تحدث الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، عن خطورة اليهود ومكرهم وخبثهم وإجرامهم في حق الله سبحانه وتعالى وفي حقوق البشرية جمعاء وخاصة العرب والمسلمين في وقت كان النظام في بلادنا آنذاك يسعى للحاق بقطار التطبيع وهوما اثار حفيظته وبعض القوى السياسية التي قدمت مصالحها على أمور دينها ودنياها .
حديثه -رحمه الله- استند إلى القرآن الكريم الذي بين عداوة اليهود والنصارى؛ فقد حذر القرآن من خطورتهم ومن مكرهم وغدرهم وأن العداوة معهم ستظل دائمة و مستمرة .
لقد تجاهل الجميع تعاليم القرآن الكريم واتجهوا طامعين إلى تحقيق ما يسمونه سلام وهم يشاهدون إجرام اليهود والنصارى وغدرهم في كل مرة يبرمون عهدا أو ميثاقا مع المسلمين؛ وسعيهم ناتج عن طمع كاذب يدركون بواره وخسرانه، لكنهم يمنون أنفسهم بإمكانية السلام، وهنا يؤكد الشهيد القائد كيف استغل اليهود طمع أولئك واستخدموهم في ضرب وقتل كل من يعارضهم (اليهود عندهم مبدأ الغاية تبرر الوسيلة …ولا يراعون لا قيماً ولا مبادئ ولا أي شيء في سبيل تحقيق أهدافهم ..ومن كان هذا حاله كيف يتوقع منه تقديم قيم جيدة ) والله سبحانه وتعالى وصفهم بقوله ((أم لهم نصيب من الملك فاذا لا يؤتون الناس نقيرا)) بخلاء بما معهم يقولون الإثم وينشرون الضلال ويمجدون الكُفر ((ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا))، دخلوا في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية ووعدوهم بدولة مستقلة وهو كذب واستخدموهم للقضاء على رجال المقاومة وفي الأخير لم يعطوهم شيئا بل باعوا لهم الوهم وكما قال الشهيد القائد: خبز الشمس.
مرّت الأحداث والحروب الإجرامية المتتابعة وتوسع الكيان وصادر الأراضي التي كان سلمها لسلطة رام الله ومضت التعهدات الأمريكية التي أعطيت لإقامة دولة فلسطينية، وتحولت أمريكا من راعي ما يسمي بالسلام إلى شريك أساسي في الحرب الإجرامية، واصدر كيان الاحتلال قانونا بضم الضفة باعتبارها (يهودا والسامرة) وتوسع في بناء المستوطنات، واعلن التحالف الإجرامي سعيه لإقامة مشروعهم الاستيطاني (إسرائيل الكبرى) ومازال صهاينة العرب يرددون رغبتهم في السلام .
القمم العربية والإسلامية والأنظمة قدمت المبادرات وتحولت من داعم للمقاومة إلى محاربتها وكأنها لم تعٍ من دروس التاريخ شيئا؛ تطالب بتطبيق حل الدولتين بعد أن استولى الاحتلال على كل أراضي الضفة وغزة، والسلطة تعلن استعداداها للقبول بدولة منزوعة السلاح وبنزع سلاح المقاومة وخرجت مبادرة حل الدولتين بشروط تجعل الاعتراف بالدولة الفلسطينية مرهوناً بموافقة كيان الاحتلال .
المواثيق والعهود الدولية تعترف بدولة فلسطين حقيقة قائمة وموجودة، لكن مؤتمر ما سُمي حل الدولتين ناقض كل ذلك وربط الاعتراف بالدولة الفلسطينية بإرادة كيان الاحتلال وهي سابقة تتجاوز كل المواثيق والأعراف والعهود الدولية التي تجعل الاعتراف من الدول ببعضها شرطاً للدخول في العلاقات لا شرطاً للتأسيس، لأن الدول تتساوى في حقوقها وواجباتها .
السعودية وهي راعية مؤتمر حل الدولتين مع فرنسا أعلنت انها لن تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني الا بعد الاعتراف بحل الدولتين لكن خطواتها المتسارعة في دعم جرائم الإبادة والتهجير القسري وإمدادها لكيان الاحتلال والأسلحة والمؤن أكدت أن العلاقات معه ليست من الآن بل منذ تعهّد مؤسسها بإعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم، وأكده مجرما حرب الإبادة (ترامب والنتن)، لو لم تكن السعودية موجودة لانهارت إسرائيل.
الأنظمة العربية تتحدث عن إمكانية التعايش مع كيان الاحتلال ويقدمون المبادرات التي تهدف إلى إلهاء الشعوب وقمع القوى المعارضة، كما تفعل السلطة الفلسطينية التي ترى التنسيق الأمني مُقدساً ومع ذلك فقادة كيان الاحتلال – سلطة ومعارضة – يرفضون بشكل قاطع حل الدولتين ويرون ذلك إيذانا بزوال كيانهم .
تحالف صهاينة العرب والغرب يعملون معا للضغط على الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين من أجل عدم الاعتراف بها، لكن تصاعد الرأي العام العالمي شجع كثيراً من الدول على الاعتراف وهوما دفعهم إلى اتخاذ مسار آخر بالسعي لا يجاد كيانات مسلحة تديرها مخابرات التحالف تكون بديلا عن المقاومة التي يراد استبعادها بالقوة، والقضاء عليها بعد ان فشلت كل الحروب الإجرامية والمخابراتية في ذلك.
تفجير الوضع من الداخل بواسطة العملاء والخونة واستغلال الأوضاع المتردية والحصار والإبادة وتقديم فرص التهجير من خلال المغريات المادية سيكون بديلا عن حروب الجحيم من أجل إفراغ غزة من سكانها وإقامة مشاريعهم الاستثمارية على حساب دماء وإشلاء الشهداء.
الإجراءات العملية التي قامت بها سلطات الاحتلال قضت على تحقيق حل الدولتين وحولته إلى مستحيل، فقد استكملت السلطات المحتلة سيطرتها على الجولان والضفة وغور الأردن وجنوب لبنان، لكن السلطة الفلسطينية مازالت تثق في كيان الاحتلال ومستعدة للقضاء على المقاومة، ومثل ذلك الأنظمة المتصهينة.
اليهود لا يخفون أطماعهم ولا يتورعون عن قتل وإبادة الأبرياء من الأطفال والنساء، فمثلا المحلل السياسي اليهودي (شلومو بن غانور) قالها بصريح العبارة (لن يوافق أي زعيم إسرائيلي على إقامة دولة فلسطينية أو يتعهد بإقامتها في موعد ما) وهي ذاتها تصريحات مجرمي الحرب الصهاينة، لأنهم يرون التمسك بحل الدولتين نسفاً لأي جهد من جهود التسوية التي يريدونها مع انهم التزموا بها في مفاوضاتهم وتعهدت بها أمريكا التي تحولت من راعٍ إلى شريك أساسي في الإجرام .
اليهود من سماتهم وطباعهم المكر والخداع، والقرآن يؤكد على ذلك ولو عاد المسلمون إلى القرآن لعرفوا حقيقة هؤلاء المجرمين وهو ما دعا إليه الشهيد القائد رحمه الله واسكنه فسيح جناته: من يتوهمون أن بإمكانهم الحصول على شيء من اليهود بالتفاوض فهو لا يعرفهم ولا يفهم حقائق القرآن الكريم الذي قال عنهم ((ام لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا)) والحل معهم ليس بالتفاوض بل بالمقاومة التي يريدون القضاء عليها .
اليهود مبدعون في اختيار عناوين التدليس والتمويه والتتويه للآخرين كما يجيدون الخداع والمكر وهنا نجد ما يطرحه المحلل اليهودي-شلومو-يجب ان نتحدث عن أفق ورؤية ومراحل وأهداف وتطلعات من أجل الوصول إلى اتفاق تأريخي ؛يجب تغيير المناخ القائم في الشرق الأوسط وضمان الاستقرار والهدوء للجميع ) اتفاق أوسلو كان تاريخيا ولم يبق منه شيء وما يطلبه شذاذ الآفاق استكمال السير في التطبيع ثم الدخول في مفاوضات لا من أجل إقامة دولة فلسطينية أو الاعتراف بحل الدولتين وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن لكن مفاوضات من أجل ما يسميه (كيان فلسطيني- أو فدرالية – أو سلطة محلية يديرها الاحتلال-أو توسيع صلاحيات السلطة الحالية) أما الاعتراف بحل الدولتين فذلك لا يمكن القبول به حتى لو اعترفت كل دول العالم، وهو ما يؤكد أن التفاوض معهم لن يعطي أي نتيجة.
ما قاله الشهيد القائد هو رؤية استباقية تكشف للأمة حقيقة اليهود تستند إلى القرآن الكريم، ودعوة للتمسك بحقائق القرآن الذي بين إجرام هؤلاء المغضوب عليهم والضالين في حقوق الله سبحانه وتعالى وفي حقوق البشرية جمعاء، لو أنهم يرجعون إلى القرآن الكريم لعرفوا بأن هؤلاء لا يمكن أن يعطونا شيئا من أنفسهم وعلينا أن نأخذ حقوقنا ونحرر أوطاننا منهم بالمقاومة لا بالمفاوضات لأنهم لا يعطون شيئا ولوكان يسيرا
