أطفالنا ضحايا العنف

■ عائشة الطويلي –
* تتزايد حدة الغضب عند بعض الأشخاص الذين يدمنون قواعد معينة , ولا يقبلون تغييرها أو تعديلها أو حتى إقصائها , ويثور غضبهم بشكل واضح عندما يسمعون التعليق الذي يهدد تلك الطقوس ويزعج أسماعهم, لذلك ينطلق الغضب بصوت مدو يصل مداه كل أرجاء المكان وتهتز بمعيته الأشياء , وتتساقط الصور والأشكال أينما كانت على الأرض أو على الرف أو المعلقة في جدران الغرفة … !
كل ما حول الانفجار يسقط مغشيا عليه من ضخامة الصوت , هذا ما يحدث مع الأشكال الهندسية المتباينة في الحجم والشكل فما بالكم في الأرواح الصغيرة التي تهتز بسرعة من أصوات خفيفة وتتضرر وتتأثر من وقعها , هذه الأرواح هم أطفال لا يفهمون لغة الغضب ولا يعلمون مداه , فمجرد أن تصرخ بوجه طفلك هذا يعني له الكثير , لكن عندما يكون الصوت أكبر من حجمه الطبيعي ويصاحبه تكسير وتدمير , من المؤكد أن الطفل يموت مصعوقا من وقعه فيولد بداخله سلوك سلبي أوله الخوف وآخره الموت ….!
لذلك يجب على أولياء الأمور أن ينتبهوا لمثل هذا السلوك , وعليهم قدر الممكن أن يضبطوا سلوكياتهم أمام أطفالهم ويراعوا خطورة الموقف , وقساوته , ذلك أن الطفل يملك قدرة ضئيلة لا تحمل قدرة كافية لتحمل العنف الموجه لهم أو لغيرهم , لأننا مؤتمنين عليهم لذا وجب الحرص على عدم إدخال الأطفال في مشاكل الأزواج الشخصية , ومراعاة التحدث ولتناقش بعيدا عن وجوه الأطفال , قريبا من العقلانية والهدوء والتفاهم .
لأن كل هذا السلوك سينعكس على قدرة المرء في ضبط سلوكه مع نفسه ومع غيره , ويستطيع بعد ذلك التغلب على أكبر المعيقات والمشاكل التي تواجهه وتواجه أفراد عائلته , فاحرصوا على أن تبقى بيوتكم عامرة بالهدوء والسكينة والتفاهم فلن يضركم ذلك شيء بل سيعمل على تقارب وجهات النظر وتأمين الحياة والمستقبل الذي نأمله في أبنائنا الذين سيتأثرون من سلوكنا ويسعون في تقليده كما هو أو كما يرونه في الواقع .

قد يعجبك ايضا