة). وتحتل الولايات المتحدة (42.7 في المائة) المرتبة 5 في قائمة 108 دول بينما تحتل المملكة المتحدة المرتبة 41 بنسبة (34.2 في المائة) والاتحاد الروسي المرتبة 25 بنسبة (39.1 في المائة).
وفي أفريقيا تحتل غانا المرتبة 26 بنسبة 39 في المائة تليها بوتسوانا في المرتبة 28 بنسبة 38.6 بالمائة. وفي آسيا تحتل الفلبين المرتبة 4 بنسبة 47.6 بالمائة تليها منغوليا في المرتبة 17 بنسبة 41.9 بالمائة. كما تحتل كولومبيا المركز الثاني على المستوى العالمي حيث تصل نسبة النساء اللواتي يشغلن منصب مدير فيها إلى 53.1 بالمائة والمرتبة الأولى في أمريكا اللاتينية تليها بنما في المرتبة 5 بنسبة 47.4 بالمائة.
حلول مرنة
وقدمت الدراسة عددا من التوصيات بشأن جسر الفجوة بين الجنسين من بينها إيجاد “حلول مرنة” لإدارة التزامات الوقت بين العمل والأسرة وتغيير أنماط التفكير لكسر الحواجز الثقافية ومحاربة التحرش الجنسي ومعالجة ما يسمى “خط التسريب” الذي يؤدي إلى بقاء النساء في مناصب ثانوية رغم ارتفاع مستواهن التعليمي بالاضافة الى تنفيذ سياسات وتدابير موارد بشرية تراعي الفروق بين الجنسينو ضمان إعطاء المرأة مهام لا تقل تحديٍا عن تلك الممنوحة للرجال منذ بداية حياتهن المهنية).
واكد واضعو الدراسة بانه “ما لم تتخذ إجراءات عملية بهذا الصدد قد يستغرق تحقيق التكافؤ في المناصب القيادية بين 100 و200 عام”.
طبيعة القيادة لدى النساء
وفي دراسات اخرى اجراها بعض الباحثين حول طبيعة القيادة لدى النساء بالمقارنة مع الرجال خلص الباحثون إلى أن الأسلوب النسائي في القيادة فيما يتعلق بالعمل اكثر فاعلية من الرجل .
واشارت الدراسات الى مجموعة من الملاحظات في هذا المجال من اهمها ما يراه بعض الباحثين في ان طبيعة القيادات النسائية الاهتمام بالناس أكثر من الاهتمام بالانجاز والعمل ويعود ذلك لطبيعة المرأة العاطفية ويؤكد الباحثون ان هذا من مصلحة النساء في ظل اتجاه العديد من الشركات نحو الادارة بروح الفريق ومشاركة الموظفين القرار ما يجعل هذا الأسلوب النسائي أكثر فاعلية هذا إلى جانب حب المرأة لأسلوب المشاركة في اتخاذ القرار.
وحسب كتاب بعنوان صناعة القائد فان للنساء صفات قيادية تميزهن عن الرجال ولهن الأثر الأعمق على طبيعتهن القيادية حيث تبين الابحاث ان المراة تتمتع بمجموعة من الصفات الفطرية التي يمكنها استخدامها بشكل ممتاز في حال توليها لمنصب قيادي منها على سبيل المثل صفة التعاطف وتقدير احتياجات الاخرين وظروفها بالاضافة الى تفهم حاجات النساء فالمرأة اقدر على تفهم حاجات النساء اكثر من الرجل.
الدقة والقوة
واثبتت دراسة حديثة ان استعمال المرأة للقوة في العمل ارق من الرجل وهي اكثر منه في اعطائها الصلاحيات للعاملين مما يساعد على بناء فريق متحمس متماسك فضلا عن قدرة المرأة العالية على الاتصال والحوار وتكوين العلاقات مع الاخرين بطريقة تفوق الرجل.
واوضحت ذات الدراسة ان الرجل القيادي يعمل بدرجات متفاوتة من الجهد لكن بدون انقطاع بينما تعمل المرأة القيادية بدرجة واحدة من الجهد ولكنها تاخذ فترات راحة قصيرة ومتباعدة اضافة الى ان المقاطعات والزيارات تربك الرجل وتؤثر على انتاجه وادائه ولكن المرأة تعتبر الزيارات والمقاطعات فرصة لبناء العلاقات وتفهم احتياجات الاتباع ومساعدتهم وفي الوقت الذي يتابع الرجل القيادي المهمة تلو المهمة دون تركيز كبير على تقييم الاداء او النظر في الآثار المستقبلية تقيم المرأة القيادية كل عمل وتحرص على دراسة الآثار المستقبلية والآثار العامةعلى الاسرة والبيئة والتعليم ونحوها .
وتضيف الدراسة ان الرجل يرتبط بعمله بشكل عميق ويحب الاحتفاظ بالمعلومات بينما المرأة ترتبط بعملها ولكنها ترتبط بأمور كثيرة اخرى وتحب تبادل المعلومات ويحرص الرجل القيادي على التسلسل التنظيمي اما المرأة القيادية فتعمل من خلال شبكة علاقات وليس تسلسل تنظيمي.

قد يعجبك ايضا