القاضي .. وداعا عنوان الوفاء



عبدالكريم الرازي
Abo-nootanaotjmail.com

فجعنا القدر برحيل الأستاذ البرلماني محمد عبداللاه القاضي عضو مجلس النواب رئيس الاتحاد العام لكرة القدم الاسبق والذي ندعو له بالرحمة والمغفرة وان يسكنه الله فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه ويلهمنا الصبر والسلوان .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وشخصيا فإن مصابي جلل برحيله للعلاقة الاخوية الطيبة التي ارتبطت بها معه منذ عرفته في أحداث انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم التي خاضها أمام رئيس الاتحاد الراحل الكابتن علي الأشول (يرحمه الله) ويومها كنت قد كتبت مقالا نشر في صحيفة الشورى بعنوان (القاضي اليمني يفوز على الأشول الموزمبيقي) وبرغم حرية النقد إلا أني وجدته رجلا قياديا محنكا ونصيرا للكلمة الحرة والشجاعة مسؤولا حكيما يحسن الاستماع للآخر ويستفيد من المشورة الإيجابية ويرحب بالرأي الآخر ويمد يديه للجميع بكل الحب والخير ولا يتأخر في مساعدة من يطلب العون منه.
اليوم وأنا أعيش حزني لرحيله لمواقفه الإنسانية مع الجميع وأنه ظل حتى آخر أيام حياته صديقا للجميع وقريبا منهم وبيته مفتوحا أمام الجميع ويستقبل ضيوفه ومن يقصدونه بكل تواضع وبساطة وكان مجلسه ملتقى سياسيا واجتماعيا وأدبيا ورياضيا لكل أطياف المجتمع بل أنني كنت أجد في مجلسه نخبة من رجالات الوطن من مختلف الأحزاب والتوجهات يجمعهم حب الوطن.
أشعر بالحزن والأسى لرحيل البرلماني والقيادي الوطني المحنك الأستاذ محمد عبداللاه القاضي (يرحمه الله) خاصة وأني عشت معه مواقف تكشف أصالته وأنه رجل موقف لا يتأخر في دعم ومناصرة الشباب والرياضيين فقد وقف معي شخصيا فيما كنت أواجه من ظلم وغبن في وزارة الشباب والرياضة بعهد الوزير السابق معمر الارياني وايضا حتى قبل رحيله وهو يقف معي فيما واجهته من ظلم وكان متواصلا معي حتى وأنا أقبع منذ مطلع ديسمبر المنصرم خلف قضبان السجن ولم أكن أعلم بحالته الصحية وفجعت بخبر رحيله مساء الجمعة وأنا في سجن الاحتياط بأمانة العاصمة وأدعو له بالرحمة والمغفرة واعتذر منه وأسرته الكريمة عن ظروفي القاهرة التي حرمتني التواجد معهم وأداء واجب العزاء تجاه رجل ستظل مواقفه خالدة في قلبي لن أنساها ما حييت.
إن رحيل الأستاذ محمد عبداللاه القاضي يمثل خسارة كبيرة علينا وعلى الوطن وسيتذكره الجميع أنه كان صديقا للجميع وودودا وكريما وبسيطا في تعامله سيذكره التاريخ أنه كان قائد الإنجاز الرياضي الكروي اليمني بوصول الكرة اليمنية إلى العالمية بـ(منتخب الأمل) بحنكته القيادية وخبرته الإدارية ودعمه اللامحدود للناشئين والشباب وهو الإنجاز الذي لن ولا يتكرر في ظل ما تعيشه بلادنا من أوضاع.
لن ننساك أيها الأخ الوفي والرجل الموقف والصديق الذي لم يخذلني متى ما كنت الجأ إليه عنوان الوفاء محمد عبداللاه القاضي ودعواتنا لكم بالرحمة والمغفرة وأن يسكنكم الخالق سبحانه وتعالى فسيح جناته وأن يلهمنا وأهليكم ومحبيكم الصبر والسلوان .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

قد يعجبك ايضا