الأسرة معنية بتحصين أبنائها بالتربية النزيهة



يمر الأطفال بمرحلة عمرية هي الأخطر في حياتهم تتمثل هذه المرحلة فيما يعرف بسن المراهقة التي ترافقها تغيرات فسيولوجية وسيكولوجية قد تؤثر على حياتهم القادمة ومستقبلهم عموما ..
التحول الذي يعيشه الطفل من مرحلة الطفولة إلى البلوغ والشباب يتطلب تعاملا نموذجيا من قبل الأبوين وأفراد الأسرة المحيطة به وحين تكون الأسرة متماسكة ومثالية فإنها تستطيع السيطرة الجيدة على أبنائها عند هذه المرحلة التي يكونون فيها هدفا سهلا للاستقطاب من قبل مختلف الكيانات والقوى والتي أخطرها على الإطلاق التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي تجد في هؤلاء مبتغاها في التأثير عليهم وتجنيدهم لتحقيق أهدافها وغاياتها التدميرية .

ويقول الأخصائيون التربويون بأن الأسرة المتماسكة هي أولى الطرق لقطع الطريق على هذه الكيانات الظلامية وتحصين الأبناء ضد دعواتهم ومؤثراتهم التي يستخدمونها إضافة لمزيد من الضحايا الصغار إلى قائمتهم .

مخاطر التفكك الأسري
وأثبتت الدراسات العلمية والشواهد من الواقع بأن هم أولئك المراهقون الذين يعيشون وضعا اسريا غير مستقر ومتذبذب أو ممن يكون أبواه مطلقين أو تكون أسرته في مشاكل دائمة بين الأب والأم أو صراع الأشقاء .
الإجازة تكون مناسبة مواتية لممارسة الإرهابيين لهواياتهم في اليمن عن فرائسهم وضحاياهم من الصغار .. لذلك يتوجب على الأسرة تعزيز حمايتها خلال العطلة المدرسية والعمل على إدماجهم في برامج تعليمية وترفيهية هادفة ويقول الأخصائي التربوي الدكتور مطهر البرطي من جامعة ذمار بأن مسئولية انحراف الشباب واتجاههم نحو الأفكار المتطرفة إنما تقع على عاتق الدولة والمجتمع والأسرة ككل فالجميع شركاء في ذلك وعلى المجتمع بأسره أن يتكاتف ويكثف الجهود كي لا يقع هؤلاء الشباب فريسة سهلة بيد الإرهابيين .
ويقول المختصون بأن بعض الشباب يعاني فراغا فكريا فهو يرى المستقبل أسود لذلك يجب تهيئة مناخ مناسب لنمو أفكار معتدلة عن طريق محاربة الفكر المتطرف والمنحرف سواء كان انحلالا خلقيا أو تزمتا ولابد من الفكر المعتدل الذي ينمي السلوك وان الأحداث الدموية الإرهابية التي شاعت في الزمن المعاصر هي خلفية لعقلية بادت لزمن ثم نهضت ثم أن الأفكار الهدامة نتاج واقعي لأن الأفكار الدموية نمت في مغارات مظلمة وربت وانتشرت في السواد الأعظم بين فئة من الشباب التي واجهت صعوبات الحياة المعاصرة فانجرفت خلف الأفكار الإرهابية وامتصت رحيق وعودها بالجنة والحور العين فتشكلت لديه حالة من العداء لكل ما هو عصري من نظم وقوانين .
لذا فإن تأثير ما حدث من إرهاب وأعمال دموية على الشباب المعاصر هو صدمة وفجيعة بأننا في عالم وحوش وعالم غامض لا يعرف إلى أين يتجه وأن التعبير بالطريقة الدموية هو أحد الطرق التي من الممكن أن يسلكها الإنسان في ظل غياب المؤسسات المدنية التي تتلقف أفكار الشباب وتشذبها وتنسقها ثم تعيد صياغتها وهنا يأتي دور المؤسسات التي تعنى بالفكر الديمقراطي الذي يمتص الأصوات المنادية بالعنف ليساهم في إعادة بناء أفكار من يحمل هذه الأصوات وتهذيبها ونشرها بطريقة أخرى تدعو للحوار المسالم والفكر البناء الهادي الذي يفصح عن الفكر دون أن يحرمه.

التحرر من ضغط الأسرة
وأكد الأستاذ نجيب السعدي رئيس منظمة وثاق بأن الجماعات المسلحة تقوم باستقطاب الأطفال وتجنيدهم للقتال في صفوفها وتقوم أيضاٍ بتعبئة هؤلاء الأطفال بالأفكار الجهادية كما أنها تقوم باستقطاب المراهقين وخاصة اللذين يعانون من المشاكل الأسرية ومن الضغوط أيضا ويعدونهم بأن يقدموا لهم كل شيء ويحرروهم من ضغط الأسرة .
ويضيف السعدي: على الأسرة أن تقوم بمراقبة تصرفات أطفالها وخاصة الذين يكونون في عمر الشباب أو المراهقة فلا تجعل الأسرة كل همها توفير متطلبات العيش لأبنائها بل تراقب تصرفاتهم في كل وقت وان لاحظت على ابنها أي تصرف غريب فعليها متابعته وتتبعه وتصحيح أفكاره .
وأضاف السعدي: الجماعات المسلحة لا تخشى أي قانون أو اتفاقية سواء الذي يجرم تجنيد الأطفال أو غيرها من القوانين والاتفاقيات لان إنشاء هذه الجماعات وامتلاكها للأسلحة وممارستها للعنف كل هذه الأعمال هي خارج إطار القانون عادة الجماعات المسلحة تتحاشى المنظمات الحقوقية ولا تمكنهم من الوصول إلى الأماكن التي فيها أطفال مجندين آثار مدمرة.

طاعون العصر
وتقول الأخصائية النفسية الدكتورة عبير الصنعاني وهي رئيسة قسم الاستشارات النفسية بان الإرهاب كمصطلح اختلف فيه كثيرا ولكن اتفق الجميع على آثاره السلبية والمدمرة على جميع المستويات وهو يعتبر طاعون العصر الحديث لما يتسبب فيه من عدد كبير من الضحايا هو يعتبر وباء اجتماعي يخالف الأخلاق والأعراف الاجتماعية وجميع الشرائع السماوية وقد أِكـــدِ الإسلام على أهميـة ووجوب احترام حقـــوق الإنسان المعنوية والمادية وعدم جواز التعدي على حقوق الآخرين أو سلبها ومن أهم هذه الحقوق: حق الحيـاة حيث لا يجوز للإنسـان أن يقتـل نفســه أو يقتــل غيره بـل إن الإسلام اعتبر إن قتـل شخص واحــد هو بمثابة قتـــل كـل الناس.
والأسرة يقع دورها في وقتنا الحاضر لمكافحة جميع الأفكار الإرهابية التي يقع في شراكها الأبناء فالتوعية بمخاطر الإرهاب وأثاره المدمرة عامل مهم جدا في بناء جيل قوي متسلح بالأفكار الصحيحة التي تحميه من الإرهاب ومخاطره .
وللإرهاب انعكاسات نفسية وسلوكية كثيرة على كافة شرائح المجتمع وخصوصا شريحة الأطفال ويمكن أن نشير إلى أبرز هذه الانعكاسات النفسية على الأطفال العدوانية – القلق -الشعور بالإحباط واليأس- كما له أيضاٍ العديد من ردود الأفعال الاجتماعية مثل الانسحاب الاجتماعي ضعف الأداء في العمل وفي الأداء المدرسي انخفاض مستوى التواصل والتفاعل مع الآخرين ضعف الثقة بالآخرين والاعتماد الزائد على الآخرين وعلى المستوى الجسدي يتسبب في زيادة مستويات التعب والإرهاق وانخفاض الشهية والوزن الشعور بالصداع وانخفاض جهاز المناعة والإصابة بالأمراض المختلفة وله انعكاسات عديدة على المستوى المعرفي لدى الأطفال منها ضعف التركيز وضعف الذاكرة وضعف القدرة على اتخاذ القرار الاستغراق في الأحلام والأوهام والخيالات وظهور مشاكل في النطق والكلام والرسوب والتأخر الدراسي وضعف في اتخاذ القرار والحيرة والارتباك والتشويش

رقابة وتوجيه
وتضيف الدكتورة عبير :أيضاٍ الآن هناك قنوات تخص الأطفال على حسب قولهم تعلم الطفل العنف بكافة إشكاله لا ننسى أن الطفل من عمر أربع سنوات يعتبر مثل الأسفنجية يمتص كل ما حوله ويحاول تقليدها دون معرفة النتائج وذلك بسبب عدم الرقابة والتوجيه من الوالدين لأطفالهم ومراقبه تصرفاتهم كونها طفولية دون ملاحظة أنها قد تزداد سوءاٍ بحسب قول الوالدين انه طفل صغير لا يعرف شيئاٍ رغم أن الطفل شديد الذكاء بالسنة الرابعة وهذا يعتبر نوعاٍ من الإرهاب الطفولي الذي يستمتع به الطفل وهو لا يعلم نتائجه بسبب عدم الرقابة والاختيار الجيد للبرامج يستفيد منها الطفل فكريا أكثر مما هي عضلياٍ والتي بإمكانها أن تكون سببا في اندفاع هذا الطفل وتقبله للأفكار الإرهابية.
وعلى الأم أن تشعر بابنها فلا تتركه يتصرف كما يشاء ويقضي وقته كله في الشارع وخاصة الآن ونحن في بداية الإجازة الصيفية فلا بد إشراك الأولاد بالنوادي الرياضية ودورات التعليم المختلفة التي تعود عليهم بالنفع وتحميهم من الضياع وتقي عقولهم من الأفكار الضالة والمنحرفة.

قد يعجبك ايضا