¶العودة إلى مقررات اتفاق السلم والشراكة.. منطلق أساسي للتفاهم والوئام
¶ المهدي:المصالحة يجب أن تشمل مختلف القوى السياسية والمجتمعية دون استثناء
¶ الخليفي: نشدْ على أيدي من اختاروا طريق الإخاء والتسامح.
¶فالنتيا مهدي: على كل الفرقاء أن يغادروا مصالح أحزابهم ويقفوا مع مصالح الوطن العليا
رسائل عديدة في طيات هذا الاستطلاع امتزجت كلها بحب الوطن والدعوة الصادقة لكل القوى السياسية وكافة شرائح المجتمع بأن يجعلوا من كل أزمة تمر على الوطن محطة للتسامح والمحبة وأن يأخذوا بعين الاعتبار أن الوطن يجمعنا على سفينة واحدة والوصول إلى بر الأمان يمكن أن يتم بالاحتكام لطاولة واحدة هي طاولة الحوار ومناقشة المشكلات بهدوء وبما يقود الى مصلحة البلد وانتقاله إلى المستقبل الآمن الذي يلبي تطلعات وآمال كل اليمنيين.. تفاصيل أكثر عبر السطور التالية:
* ربيع شاكر المهدي سفير- الأمم المتحدة لحقوق الانسان في اليمن بعث برسالة إلى كل القوى السياسية مفادها أن المصالحة هي ما يجب أن يحدث بيننا جميعاٍ فمن المعيب أن نتعامل مع بعضنا بطريقة غريبة عن بقية العالم وهي التشظي والقتل بدون سبب والكراهية وكل هذه الأعمال لا علاقة لها بالوطن ولا بالدين ولا بالإنسانية فنحن في النتيجة لا نصنع في الحالتين سوى الموت والدمار لنا ولأجيالنا ولوطننا فقد كان الوطن وحده يصنع الأحداث ويكتبنا كيفما شاء.. مادمنا حبره وليس من المعقول أبدا أن نحول الحبر إلى اللون الأحمر بدون أدنى إنسانية أو رحمة ليقضي كل طرف على الآخر.
وأكد أن علي اليمنيين أن يدركوا بأننا نعيش فترة صعبة أحداثها متقاربة وفي نفس الوقت نحن ندرك أننا نستطيع أن نرجع إلى عقولنا ونقلع عن أفعالنا المشينة لمصلحتنا جميعاٍ بدون استثناء لأن مصلحة وطننا وأجيالنا القادمة تحتم علينا ذلك .
* الدكتور محمد الشعيبي- رئيس جامعة تعز يقول: ليس هناك بديل لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مخرجات الحوار واتفاق السلم والشراكة سوى سفك الدماء فتنفيذ هذه الاتفاقيات سيعزز من أمن واستقرار البلد وإذا تحدثنا بمنطق العقل فإنه قد حصلت حروب كثيرة وصل بها الأمر إلى القتل والتنكيل وكان ذلك نتيجة للإقصاء والتهميش واليوم لا بد أن يدرك اليمنيون أنه لا مجال أمامهم إلا أن يتصالحوا ويقدموا مصلحة البلد على مصالحهم وبرأيي أفضل الحلول لكي نخرج مما نحن فيه هو أن ننفذ ماتم الاتفاق عليه من بنود في ورقة السلم والشراكة ولازال هناك متسع من الوقت لكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي.
نهج التسامح
وبنظرة تفاؤل كبيرة يعلق الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فيصل الخليفي بالقول: التسامح سمة عظيمة وقد انتهج ذلك الشعب اليمني من خلال نهج التسامح السياسي الذي تجلى في مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة وهذا يجعلنا نطمئن لأن اليمنيين يكرسون التسامح مع كل خلافاتهم وأضاف بالقول: للأسف بعض الساسة اليمنيين همهم إشعال الفتن والتذكير بالماضي لإشعال الضغائن وبالتالي نشد على أيدي أصحاب المواقف الوطنية التي اختارت نهج التسامح الذي شددت عليه شريعتنا الاسلامية السمحة وفي هذه المرحلة نبعث برسالة إلى وسائل الإعلام وخطباء المساجد ونطلب منهم أن يكونوا على درجة من الحرص في بث روح الإخاء والتسامح ولا يقل عن ذلك أهمية الخطاب السياسي الذي لا بد أن يكون على نهج المحبة والسلام والتسامح.
صفحة جديدة
* وتعبر خديجة عليوة عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار عن رأيها بالقول:
يجب أن نقف وقفة صادقة لإخراج الوطن إلى بر الأمان ونرجو من كل القوى السياسية أن تبتعد عن المناكفات السياسية لنبدأ صفحة جديدة بيضاء خالية من الشوائب وأن يكون الجميع يجمعهم رضا الله أولا ثم حب الوطن ثانيا وأن المنتصر هو من اتعظ مما يجري وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
وتابعت :على الجميع أن يجعل من حب الوطن نقطة تحول في حياته للعمل بإيجابية وليتعظ كل من تجبر وظلم وفسد وفتن وشوه الحقيقة واستغل الوطن والمواطن وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل ولكل ظالم نهاية مخزية مهما كانت قوته فالله أقوى.
وأردفت عليوة :لا بد أن يجتمع قادة القوى السياسية والمستقلة والفاعلة ليكونوا لحمة حقيقية مبنية على أساس التقوى والخوف من الله وخوفهم على هذا الوطن والمواطن وأن يعرف الجميع أن لا ثروة ولا سلطة ولا قوة بدون وطن ومواطن تشعر به تتألم لألمه تتفانى لأجله فبدون الوطن لا نساوي مقدار نملة فالعزة والكرامة في هذا الوطن وفي هذا المواطن عندما تكون المدافع والحامي له سوف يتفانى لأجلك ويكون الحامي لك.
ومن هنا حتماٍ ستشعر بالسعادة من خلال إسعاد غيرك والتفكير في مصالحه كما تفكر بمصالحك دون ظلم أو استغلال.
وذهبت الى القول :رسالتي أن يسمو حبنا لوطننا على حبنا لأنفسنا وأن نعيد أمجاد اليمن واليمنيين وأن نغلب الحكمة النابعة من تسامح النفوس وصفائها وحبها وتفانيها لهذا الوطن وشعبه وأن نشكل لحمة حقيقية مع بعضنا البعض وأن نقف وقفة جادة للتخلص من المؤامرات والخيانة والفساد والتشويه الإعلامي والفتن وأن نمضي جنبا إلى جنب لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني كما هي دون تحريف وكذلك اتفاق السلم والشراكة.
روح المحبة
فيما تدعو فالنتينا مهدي- رئيس مؤسسة الغد للدراسات والتنمية المجتمعية كل أبناء الشعب اليمني إلى تغليب روح المحبة والتسامح على كل المصالح الفئوية بكل مدلولاتها وتقول: ..قال الله سبحانه وتعالى في بلدنا اليمن (بلدة طيبة ورب غفور) اليمنيون هم أرق قلوباٍ وألين أفئدة .. إننا ندعو كل أبناء الوطن الواحد في الشمال والجنوب في الشرق والغرب أن نقلب جميعنا صفحة الأمس بكل مآسيها ونبدأ يوماٍ جديداٍ في بلد أعزه الله بالحكمة والمحبة وأدعو جميع الفرقاء إلى التسامح والتصالح.
ونوهت بأنه مهما اختلفنا في رؤانا فالاختلاف لا يفسد للود قضية ليكن اختلافنا على ماهو الأفضل لبلدنا وشعبنا وأن نلغي لغة السلاح ونرفع راية المحبة لبلد السلام لبلد الحكمة فقد ميز الله سبحانه وتعالى اليمن عن سائر الدول بالحكمة والنعمة والمحبة وقال رسولنا الكريم سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى آل بيته الاكرمين في اليمن أكثر من 46 حديثاٍ شريفاٍ كرم فيها أهل اليمن وليكن رسولنا الكريم قدوة حسنة وإن نتعلم من ديننا الإسلامي الحنيف.
مصلحة الشعب
وبتفاؤل أضافت فالنتينا مهدي: اليوم جميل وغداٍ سيكون أجمل عندما يضع الجميع أيديهم بأيدي بعض وتتوحد الجهود من أجل بناء الوطن من أجل الاستفادة من الثروات الطبيعية والبشرية المخزونة في هذا الوطن المعطاء … لنسير إلى الأمام بخطوات ثابتة نرسم جميعا خطوطها لنذهب الى غد أفضل .. ولهذا أدعو كل الفرقاء بمختلف توجهاتهم السياسية أن يرموا مصالحهم الشخصية والحزبية تحت أقدامهم من أجل عشق الوطن من أجل مصلحة شعب عانى الأمرين.
وأضافت :حان الوقت لأن نكون فيه جميعنا صفاٍ واحداٍ من أجل هذا الوطن الذي كان حضنه حنوناٍ علينا رؤوفاٍ بنا .. لنعلن عن تسامح وتطبيع العلاقات الأخوية بين كل الفرقاء فيا هؤلاء إننا نملك وطناٍ يحلم به الجميع يمكننا أن نكون طفرة تنموية شاملة ينعم فيه شعبنا بالسعادة والأمن والأمان وليكن انتماؤنا جميعا أولا لله سبحانه وتعالى ثم للوطن وأن نسمو جميعا فوق المصالح الأنانية والصغائر وأن نكون بحجم وطن وهذا مطلب كل اليمنيين.
وتلخص الناشطة الحقوقية منى سالم مدير وحدة مكافحة عمل الأطفال بوزارة الشؤون الاجتماعية رأيها بالقول: الاختلاف فرصة للتسامح وقد أمرنا ديننا الحنيف بأن نتسامح ونتصالح وكلنا دعاء وابتهالاٍ إلى الله سبحانه وتعالى بأن يجنب بلدنا شر الحروب بين الإخوة ,فكلنا مسلمون في هذا الوطن الغالي على قلوبنا وما نتمناه هو أن يصنع الفرقاء من هذه المرحلة الصعبة محطة لتصافي النفوس وان نجتاز المحنة بقلوب صافية من أجل يمن يفخر به ابناؤه.
وطن واحد
* الدكتور عبدالملك الجلعي باحث في أنظمة الاتصالات اللاسلكية بجامعة اولدميلنيوم الأمريكية قال:
يجب على الجميع أن يعرفوا المعنى الحقيقي للاختلاف فهو من سنن الله في خلقه سواء اكان هذا الاختلاف في الشكل فقد خلق الله بني البشر أعراقاٍ متعددة لحكمة إلهية فمنهم الآسيوي ومنهم القوقازي والافريقي وكذلك غرس الله فينا افكاراٍ ورؤى مختلفة وديانات متعددة والدول المتقدمة سر قوتها في تركيبتها المجتمعية ذات الثقافات المختلفة والمتعددة سواء في اللغة أو الدين أو الأفكار إلا أنهم يعملون جميعا من أجل ريادة بلدانهم وتفوقها ولهم حرية أفكارهم ودينهم ومعتقداتهم وهم من شتى بقاع العالم فكيف الحال بنا ونحن إخوة في الدين والوطن نشأنا جميعا على هذه الارض الطيبة التي وصفها الله بذلك في محكم كتابه ولنا نفس الشكل ونفس اللغة والعادات والتقاليد..
وأضاف :إن تسلط لون واحد في اللوحة الفنية قد يفسد جمالها وان التعدد في الألوان يزيدها جمالا وهذا التنوع والاختلاف في مجتمعنا يجب أن يشكل لوحة بهية ورائعة الجمال تنبض بالحياة لا برائحة الموت والدمار وأن اختلفنا فليكن من أجل كيفية بناء اليمن بأفضل الطرق لا بكيف تدميره بأبشع الطرق.
مربط الفرس
مما سبق نستنتج أن وجود اتفاقيات ومخرجات موقعة دون وجود مساع حثيثة ورغبة صادقة نحو المصالحة والتسامح فإنه يمكن اعتبار الأمر مجرد أحلام لن يتمكن اليمنيون من تحقيقها وذلك على اعتبار أن المصالحة والمصداقية في التنفيذ مربط الفرس لأنها تضع حداٍ نهائياٍ لأسباب الانقسام والصراع بين أفراد المجتمع اليمني وستعمل أيضا على وقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة ونبذ دعوات الثأر والحروب وكافة أشكال الصراع فالضمان الوحيد هو صحوة ضمير ووجدان وقلوب قادة القوى السياسية من أجل مصلحة الشعب اليمني ولكي يضع اليمن نفسه على بعد خطوة من معانقة المستقبل المشرق ولعل ما أجمعت عليه القوى السياسية من إجماع على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وكذا إجماعها في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر من العام الفائت على بنود اتفاقية السلم والشراكة هو ما يجب على اليمنيين أن يمضوا فيه وهو ما يمهد الطريق نحو مصالحة وطنية صادقة تضمن لنا وللأجيال القادمة الأمن والاستقرار والرفاهية.