
■ استطلاع / أمين قاسم الجرموزي –
تستمر أزمة الغاز على صفيح ساخن من الأسعار الجنونية التي ظهرت في الآونة الأخيرة من قبل بعض أصحاب محطات تعبئة الغاز وكذلك المحلات والأهم من ذلك هو انتشار الأسواق السوداء بكثرة مع ازدياد حده الأزمة الحاصلة في الغاز .
ويستغل الكثير من الأشخاص الذين يعملون في الأسواق السوداء في الشوارع العامة والأسواق الشعبية الأزمة الخانقة للغاز ويقومون بفرض أسعار باهظة تصل إلى 3500 ريال كسعر للأسطوانة التي تحتوي على 20 لتراٍ من الغاز, وينتقد الكثير من المواطنين دور الجهات المعنية في عدم الحد من ذلك كون الأزمة لازالت مستمرة ولم يوضع حد لذلك .
شهاب سالم عامل في إحدى محلات بيع الغاز يذكر أن الغاز شبة معدوم نظراٍ لعدم توفره بشكل متواصل, حيث يتم توفيره كل 3أيام وفي بعض الأحيان يصل إلى 4 أو 5أيام مما يسبب الازدحام الكامل أمام المحطات من قبل أصحاب السيارات التي تعمل بالغاز وكذلك المواطنين الذين يحملون دبات الغاز المنزلية لتعبئتها من المحطات وذلك لانعدام دبات الغاز في محلات بيع الغاز وأيضاٍ غلاء أسعارها والتي تصل في بعض المحلات إلى 3000ريال .
وأضاف شهاب أن التعبئة التي تقوم بها الشركة لا تفي بالغرض حيث تقوم الشركة بتوزيع 5000لتر على كل محطة فقط بينما تصل الازدحامات إلى أكثر من ذلك ولا يستطيع البعض أثناء الزحام التعبئة نظراٍ لانتهاء المخزون بسرعة, ويشير شهاب أن التوجه الأخير لتعبئة الغاز أصبح لأصحاب المحطات وأما أصحاب المحلات فلا يوجد وذلك لكثرة تواجد محطات تعبئة الغاز واعتماد المواطنين على التعبئة منها.
السوق السوداء
يضطر كثير من أصحاب العربيات إلى رفع سعر بيع أسطوانة الغاز والذي وصل من 3000 إلى 3500 ريال وذلك لعدم حصولهم على القدر الكثير من تعبئة الأسطوانات الفارغة من المحطات ولجوئهم إلى شرائها من الباعة في السوق السوداء بمبلغ 3000 ريال , ويشتكون من ارتفاع أسعار الغاز وكذلك احتكاره من قبل أصحاب محطات تعبئة الغاز وذلك لامتلاك أصحاب العربيات الكثير من الأسطوانات وبالتالي عدم قبول أصحاب المحطات بتعبئتها كون الطوابير طويلة أمام المحطات ولا يقبل بتعبئة أكثر من أسطوانتين, ويرى الأخ معاذ الذي يمتلك عربة لبيع أسطوانات الغاز أن الكثير من الباعة المتجولين وحتى أصحاب المعارض يجدون في انعدام المشتقات أو سماع خبر غير مؤكد عن احتمالية انقطاع لمادة الغاز المنزلي فرصة ثمينة لرفع السعر.
ويشير معاذ أن هناك تلاعب حاصل في تعبئة أسطوانات الغاز من قبل شركة الغاز, حيث شهدت الفترة الأخيرة انخفاض في وزن أسطوانات الغاز وكذلك قصر فترة استخدامها في المنازل , وأن هناك العديد من الأسطوانات الغير صالحه للاستخدام المنزلي ومعرضة للتسرب والانفجار في أي وقت ومع ذلك يتم أعاده تعبئتها وإرجاعها للمواطنين للاستخدام . موضحاٍ أن الكثير من محلات بيع أسطوانات الغاز أغلقت وذلك لعدم توفر أسطوانات الغاز المعبئة وتوجه أصحاب المحلات إلى تعبئتها من محطات تعبئة السيارات وهذا خلق أزمة أخرى , ويضيف أن أصحاب المحطات يمنعونهم من تعبأة أكثر من 4 أسطوانات غاز وبعض الأحيان أسطوانتين فقط لكي يترزقون بها على أسرهم ويضطرون إلى بيعها بمبلغ 2500 ريال للأسطوانة الواحدة والتي تعبأ بقيمة 2000 ريال .
لقمة سائغة
المواطنون هم الضحية الأساسية في هذا الارتفاع والتلاعب في أسعار الغاز كونهم الفئة المستهلكة والمضطرون لشراء الغاز المنزلي بأي ثمن فالمهم عندهم هو تواجده بشكل شبة أسبوعي وذلك للاستخدام اليومي والمستمر للغاز داخل المنازل , ويرى المواطن سعد الشاوش أن الكثير ممن يعملون في بيع الغاز من أصحاب العربيات وحتى أصحاب المعارض يجدون في انعدام المشتقات أو سماع خبر غير مؤكد عن احتمالية انقطاع لمادة الغاز المنزلي فرصة ثمينة ولقمة سائغة لرفع سعره بشكل غير متوقع وذلك في ظل عدم وجود رقابة على ذلك.
إشاعات وهمية
وأضاف الشاوش أنه في الأسبوعين الماضيين أشيع عن إمكانية انعدام الغاز فسارع الكثير إلى شراء الغاز المنزلي بأسعار عالية ومتفاوتة وعلل ذلك بسبب خوف وحاجة الناس من أن تقع أزمة حادة ويتم شراؤها بمبالغ باهظة الثمن وخاصة والأوضاع في محافظة مأرب المصدرة للغاز غير مستقرة وبذلك تزداد الحاجة إلى الغاز وهذا ما خلق أزمة فعلية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات, وأفاد الشاوش أنه لا توجد هناك وسائل مراقبة تقوم بها الجهات المعنية لحماية المواطن من الاستغلال , مؤكداٍ أنه لو توفرت الضوابط والرقابة المستمرة فلن يجرؤ أحد على استغلال المواطن في وسائل عيشه الضرورية .
ويشير الشاوش إلى أن الوضع سيزداد سوءاٍ إذا لم تتحرك الجهات المعنية لوقف كل مظاهر الاحتكار والعشوائية في بيع الغاز من قبل جهات وأشخاص يتاجرون بالأزمات على حساب المواطن البسيط .
تأثير على المواصلات
لوحظ أن هناك بعضاٍ من أصحاب السيارات والباصات الأجرة رفع من سعر المواصلات العامة وذلك بمبرر ارتفاع سعر تعبئة الغاز من المحطات وكذلك انعدامه, الحاج ناشر صاحب باص أجرة يذكر أنه يقضي الكثير من الساعات الطوال في طوابير طويلة أمام محطات تعبئة الغاز حتى يأتي دورهم في التعبئة ويضطره ذلك لوقف عمله ليوم كامل حتى يحصل على الغاز, ويؤكد الحاج ناشر أن الوضع زاد سواءٍ وأصبح بعض أصحاب المحطات يفرضون سيطرتهم استغلالاٍ للأزمة الحاصلة في الغاز ويفرضون أسعاراٍ غير معقولة ومتفاوتة من محطة إلى أخرى وبالذات مع توجه الكثير من المواطنين إلى تعبئة دبات الغاز المنزلية من المحطات بحجة توفر الغاز في المحطات أكثر من المحلات والسبب الآخر هو أن التعبئة من المحطات تكون أفضل من تغيير الأسطوانة من المحلات حيث تستمر الدبة المنزلية لفترة أطول .
غلاء باهض
ونظراٍ لارتفاع أسعار المشتقات النفطية ومنها البترول إلى 4000 ريال ومن ثم تراجعه إلى 3000 ألف ريال , توجه الكثير من أصحاب السيارات والباصات الأجرة على تحويل الماكينات التي تعمل بالبترول إلى الغاز وذلك لرخص أسعار الغاز مقارنة بالبترول والتي يصل سعر 20 لتراٍ في محطات التعبئة إلى 1200 ريال كسعر أساسي من شركة الغاز ولكن الحاصل أن لا أحد يعمل بهذا السعر حسب قول صاحب التاكسي الأجرة صيام العواضي , والذي يؤكد أن أقل محطة سعراٍ لتعبئة الغاز يصل إلى 1700 ريال لـ20 لتراٍ بينما تصل الأسعار عند البعض وخاصة خلال هذه الأيام إلى 2000 ريال وهذا مخالف تماماٍ للسعر المقر للغاز بثلاثة أضعاف .
طوابير طويلة
ويرجح العواضي أسباب ذلك إلى تواجد الكثير من السيارات التي تعمل بالغاز والتي تستهلك الكثير من الغاز مما ضاعف أعداد الطوابير للسيارات أمام المحطات وشكل أزمة خانقة في العاصمة صنعاء وفي العديد من المحافظات . ويضيف العواضي أنه يلجأ مع كثير من أصحاب السيارات والباصات الأجرة إلى شراء الغاز من أشخاص يتاجرون به في السوق السوداء وبعض الأحيان من محلات بيع الغاز وبأسعار مرتفعة جدا تصل سعر الدبة الواحدة إلى 2500ريال وذلك-حسب قوله- هروباٍ من زحمة الطوابير الكبيرة أمام المحطات واستغلالاٍ للوقت في تمشية أعمالهم اليومية في التأجير .