جزيرة ميون إحدى الجزر اليمنية الهامة الواقعة في منطقة باب المندب وعلى القرب من الممر الدولي فقد كانت منذ زمن الاحتلال البريطاني, من أهم المناطق التي أعدت للاستجمام ومحطة تمويل السفن المارة بالوقود وأيضا محطة لتأمين الرقابة على الملاحة والإنقاذ.
كان يْطلق عليها قديما ((بريم)), ويقال إنها سميت ((ميون)) نسبة إلى قرية ميون الموجودة فيها.. وجزيرة ميون هلالية الشكل.. وقد لعبت دوراٍ تاريخياٍ مهماٍ.. فهي تضيء الطريق للسفن المارة عبر أهم المضايق الدولية البحرية..
وتشير مصادر إلى أن جزيرة ميون تبعد عن ميناء عدن مسافة 100 ميل بحري و200 ميل عن جزيرة كمران وهي تقع في مضيق باب المندب على بعد ميل ونصف من الساحل العربي و11 ميلا من الساحل الأفريقي وتفصل باب المندب إلى قسمين الأول المضيق الصغير الذي يفصل الجزيرة عن الشاطئ العربي وعرضه 3 كيلو مترات والثاني المضيق الكبير وعرضه نحو 21 كيلو مترا ويستخدم المضيق الصغير لمرور السفن نظرا لوجود مجموعة من الجزر البركانية الصغيرة والمعروفة باسم (الأخوات السبع) في المضيق الكبير.
ولأهمية موقعها الذي تحتله فقد جعلها عرضة للأطماع الخارجية وللغزو والاحتلال من قبل القوى العظمى المتصارعة والساعية للتوسع ومد نفوذها على حساب الدول الصغرى..
وبعد احتلال بريطانيا لعدن عام 1839م احتلت جزيرة ميون عام 1857م وقامت ببناء فنار يصل ارتفاعه إلى 90 قدما وأمكن مشاهدة أنواره من على مسافة 22 ميلا..
وخلال تلك الفترة أسست مدينة ميون الصغيرة التي تكونت من البيوت والمعامل والمنشآت والفنادق لاستقبال السياح وركاب السفن ومكاتب الشركات والمباني الحكومية ومدرسة ومسجد ونادُ رياضي ومصنع لإنتاج الثلج وعدة ممرات للسفن ومحطة تقطير لمياه الشرب من مياه البحر وأقامت سلطة للميناء لها مرشدون بحريون وخدمات صحية ومهندسون للسفن التي كانت تزور الجزيرة من أجل التزود بالوقود والمواد الغذائية.
ومن الممكن في وقتنا الحالي إعادة تأهيل هذه الجزيرة للقيام بالدور الذي كانت تقوم به من خلال ترميم المنشآت والمباني التي لا تزال صالحة للتوظيف إلى جانب تأمين إصلاح وتحديث محطة تحلية المياه والمولدات للطاقة الكهربائية اللازمة للجزيرة.
وحسب دراسة أصدرتها الهيئة العامة لتنمية وتطوير الجزر اليمنية فإن جزيرة ميون تعد ضمن الجزر النموذجية الواجب إعطاؤها الأولوية في التنمية والتطوير للعديد من الأسباب أهمها :
– موقعها الاستراتيجي الهام, كونها تقع غرب مدينة باب المندب وبالقرب من جبل الشيخ سعيد.. وهي قريبة من ساحل باب المندب وتطل على أهم المضايق الدولية البحرية ( مضيق باب المندب ) الذي يربط شرق المعمورة مع غربها.. ويقع على جهة ساحل باب المندب مضيق اسكندر وعلى جهة الممر الدولي مضيق باب المندب, والجزيرة تتوسطهما.
وتتميز جزيرة ميون بموقعها الاستراتيجي الهام بين البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.. ومضيق باب المندب الذي يعتبر همزة وصل بين الشرق والغرب.. وهي مأهولة بالسكان حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 220 نسمة يقطنون في مساكن يبلغ عددها 70 مسكناٍ, وكلهم يعملون في صيد الأسماك.. وبيئتهم التي يعيشون فيها أصبغت عليهم الطباع الهادئة والسلوكيات غير العدوانية.. وذلك يحفز على الاستثمار السياحي في الجزيرة.
التجمعات السكانية:
وتوجد في الجزيرة تجمعات سكانية منتشرة في قريتين هما:
– قرية ميون الشعب وتقع في الجهة الجنوبية للجزيرة, وقرية ميون الثورة وتقع في الجهة الشرقية للجزيرة.
التضاريس:
تتمتع جزيرة ميون بطبيعة صخرية بركانية في أغلب تضاريسها وتوجد تربة طينية في وسط الجزيرة.. ومناخها دافئ صيفاٍ ومعتدل شتاءٍ.
الطيـــور:
توجد في الجزيرة طيور النورس الأبيض والأسود وطائر الحداء والغراب وصقور البحر.
الأسـماك:
توجد الأسماك في جزيرة ميون بأنواع عدة أهمها: القرش النمراني الجحش وأسماك الزينة التي تقدر أنواعها بحوالي 200 نوع بالإضافة إلى وجودا لأغنام والضأن على أرض الجزيرة.
الفنارات والمباني الأثرية:
يوجد في الجزيرة فناران: الفنار الكبير: يقع بأعلى نقطة في الجزيرة في الجهة الجنوبية – يبلغ طوله حوالي11 مترا ويبلغ ارتفاعه عن مستوى سطح البحر حوالي 65 مترا.
فنار داخل مدخل الجزيرة: ومهمته إرشاد السفن عند دخولها الجزيرة من الجهة الغربية.
توجد في جزيرة ميون العديد من المباني الأثرية التي تضفي عليها ميزة وسمة تضاف إلى رصيدها لتبدو بذلك جزيرة تنافس الجزر الأخرى بمميزاتها وخصائصها منها:
– قصر الملكة فكتوريا: حيث يوجد في الجهة الشمالية الشرقية, ويقدر تاريخ إنشائه بحوالي 140 سنة, ويمتاز بهندسته المعمارية البديعة كما أنه يحوي جميع مرافق الراحة بما في ذلك مسبح غرب المبنى مطل على الشاطئ الذي أنشئ من قبل البريطانيين.
– قصر الضيافة العباسية: يقع شرق الجزيرة وهو قصر قديم ويحتاج إلى ترميم.
– مبنى البريد: ويقع غرب الجزيرة بالقرب من محطة التحلية .
– مبنى الحجر الصحي: يقع في الجهة الجنوبية الغربية للجزيرة .
– كما توجد عدة مبانُ أثرية قديمة يعود تاريخها إلى أيام الاحتلال البريطاني .
– مقبرة البريطانيين .
– يوجد لسان بحري يبلغ طوله حوالي 30 مترا.
– وجود محطة تحلية يبلغ معدل إنتاجها حوالي 4 أطنان/ ساعة وعدد اثنين خزانات للمياه وتحتاج المحطة مع الخزانات إلى ترميم وصيانة مستمرة.
– يوجد مولد كهربائي روسي للإنارة كما يوجد مولدان آخران لتشغيل الكنداسة الخاصة بتحلية المياه إلا أن هذه المولدات تتوقف غالباٍ عن التشغيل لتقادمها وعدم صيانتها بصورة مستمرة .
وقد تم إضافة مولد جديد بغرض تشغيل الكنداسة البالغ طاقتها الإنتاجية 75 كيلو وات / ساعة إلا أنه بحاجة إلى صيانة.
– مطار قديم غير مستغل.
فرص استثمارية:
هناك العديد من الفرص الاستثمارية والسياحية التي تمتلكها جزيرة ميون في عدد من المجالات مثل الاستثمار في المجال السمكي, والتزود بالوقود, والمنتجعات الشاطئية وسياحة الغوص ورياضة الركوب على الأمواج, والسياحة البيئية, وغيرها..
وتوصي الدراسة التي أعدتها هيئة الجزر اليمنية بضرورة القيام بتنفيذ عدد من المشروعات الهامة التي تساعد على استقرار السكان في الجزيرة, وإعادة الدور الذي كانت تلعبه الجزيرة سابقاٍ, وجعلها مكاناٍ سياحياٍ يؤمه السياح للاطلاع وزيارة الأماكن التاريخية.