استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
> اغتياله كان ضمن محاولات يائسة لإجهاض مستقبل اليمن الحديث واستهدافا للعقل السياسي المتزن
> رحيله خسارة على كل القوى التي تؤمن بالعمل السياسي السلمي
اعتبر سياسيون ومراقبون ذكرى رحيل الدكتور أحمد شرف الدين الذي اغتيل برصاص الغدر من قبل أعداء المدنية في 21 يناير 2014م خسارة وطنية فادحة واستهدافا يائسا لخريطة ومستقبل اليمن الحديث القائم على إرادة الشعب وحكم المؤسسات وسيادة القانون والمواطنة المتساوية .
لافتين إلى مآثره الإنسانية والوطنية والعلمية ودوره الفاعل في الساحة السياسية وإسهاماته الكبيرة على الصعيد الدستوري والقانوني كخبير في هذا المجال .. إلى التفاصيل:
لبداية كانت مع الدكتور عبد العليم باعباد – مستشار أمين العاصمة والذي استهل حديثه مسترجعا العديد من الذكريات التي جمعته مع الفقيد قائلا : إن الدكتور أحمد شرف الدين رحمه الله هامة وطنية كبيرة وشخصية علمية غير عادية وقد مثل رحيله خسارة وطنية فادحة لا تعوض , فقد مكنتنا الدراسة الجامعية أن نرتشف بعضا من علمه وثقافته كأستاذ للقانون الإداري بجامعة صنعاء ومن المؤكد أن أطروحاته ومؤلفاته العلمية كانت تتميز بالرصانة والدقة والموضوعية قلما تجدها في أطروحات أخرى.
وأضاف :وها نحن نرى اليوم أفكاره التي كان ينادي بها قد تضمنتها مخرجات الحوار الوطني الذي كان أحد الفاعلين فيه من خلال فريق بناء الدولة.. وقد شهد له الجميع بأنه كان متميزا في أطروحاته العلمية والأكاديمية ولم يكن يميل إلى تغليب مصلحة جماعته السياسية على حساب مصلحة الوطن العليا.
السياسات المختلفة
ومضى باعباد يقول : شرف الدين شخصية وطنية وهامة علمية كبيرة حيث كان يعول عليه ضبط إيقاع السياسات المختلفة والآراء المتجاوزة حد الممكن والمعقول التي باتت تشكل معضلة حقيقية في طريق الخروج من الأزمات المتلاحقة.. ولذلك فقد كانت قوى الشر له بالمرصاد ومازالت تتربص بمثل هذه الشخصيات النادرة التي تجمع بين العلم والسياسةبل وتؤطر منطلقاتها السياسية وتحركاتها في الواقع السياسي بمرجعية علمية منطقية فتصل إلى أهدافها بيسر وسهولة ومن دون أن تلغي حقائق الواقع أو تصطدم بجدار المستحيل .
وتابع باعباد متأسفا : لقد مثل رحيله خسارة فادحة ليس على مكون أنصار الله فحسب الذي يمثل أحد ممثليه في مؤتمر الحوار الوطني ولكن على كل القوى السياسية الخيرة التي تؤمن بالعمل السياسي السلمي وتؤمن بتنافس العقول في سبيل خدمة الوطن.
وطالب بمحاكمة القتلة حتى ينالوا جزاءهم الرادع….ولا بد لعقلاء الوطن أن يتخذوا من هؤلاء الأعلام نبراسا يضيء لهم الطريق في ظلمات الليالي الحالكة.
جهود جبارة
ويرى الدكتور عبدالله سعيد – جامعة تعز : أنه باستشهاد الأستاذ الدكتور أحمد شرف الدين نكون نحن اليمنيين قد خصمنا من رصيدنا الوطني والعقلي والأخلاقي وأضفنا إلى رصيد العنف والفوضى والكراهية . واحزنا قلوبا تحبه وتحب وطنها نظرا لجهوده الجبارة على مختلف المجالات الوطنية والإنسانية التي قل أن نجد لها مثيلاٍ.
أعداء الحياة
من جهته يقول شاهر سعد الحميدي – مؤسس مركز أسوان للدراسات : الحزن لم يغادرنا بعد رحيل مفكر وإنسان وأكاديمي متنور ومنار علم وعطاء بل ومرجعية شرعية وقانونية كقامة الدكتور احمد شرف الدين, لأن رحيله يشكل بحق خسارة فادحة على الوطن بكاملة ..ومع ذلك فان تداعيات استشهاده تتفجر اليوم في ذكرى رحيله حيث كان الرجل توافقيا وعالما في الشريعة والقانون وحرص على وضع ما يخدم المجتمع وما يلائمه إلا إن هواة التخريب بعد ان عجزوا عن الحوار بالعقل والمنطق والجدل استخدموا سلاح الفاشلين والجاهلين أعداء الحياة وعشاق الموت أعداء التطور والتحديث وأعداء التسامح والتعايش فلجأوا للاغتيال وهذا ديدنهم .
الوفاء بالوفاء
وقال الحميدي : إن هذه الذكرى لن تمر بسلام فالفكر لا يموت لكنهم غيبوه جسدا بينما روحه الطاهرة وفكره النير سيظل إلهام كل المفكرين والأحرار وسيصنع المستقبل المنظور من فيضه ونبعه فالفكر الحي يظل كالشجرة الوارفة يعطي ثماره مادام في الجسد نبضاٍ في قلب كل إنسان حر , فالفقيد كان بعلمه ومعارفه وأخلاقه نموذجاٍ يحترمه الخصم قبل الصديق وأسس ثقافة الروح الجماعية والمؤسسية وكأن لسان حاله تقول لنا البشر ترحل والأفكار والقيم والمبادئ والأخلاق هي من تبقى تذكر بصاحبها لذا لابد ان نكون أوفياء معه ونقتدي بسلوكه ونتزود بأفكاره ولا ندع للبغاة وهواة القتل أعداء الحياة ينتصرون ويمزقون الوطن حسب رغبة قوى الشر والنصر آت وقريب فلتطمئن روحة الطاهرة ?وِلِا تِحúسِبِنِ الِذينِ قْتلْوا في سِبيل اللِه أِمúوِاتٍا بِلú أِحúيِاءَ عنúدِ رِبهمú يْرúزِقْونِ? وإن غدا لناظره قريب.
خسارة وطنية
واعتبر الدكتور عبدالمؤمن شجاع الدين – جامعة صنعاء : أن اغتيال الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين خسارة وطنية فادحة واستمراراٍ لتجريف أسس الدولة اليمنية الحديثة التي كان ينشدها الشهيد شرف الدين وأيضا استمراراٍ لتجريف القيم الأخلاقية والإنسانية للمجتمع اليمني وإستقواء القوى الرجعية وإضعاف لقوى الحداثة التي تنشد بناء دولة الحرية والعدل والمساواة على المجتمع اليمني حماية العقول التي تمتلك الرؤية السليمة لليمن الجديد فقد استهدف من قبله الشهيد الحمدي ومن بعده رائد الدولة المدنية الشهيد الدكتور محمد عبد الملك المتوكل ولن يتوقف مسلسل تصفية الشخصيات الفاعلة ما لم تتضافر قوى المجتمع وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل المصالح الشخصية والحزبية والفئوية .
تضميد الجراح
وأما أستاذ القانون العام والعلاقات الدولية بجامعة صنعاء الدكتور عبد الرزاق الأغبري فقد ذهب قائلا : كم كان الفقيد موحدا للناس في حياته العملية لأنه هو الأكثر قدرة على لملمة الشتات السياسي في الوطن والقادر على تضميد الجراح فيما بين القوى السياسية المتنافرة المتصارعة. . ويوحد كل تلك الأطياف السياسية والفكرية والقبلية والدينية .
وأضاف بالقول : إن بين القوى الحداثة قوى بناء الدولة المدنية, . قوى الخطط المنهجية قوى التعليم والعلم والبناء والتطور والسلام, قوى بناء الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة. . حقيقة نحن نرى القوى السلطة القبلية المتخلفة التي لا تمتلك مشروعاٍ وطنياٍ بل ولا تفهم معنى ايجاد وحمل مشروع سياسي وطني لشكل الدولة , . نراهم يخافون الجديد ويهابون التجديد وترعبهم كثيرا العبارات المنادية ببنا الدولة لأنهم سلطة الحكم حاليا ويخشون إبعادهم من مغانمهم في السلطة إذا صار الحكم والسلطة والقرار في يد أخرى يد الدولة, الدولة المدنية الحديثة . . هكذا قتلوا الشهيد إبراهيم الحمدي, لأنهم بمقتله قد قتلوا معه المشروع السياسي الوطني لتكوين نظام سياسي نظام دولة . .
رصيد لا ينقطع
من جانبه يقول الدكتور نبيل الشرجبي – أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحديدة بعبارات تخنقها العبرات والأسى : رحم الله أستاذي الدكتور أحمد شرف الدين والذي تتلمذت على يديه في المراحل الأولى من تعليمي الجامعي , هذا الإنسان الرجل قلما رأيت مثله في تواضعه وعلمه وحبه لوطنه ولكل اليمنيين لم استطع ان أعرف من أين هو والى من ينتمي إلا في الفترات الاخيرة من عمره وخاصة عندما تم اختياره ضمن قائمة الحوار الوطني فقد كان يحمل هما وطنيا كبيراٍ اسمه الدولة العادلة فكتب الكثير عن الوطن والدولة ولكن يؤسفني أنه استشهد ولم ير الوطن الذي حلم به وحدثنا عنه كثيراٍ ولا أستطيع أن اقول إلا إذا كان لدينا القليل من أمثاله فإن اليمن ستصير إلى خير.
شهداء الكلمة
فيما تقول الدكتورة سعاد السبع – جامعة صنعاء : رحمة الله تغشى كل شهداء الكلمة وشهداء الوطن جميعا سواء الشهيد جدبان أو شرف الدين والمتوكل وكل شهداء الوطن الخيرين , حيث شكل أغتيالهم فاجعة كبيرة .. وشكل مقتلهم نهاية مشرفة لهم وفخرا لكل صاحب كلمة وطنية نظيفة ولقد حزن الوطن كله بكل أطيافه عليهم لكن مع ذلك أرى في هذه الكارثة بريق أمل بأن يصر الوطنيون على إكمال مسيرة التسوية التي دفعوا حياتهم ثمنا للدعوة إليها.. والحق أن يعمل الجميع على خروج البلاد من هذا المأزق ومهما كانت التضحيات فلن يتوقف الحق وسينتصر وسيرفع الله البلاء الذي أصابنا ويعود اليمن إلى حكمته وسلامه..فموتهم دافع قوي للإسراع ببناء الدولة التي كان شرف الدين والمتوكل ينشدونها ولن يوقف الموت الدعوة إلى الخير حتى يظهر الله الحق وتتمتع اليمن بدولة العدل والنظام والقانون الدولة التي تضمن حقوق المواطن اليمني بغض النظر عن انتمائه السياسي أو القبلي أو المذهبي ..