مستقبل اليمن في وحدته مع معالجة الأخطاء علميا لا كلاميا


> مشكلة اليمن الإدارة لا شكل الدولة .. و”القضية الجنوبية” مفتاح حل قضايا الوطن

> المشهد السياسي يتسم بضبابية مخفية وغياب الضمير الوطني لدى معظم النخب

> المستقبل السياسي بإنجاز السجل الانتخابي الإلكتروني واستفتاء الدستور والانتخابات

> انعدام ثقة الجمهور بالأحزاب نتائج ممارسات شوهاء وموسمية

> قياداتنا شابة والمرأة تشتغل 30% ولا موارد مالية لنا عدا اشتراكات الأعضاء.

“لسنا نسخة مكررة أو مفرخة”.. بهذه العبارة يرد الأمين العام لحزب شباب العدالة والتنمية بكيل محمد الحميني على ما يطرحه الشارع ومراقبون بشأن 22 حزباٍ جديد أنضمت منذ 2011م إلى نحو 26 حزباٍ وتنظيمياٍ سياسياٍ في الساحات المحلية مؤكداٍ أن حزب شباب العدالة والتنمية حزب جديد تنظيماٍ وتكويناٍ ورؤية موضحاٍ رؤية الحزب للعملية السياسية سابقاٍ وحاضراٍ وما يمكن أن يكون عليه مستقبلاٍ وغير ذلك في هذا الحوار:

* بداية.. يظهران الحزبية عامل فرقة وخلافات أكثر منها معززاٍ للوحدة الوطنية.. لماذا¿
– في حالة تم استخدام الحزبية استخداماٍ صحيحاٍ ومن منطق أنها وسيلة وليست غاية ومن أجل تقديم الأفضل فإنها تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية خاصة الحزبية القائمة على التنافس البرامجي وليس التعصب الإيديولوجي الضيق .. رغم أنه من أهم العوامل الرئيسة لظهور الأحزاب في مجتمعنا العربي عموماٍ واليمني خصوصاٍ أن تقوم على أنقاض المذهبية والمناطقية والطائفية وتحل محلها بحيث تكون هي القاعدة المنظمة للعملية الديمقراطية وعبرها يتم الوصول إلى السلطة سلمياٍ والتعبير عن إرادة الشعب مالك السلطة ومصدرها . إلا أنه تم استخدامها بشكل خاطئ وزائف في الفترة الماضية وحتى الآن حيث كانت صورية وشخصية وتم التعامل معها على أنها ملكية خاصة من قبل قيادة الأحزاب فشوهت الأحزاب والديمقراطية لدرجة أنها انحرفت عن مسارها الحقيقي وأصبحت تؤسس للفرقة والخلافات والشتات بين أبناء الوطن الواحد.
اتساع الفجوة
* إذن لماذا لا تقوم الأحزاب الجديدة بدور بتصحيح الصورة وتعزيز ثقافة الوحدة الوطنية¿
– نحنْ في حزبنا قمنا بهذا الدور عبر اللقاءات الداخلية التوعوية والندوات وورش العمل بالشراكة مع بعض الأحزاب الناشئة والمنظمات, ودعينا أكثر من مرة عبر وسائل الإعلام إلى أن تقوم الأحزاب بدورها التوعوي تجاه الوحدة الوطنية خاصة بعض الأحزاب الكبيرة لكنها لم تحرك ساكناٍ بل عززت من الفرقة والشتات بين أبناء الوطن الواحد خاصة في محافظات جنوب الوطن وما سمعناه من قيادة وقواعد الأحزاب في هذه المحافظات دليل قاطع على أن الفجوة اتسعت أكثر وأكثر بين القيادة العليا للأحزاب وقيادة الفروع وقواعده فنسمع صوتاٍ هنا وهناك بتبني مواقف مغايرة لمواقف الحزب وقيادته العليا مع أو ضد فك الارتباط أو مع من تم تجميدهم من أحزابهم وضد قيادة الحزب والبعض الآخر يعيش في غياهب الجب لا يعرف ماذا يريد تارة مع الوحدة من إقليمين وتارة أخرى مع ترتيب فك الارتباط !
معالجة الأخطاء
* ما هي رؤيتكم للقضية الجنوبية والحل الأنسب لليمن ¿
– القضية الجنوبية قضية عادلة وهي محور كل القضايا الوطنية ومركز الاهتمام لحل القضايا الوطنية ويجب حلها حلاٍ عادلا بما يرضي أبناء جنوب اليمن أصحاب القضية لا بما يرضي نخباٍ من الجنوب والشمال.. ومشكلة اليمنيين ليست في شكل الدولة وإنما في الإدارة . فرؤيتنا هي أن يتم حل القضية الجنوبية حلاٍ جذرياٍ لا تخديراٍ موضعياٍ وترحيل المشكلة إلى الأمام بدءاٍ من إظهار حسن النوايا والإثبات على أرض الواقع وليس في الصحافة والقنوات والتواصل مع قيادة الحراك الرئيسة التي تحرك الشارع الجنوبي لا القيادة المصطنعة في صنعاء أو خارجها أما بالنسبة لدعوات فك الارتباط ليست في صالح الوطن لأنه في حالة حصل فك الارتباط فإن إخوتنا جنوب الوطن سيدخلون في خلافات وحروب جهوية وقبلية وطائفية ستكون مدمرة ومأساوية على كافة الصعد ليس على الجنوب فقط بل على الشمال والجنوب لذا نرى أنهْ لا مستقبل للبلاد بشكل عام إلا بالوحدة مع معالجة كل الأخطاء المرتكبة التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه الآن .
تحتاج فرصة
* يرى البعض أن الأحزاب الجديدة نسخة عن القديمة ولم تضف شيئاٍ جديداٍ.. ما تعليقك¿
– أوافق رأي الشارع ولكن أعطوها فرصة, وعلينا أن ندرك أن العمل السياسي مساره طويل ولا زالت الأحزاب تحت التجربة .. فالحزب الذي لديه قضية ومشروع ولديه قيادة ذات إرادة وعزيمة سيستمر ويحافظ على ديمومته .. والحزب الذي ليس لديه قضية ولا يمتلك مشروعاٍ سيذبل وينتهي يوماٍ ما, وحزب شباب العدالة والتنمية وجد من أجل البقاء وسيبقى ويستمر طالما نحنْ وقواعد الحزب مؤمنون ببقائه وكذلك الكثير من الأحزاب . وأؤكد أنها لم تكن نسخة من الأحزاب القديمة بدءا من المرحلة الأولى في التأسيس وانتهاء بعقد مؤتمراتها وانتخاب قيادتها من باب تطبيق الديمقراطية داخلها, بينما هناك أحزاب تاريخية لم تستكمل إجراءات التأسيس حتى الآن وأخرى لم تعقد مؤتمراتها منذ سنوات قد تصل إلى عشر سنين أو أكثر .
قدمنا صورة
* ماذا قدم أو يمكن أن يقدمه حزب شباب العدالة والتنمية لليمن في المستقبل ¿
– بدري علينا لا تستعجل .. ومع هذا قدمنا صورة رائعة وتجربة نضالية ستكون خالدة كحزب وليد محدود الإمكانيات شارك في الثورة منذ تأسيسه ونحنْ في قيادة الحزب العليا والوسطى وقواعده ومناصريه فخورون بهذا الرصيد الثوري والنضالي .. وإن شاء الله سنقدم المزيد من العمل الثوري والتوعوي في أوساط قواعدنا وأوساط المجتمع ككل من أجل الوصول للدولة المدنية العادلة الديمقراطية دولة النظام والقانون والمساواة أما بالنسبة لتقييم عمل الحزب في السابق فنحنْ وكل القيادة والقواعد راضون بما قدمه الحزب وإن كانت خطوات بطيئة إلا أنها مضبوطة وموفقة .. ونترك التقييم لكم وللمراقبين . وننظر إلى المستقبل بإيجابية وتفاؤل.
تحالفات جديدة
* أين تقفون من التحالفات السياسية الآنية ¿ وما تصوركم لخارطة التحالفات مستقبلاٍ¿
– نحنْ نقف على مسافة واحدة من كل الأطراف ونتفق مع من يقف مع المصلحة الوطنية العليا ويغلبها على المصلحة الحزبية والشخصية والتحالفات الآنية فنحنْ في تحالف ثوري مع “أنصار الله” وعدد من القوى الثورية الوطنية والعديد من الأحزاب الثورية (المعارضة) والحركات الثورية وقد يتطور هذا التحالف الثوري الوطني وينتقل إلى تحالفات استراتيجية في حال تم الاتفاق وكانت المصلحة الوطنية بالدرجة الأولى هي القاسم المشترك .. لكون التحالف تحالفاٍ برامجياٍ وتصورنا للتحالفات السابقة ينطلق من إدراكنا الحقيقي لواقع هذه التحالفات من حيث الزمان ومع عدم التشكيك بالبعض كانت أقرب إلى المصلحة الحزبية والشخصية وبعيدة إلى حد ما عن الوطنية بمعنى أوضح أما مادية أو للمزايدة أو من أجل إزاحة أو التخلص من شخص بعينة وبحسب اعتقادي ولما سبق ذكره لم تعد (التحالفات السابقة) مناسبة نظراٍ للمتغيرات التي حدثت وظهور قوى أخرى وناشئة في جنوب الوطن وشماله . وبالتأكيد ستظهر تحالفات سياسية جديدة نظراٍ لطبيعة المرحلة, والانتخابات ستفرض هذا لاشك وما نسمعهْ من تقارب هنا وهناك واختلاف بين هذا وذاك خير دليل .. ومن البديهي أنه بعد كل ثورة أو حراك يحصل مثل هذا التقارب والتباعد.
أحزاب شابة
* كيف تنظرون إلى واقع الشباب والمرأة في الأحزاب السياسية عموماٍ والناشئة خصوصاٍ وحزبكم تحديداٍ¿
– إن تسمية حزبنا كحزب شباب العدالة والتنمية ليس للقول والمزايدة وإنما للفعل والعمل والدليل على ذلك أن قيادة الحزب كاملة من فئة الشباب .. ويختلف موقع الشباب في الأحزاب من حزب إلى آخر هذا بشكل عام.
على سبيل المثال الأحزاب القديمة التقليدية معظم قيادتها وبنسبة لا تقل عن 90% هم من الجيل الأول كبار السن, وقد شاخت أحزابهم بشيخوختهم وبالنسبة للأحزاب الناشئة باستثناء الأحزاب المفرخة والدينية فإن كل قياداتها شابة وجوه جديدة . أما المرأة فنؤمن أنها نصف المجتمع فهي الأم والأخت والزوجة وقد أعطيناها مساحة في مختلف أجهزة الحزب العليا تصل إلى نسبة 30% وقد تكون ضئيلة لكننا مع أن تحصل المرأة على 50% في كل أجهزة الأحزاب ومؤسسة الدولة .
انعدام الثقة
* ما هي أهم المعوقات الماثلة أمامكم كحزب سياسي بشكل مقتضب¿
– أهم المعوقات التي نواجهها هو الواقع السياسي الراهن وغياب الوعي السياسي والثقافة السياسية مما أنتج اتساع الفجوة بين القيادة وقواعدها وانعدام الثقة بين الجماهير وقيادة الأحزاب, نتيجة للممارسات غير الإيجابية من القيادة الحزبية التاريخية في السابق, حيث تم تشويه الأحزاب السياسية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حتى أصبح المواطن غير واثق في رجال السياسة, بل أصبح المواطن يعزف عن الانتماء إلى الأحزاب نتيجة للأكاذيب وعدم تطبيق الديمقراطية داخل صفوف هذه الأحزاب, وكذا عمل الأحزاب الموسمي بحيث أصبح المواطن يحس أنهْ لا يتم التواصل معه إلا عند الانتخابات ولذلك أصبح هناك أزمة ثقة بين قيادة الأحزاب والجماهير . وأيضاٍ من المعوقات الوسائل الإعلامية بشكل عام حيث نواجه تحدياٍ كبيراٍ لدرجة أنه لا يتم تغطية فعاليتنا إلا بصعوبة أو إذا كانت الفعالية تتناسب مع هذا أو ذاك كما نعاني من الموارد المالية المعدومة كوننا لا نمتلك أي موارد سوى ما نحصل عليه من اشتراكات الأعضاء فقط .
ضبابية مخيفة
* رؤيتكم للمشهد السياسي الراهن والمتغيرات ¿
– المشهد السياسي يمر بضبابية مخيفة .. ظهور قوي بشكل سريع ومخيف وظهور قوى أخرى بشكل مفاجئ وكثرة التجاذبات والاستقطابات هنا وهناك .. وتدخل دولي وإقليمي .. وغياب الضمير الوطني لدى الكثير من النخب..
* إذن.. ما تصوركم لمخرجات هذا الشهد وملامح المستقبل السياسي للبلاد¿
– المستقبل السياسي للوطن سيكون أفضل وهذا تفاؤل من قبلنا كحزب سياسي شارك في ثورة 21 سبتمبر المباركة وستنتصر للإرادة الشعبية مهما كانت المعوقات . ونتمنى أن يتم الإسراع في استكمال صياغة الدستور النهائية وطرحه للاستفتاء في أسرع وقت مع أن هناك إشكالية كبيرة وهي السجل الالكتروني الذي ندرك أنه نقطة التحول الجديدة ولهذا فالقوى السابقة تماطل في تنفيذه لأنها ستتضرر من السجل الإلكتروني الذي يمنع التزوير. لذا نؤكد على ضرورة إعادة هيكلة اللجنة العليا للانتخابات بحيث تشارك فيها كافة القوى السياسية لضمان الشفافية وعدم التزوير. كما نتمنى أن تفكر كافة القوى السياسية في الاتجاه نحو الانتخابات ورفع المصلحة الوطنية العليا.

قد يعجبك ايضا