السياحة.. إجازة مفتوحة!
* لا شك أن السياحة بكافة أنواعها وأشكالها تعد من القطاعات الهامة التي تشهد تطورا مع مرور الأيام والشهور وتحظى باهتمامات الدول والجهات المعنية والمهتمة بهذا الشأن وتتشكل وتتطور أساليب الترويج والتسويق لهذا المنتج الهام وفي المقابل تتطور أساليب نشر الوعي السياحي لدى العامة والمهتمين الذين يزداد اهتمامهم وتزداد رغباتهم في السياحة والترويح عن أنفسهم وممارسة هواياتهم وإشباع رغباتهم والسفر إلى مدن أو دول أخرى والتنقل بين مناطقها والاطلاع والتعرف على تراثها وآثارها والعادات والتقاليد وغير ذلك من الأنواع والأشكال والاهتمامات التي تختلف من شخص لآخر بحسب ثقافاتهم..
* السياحة على رغم ذلك الاهتمام والنشاط المتواصل الذي تشهده إلا أن هناك عوامل وأحداثا ألقت بظلالها على هذا القطاع وأثرت عليه سلبا في بعض الدول التي شهدت أحداثا وتغيرات منذ ما يسمى الربيع العربي فنفرت منها السياحة وكانت تعد وجهات سياحية عالمية فتقوض فيها النشاط السياحي وقل الاهتمام به للانشغال بأمور أخرى.. وهناك دول أخرى استفادت إيجابا من تلك الأحداث من الناحية السياحية والاقتصادية فـ” مصائب قوم عند قوم فوائد” حيث أصبحت وجهات سياحية بديلة ومناطق جاذبة للسياحة وعملت على اقتناص الفرصة واستغلت الوضع الحاصل وتقلبات الأوضاع فاشتغلت وروجت وطورت وقدمت البدائل المناسبة والمحفزة والجاذبة للسياحة فزاد عدد الزوار والوافدين إليها..
* وبالطبع فإن بلادنا من الدول التي كان لها النصيب الوافر من التأثر السلبي للسياحة فهي يبدو أنها تعاني من أزمة تحسس شديدة تجعلها تتأثر بأي أحداث خارجية أو داخلية لذا فإنها كانت قد سبقت دولا كثيرة – من التي تأثرت بأزمات ما سمي بالربيع العربي – بسنوات ولكن ذلك السبق سجل لها – بالطبع – في التراجع والركود السياحي ويمكن القول أنها حلت مركزا متقدما لا تحسد عليه..
* ولا تزال السياحة في الوقت الحالي تقبع تحت وطأة المعاناة التي نتجت عن الأحداث المتوالية على مدار سنوات مضت مخلفة وراءها وضعا مترديا ومتقلبا..
وعلى رغم ذلك ورغم أن بلادنا تعاني من شحة في الموارد في الوقت الحالي, وهي بأمس الحاجة إلى استغلال أي مورد, صغر حجمه أو كبر, والقطاع السياحي يعد موردا هاما ورافدا اقتصاديا, إلا أن الغريب والمحير التجاهل من قبل الجهات المعنية والمختصة بهذا القطاع الذي لا يزال ينتظر منذ سنوات لفتة حانية تنتشله من وضعه المؤلم والمحزن حتى يؤدي دوره.. وعلى ما يبدو أن السياحة في بلادنا على رغم أهميتها وأهمية حضورها على الساحة إلا أنها تعيش في إجازة مفتوحة غير محددة بزمن..! فهل من الحكمة أن يبقى وضع السياحة دون أن يلتفت إلى ذلك أحد أو جهة معنية..¿!
ryadh_ma@yahoo.com