الإسعاف الخاطئ… سبب أولي للموت .!


من المهم أن تكون هناك مادة أساسية في المدارس والجامعات تهتم بتعليم الجميع طرق وأساليب الإسعاف الصحيح فالإسعافات الأولية ليست حكراٍ على الأطباء والمسعفين لأنهم ببساطة لا يتواجدون في كل مكان يقع فيه حادث ما لذا على جميع أفراد المجتمع وفئاته أن يتعلموا أساسيات الإسعافات الأولية وذلك لتجنيب المصاب الضرر الذي قد يلحق به نتيجة جهل المسعفين من عامة الناس بأهمية هذا الإجراء مما قد يؤدي في آخر المطاف إلى تعرض المصاب  للشلل أو الموت ليتحول بعدها المسعف من  منقذ إلى قاتل دون قصد منه وحينها لا ينفع الندم …أهمية معرفة طرق الإسعاف الصحيح ومدى خطورة تجاهل ذلك وغيرها من التفاصيل حول الموضوع تجدونها في ثنايا هذا التحقيق:

¶ أطباء: تِعلْم طرق الإسعاف الصحيح مهم من أجل التعامل السليم مع الحالة المرضية

مازال تأنيب الضمير يصاحب سليم الذي – كما يقول – كان السبب وراء كسر ساق صديقه نهائياٍ فحالة الخوف التي أصابته بعد سقوط أحمد أعز أصدقائه من سور منزله والتسرع في جر صديقة بطريقه قاسية صوب  دراجته النارية لإسعافه إلى أقرب مشفى هي السبب وراء تفاقم حالة أقرب الناس إليه كما قال له الطبيب. فلو كان سليم  قد تعلم ماهية الإسعاف  الصحيح لما أضر بصديقه بدلاٍ من أن ينفعه .
سليم  وغيره الكثير وقعوا ضحية الجهل وعدم المعرفة الكافية بقواعد وأساسيات الإسعاف الأولي وليس هو فقط بل هناك الكثير من الأمهات لا يعرفن كيفية التعامل مع الأمراض والحوادث التي يصاب بها أولادهن داخل المنازل ولا يعرفن ماذا يفعلن فيقفن مكتوفات الأيدي حتى  يتم طلب العون أو انتظار عودة الزوج.
ضعف التوعية
أنا كغيري من اليمنيين مازلت لا أدري عن ماهية الإسعافات الأولية فأنا لم أتعلمها في المدرسة ولا في الجامعة فكيف سأجزم بطرق الإسعاف الصحيح والتعامل مع الحالات التي تتعرض لحادث أمامي أو حتى تمرض هذا ما قاله ماجد العامري مسؤول علاقات عامة في إحدى الشركات الخاصة مضيفا : من المهم أن يتعلم الجميع طرق الإسعافات الأولية الصحيحة فإذا كنا نحن لم نتعلم أساسيات الإسعاف السليم فمن المهم أن يتعلمه أبناؤنا وإخوتنا الصغار سواء في المدارس أو في الجامعات أو حتى بتشجيع المعاهد الخاصة بالقيام بدورات تدريبية في نفس هذا المجال فلم يسبق لي أن صادفت إعلانات في الشوارع أو بروشورات يعلن فيها أحد المعاهد عن فتح باب التسجيل في دورات الإسعافات الأولية وهذه الأسباب هي التي أدت إلى  ضعف الوعي الصحي من قبل المواطن بالإضافة إلي تخاذل  الجهات المسؤولة عن التعليم والصحة  في البلاد فإذا ما عرفت تلك الجهات دورها وعملت بشكل صحيح في تعليمها مبادئ وأسس الإسعاف الصحيح فإن الأخطار التي يتسبب بها الجهل بهذا الشيء على المصاب ستقل لا محالة.
(أضرار جسيمة)
حالات كثيرة أصيبت بالشلل وأخرى لاقت حتفها  نتيجة الإسعاف الخاطئ هذا ما أكده الدكتور صالح – طبيب في قسم الطوارئ بمستشفى حدة ويضيف: كان بالإمكان أن نتلافى تلك الإصابات دون وقوع أضرار جسيمة كالشلل وغيره إذا ما أحسن المسعف التعامل مع المصاب ولكن للأسف جهل بعض المسعفين لأدنى مفاهيم الإسعافات الأولية يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية للمصاب أو المريض .
لذا أتمنى من الجهات المختصة أن تضع في عين الاعتبار هذه المسألة وأن تخصص مادة لتعليم الطلاب سواء في المدارس أو الجامعات أساسيات الإسعافات الأولية وذلك لضمان التخفيف من انتشار هذه الظاهرة والحد من خطورتها.
(إرشادات)
وبدوره أفاد الدكتور عبد الرحمن قشنون – أخصائي باطنية وأطفال  عن أهمية الإسعافات الأولية أنها تعتبر من أهم الأسباب التي تساعد في إنقاذ المريض من خطر داهمه فجأة وأضاف قائلاٍ :إن إيقاف النزيف وعمل التنفس الصناعي والعمل على تغطية الجروح برفق لمنع تلوثها أشياء مهمة يجب على المواطن أن يتعلمها بالإضافة إلى التمهل في أخذ المصاب إلى وسيلة الإسعاف والابتعاد عن نقل الحالة بصورة غير صحيحة كثني الظهر والرقبة في حالة تعرضهم للإصابة مما قد يؤدي للشلل وأحياناٍ أخرى للوفاة لذا من المهم أن يتجنب المسعف العشوائية في نقل المريض أو المصاب إلى المستشفى وأن يتعلم أساسيات الإسعافات الأولية.
لذا ينوه قشنون  أنه يجب على الشخص المسعف أن يعرف ما حدث للمصاب بالاستفسار وكذلك معرفة ملابسات الحادث للحصول على تشخيص تقريبي لإصابة المريض مثلاٍ سقوط شخص من ارتفاع وفقدان حركة الساقين مصاحب لألم في الظهر كل ذلك يدل على اشتباه حدوث كسر في العمود الفقري وإذا كانت الإصابة في الرأس مع فقدان الوعي تدل على إصابة المخ (بارتجاج )أما في حالة إصابة جدار الصدر صاحبها عسر في التنفس فهذا يدل على إصابة قد تكون خطرة في هذا المكان وعلى المسعف أن يهدئ من روع المريض ويزيل اضطرابه بالكلمات المشجعة وأن لا يسمح بتزاحم الناس حول المصاب ليسمح له بالتنفس ومحاولة إيقاف النزيف أو عمل تنفس صناعي وتدليك للقلب حسب الحالة لحين نقله للمشفى.
(قليل من الوعي)
معظم الحالات والإصابات التي تصل إلى أقسام الطوارئ يومياٍ تعاني من إصابات كان بالإمكان تفادي خطورتها بقليل من الوعي لدى المواطن هذا ما أكده لنا المسعف محمد الجرموزي الذي يعمل في أحد مستشفيات العاصمة ويفيد بأن الجهل بطرق الإسعافات الأولية من قبل المواطن أو المسعف يزيد الطين بلة فالمسعف لا بد له أن يكون على دراية بكيفية الإسعاف وقدرة على التشخيص الظاهر للحالة لكي يقوم بإسعاف المصاب أو المريض إلى أقرب مشفى ليهتم به الأطباء هناك وإذا لم يكن يعلم تلك الأسس فإن النتائج في بعض الأوقات تكون عكسية خاصة إذا كانت الإصابة تحتاج إلى تعامل خاص من قبل المسعف وهو يقوم بعمل عكسه تماماٍ وهذا للأسف ما يحدث هذه الأيام وبسببه تعرض البعض للإعاقة المستدامة وآخرون فارقوا الحياة على يد مسعفيهم.
مسؤولية مشتركة
نسعى في الغالب لنشر الوعي الصحي لدى المواطن بمدى خطورة الأمراض المنتشرة والحوادث المفاجئة التي قد يتعرض لها البعض هذا ما قاله الأستاذ عبدالسلام سلام – مدير عام إدارة التثقيف الصحي بوزارة الصحة العامة والسكان ويضيف نحن نعمل ما في الإمكان لنشر التوعية الصحية عبر مختلف الوسائل الإعلامية والبروشورات واللوحات الإعلانية التي نسعى إلى إيصالها للمواطن كونه الهدف الرئيسي من الحملة.
أما ما يتعلق بالإسعافات الأولية لدى المواطن فهذا الأمر لا يتركز عند إدارة التثقيف وإنما على كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لأنها تصل إلى كل بيت فوسائل الإعلام تلعب دوراٍ مهماٍ في تطور الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع في شتى المجالات بما في ذلك تزويد المواطن بالمعلومات اللازمة لتعلمه كيفية الإسعاف الصحيح للمريض وذلك من خلال إقامة حملات صحية متنوعة تهدف إلى زيادة إدراك المواطن لأهمية الإسعافات الأولية لكافة الفئات العمرية والمستويات التعليمية وللتخفيف من خطورة الحوادث التي تقع على المواطن وتمكين مساعدتهم من قبل الغير وذلك عبر معرفتهم بطرق وأساليب الإسعافات الأولية.

قد يعجبك ايضا