
باتت النساء في العاصمة صنعاء أكثر من يكتوي بانعدام مادة الغاز المنزلي هذه الأيام إذ فرضت عليهن الأزمة العودة لاستخدام وسائل وقود تقليدية لعمل الخبز وكان الحطب سيد الموقف رغم ارتفاع سعره.
ويبدو أن تزايد استخدام الحطب للحصول على شعلة نار قوية لتناوير الخبز ليس هو الأغرب بين الأسر في الوقت الراهن فقد دخلت المخابز كمنافس جديد لشراء الحطب واستخدامه في المخبز كوقود مساعد حين انعدمت أسطوانات الغاز وارتفع سعرها لمستوى الضعف.
تنور الغاز
لم تلجأ الأسر إلى استخدام الحطب كوقود لتناوير الغاز لعمل الخبز إلا عند الشدائد فقط فقد تحولت الأسر اليمنية وبالأخص في الحضر وجزء كبير من الريف لاستخدام التنور المنزلي الذي يعمل بالغاز منذ 3عقود على الأقل وبات تنور الغاز المنزلي على الغاز أحدث ابرز الصناعات اليمنية المهمة للأسر على الدوام.
ولم يدر في خلد الأسر أن أسطوانة الغاز الرفيق الدائم لتنور الغاز يمكنها أن تنعدم في يوم ما و أن يرتفع سعرها إلى الضعف عند تلك اللحظة كان الاتجاه للبدائل هو الأنسب ومنها العود لتنور الحطب وعمل الخبز فيه يقول عبد الله سعد انه اضطر إلى شراء تنور حطب بلدي جاهز من باب شعوب وحزمتين من الحطب الصغير لتقوم زوجته بعمل الخبز حيث انه لم يتمكن من الحصول على أسطوانة غاز طيلة أسبوع كامل.
محمد يحيى سارع هو الآخر لشراء تنور بلدي جديد مجهز بالكامل وشراء حطب معه ومن ساعتها كانت زوجته تقوم بإعداد الخبز دون انتظارمحمد يمتلك أسرة كبيرة عدد أفرادها 12 نسمة وعند شرائه للخبز من السوق كان يصرف 1800 ريال في الوجبات الثلاث فقرر مرغما شراء الحطب والتنور عندما تقطعت به السبل في الحصول على أسطوانة غاز.
الأزمة
لا يدرك الكثير من الناس أن أزمة انعدام الغاز تعني مزيداٍ من التعاسة لأسر كثيرة في اليمن خصوصا تلك الأسر الكبيرة العدد فهذه الأسر يمكن أن يعرضها انعدام الغاز لفاتورة باهظة في معيشتها إن هي اعتمدت على شراء الخبز والغذاء من السوق بدلا من إعداده في المنزل. ويقول الخبير الاقتصادي المتخصص في الاقتصاد المنزلي نبيل الطير إن هذه الأسر يمكنها إنفاق 2000 ريال في اليوم على الخبز وهذا يعني أنها قد تصل إلى 6000 ريال وهو ما يمثل راتب رب الأسرة وهذا مكلف للغاية ويضيف الأسرة المكونة من 10-12 فرداٍ لن يكفيها شراء روتي أو عيش بمبلغ 600-700 ريال في الوجبة الواحدة فما بالك لو أن الأفراد معظمهم في سن الشباب أو المراهقة كم سيحتاجون.
ويقول: تمثل أسطوانة الغاز ملاذا اسريا يقدم لها ميزات اقتصادية حيث يوفر لها 60% على الأقل من تكلفة الطعام إن تم شرؤاه من السوق.
عبد الصمد فارع يتحدث انه ينفق 200 ريال لكل وجبة في شراء الخبز وأسرته مكونة من 5 أفراد أي انه ينفق 600 ريال يوميا اذا لم تقدم زوجته بإعداد الخبز في المنزل وهكذا الآلاف من الأسر اليمنية في المدن على هذا المنوال.
المخابز
دخلت المخابز على خطى استخدام الحطب في الوقود منذ فترة قصيرة خصوصا بعد تحولها من استخدام الديزل للغاز ولكن عندما وجدت أن الغاز انعدم وشح في السوق اضطرت إلى إدخال الحطب كوقود مساعد رغم الصعوبات والعقبات التي تواجههم في حارة العنقاء يضطر علي ناصر صاحب مخبز للاستخدام الحطب كوقود مع الغاز ليكون عاملا مساعدا يسهم في تدفئة المخبز وعمل الخبز يقول علي انه ومخابز كثيرة اضطر لتحويل وقود المخبز للغاز بعد أزمة الديزل وارتفاع سعره إلى 3000 ريال حيث وجد أن سعر الدبة بهذا المستوى لن يكن مجديا للعمل وسيكون الإنتاج خاسرا جدا لأنه سينفق في عمل 1000 حبة خبز 7000 ريال وتضاف إيها أجور العمل والخميرة والملح وبهذا تكون تكلفة الحبة ما يصل إلى 9 ريالات ويبيعها بـ13 ريالاٍ وهو بهذا لن يستطيع توفير الإيجار للمحل ونفقاته منه.
ويضيف ناصر: كنا نشتري الاسطوانة ب1400-1500 ريال وقلنا لابأس بها لكن ان تصل إلى 2000ريال وأكثر وتنعدم في أحيان أخرى فنحن لن نتمكن من تحقيق أي أرباح لمنتجنا مطلقا بل يمكن القول إننا نخسر ونبيع بالخسارة هكذا اضطررنا لاستخدام الحطب عله يخفف من التكلفة قليلا.
توسع
لم تكن توسع استخدام الحطب لعمل الخبز إلا هروبا واضطراراٍ من قبل الأسر في المدن وعلى رأسها العاصمة صنعاء فهناك أسر كثيرة لم تستطع الصمود في وجه انعدام اسطوانات الغاز وارتفاع أسعارها كما يقول إبراهيم الخراصي حيث ان لديه أسرة كبيرة مكونة من عدة أخوة مع أولادهم وحين يأسوا من الحصول على اسطوانات الغاز لجأوا إلى شراء تنور وحطب وقامت النساء بعملهن على أكمل وجه ويقول صحيح ان الحطب مرتفع السعر حيث تم شراء ثلاثة حزم بـ6000 ريال لكن الحاجة هي السبب ويضيف انعدم الغاز تماما في المعارض ومحطات الطرمبات مما اضطرنا لشراء تنور حطب.
متاعب
لايخلو تنور الحطب من متاعب ولعل جلها تلك المخاوف من الحرائق والدخان في المنازل حيث باتت النساء أكثر سخطا منه وتعاسة لصعوبة التعامل معه من جهة ولاعتقادهن أن عودة العهود الماضية وصعوبتها يمكنها ن تعود وترى النساء أن اللوم يجب أن يصب على الجهات الرسمية والحكومة والتي لم تتخذ أي إجراءات للحد من انعدام الغاز وارتفاع أسعاره كما هو حاصل الآن .
تذمر
تعتقد النساء خصوصا المتعلمات منهن أن العودة لتنور الحطب فيه استهزاء بهن ولهذا توسعت حالات السخط منه بشكل يثير التعاطف معهن بل ان الكثير من النساء عملن تغريدات في شبكة تويتر عن معاناتهن مع تنور الحطب والدخان المتصاعد منه فيما نشطت الصور في شبكة فيس بوك عن إشكال التناوير التي تعمل بالحطب وانواع الخبز المنتج منه وهناك من عدد مزايا تنور الغاز وصب جم غضبه على الجهات التي تتلاعب بالغاز في اليمن وتساءل: متى تنتهي معاناة الغاز والتلاعب فيه¿
من يوم لآخر تتزايد هذه المهمة