استطلاع/ محمد راجح –
تشهد اليمن منذ مطلع العام 2011 م سلسلة طاحنة من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والمعيشية ألقت بظلال قاتمة على حياة المواطن اليمني وحدت من قدراته الإبداعية والإنتاجية والمعيشية وأثرت بشكل كبير على القدرات البشرية للناس من شتى النواحي.
وقد حان الوقت للاهتمام بالمواطن والنظر للواقع الصعب الذي مر به ويمر به والأهم تركيز الجهود لإعادة بناء الإنسان اليمني في التفكير الإيجابي.
وطبقا◌ٍ لخبراء في التنمية البشرية وعلم الاجتماع فإن تراكم الأزمات المتوالية كونت طبقة كثيفة من اليأس والإحباط لدى المواطن اليمني تتطلب جهودا◌ٍ حثيثة من الحكومة وكافة شرائح المجتمع لإعادة هذه الثقة المفقودة للإنسان في هذه البلد.
يرى الدكتور محمد بشير العزي أستاذ علم الاجتماع أن هناك أولويات يجب أن تتركز عليها السياسات القادمة للحكومة أو للقطاع الخاص أو لمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والثقافية تتمثل في إعادة الثقة للإنسان اليمني.
ويؤكد أن الحاجة الإنسانية للمواطن اليمني تتطلب إجراء حقن تنشيطية تدفع بهم للتفكير والعمل الايجابي.
ويشدد على أن الظروف القاسية التي مر بها المواطن اليمني أثرت بشكل ملحوظ على مستوى تفكيره ونظرته للواقع وكيفية التعامل معه ولهذا يجب أن تعي الحكومة وكافة الجهات المعنية هذه الوضعية النفسية والمعيشية والصعوبات الجمة التي خلفت آثار سلبية على الحياة اليومية للمواطن اليمني .
قدرات
يتميز الإنسان اليمني بقدرته على الصبر على المعاناة وتحمل المشقات بإرادة وثبات بالإضافة إلى تأقلمه السريع مع الأحداث الأمنية والأزمات الطارئة في شتى المجالات.
ويقول فؤاد عبدالله الحمامي مدرب تنمية بشرية أن الإنسان اليمني تعرض لهزات عنيفة أثرت على حياته اليومية وخلقت اختلالات عميقة في طريقة تفكيره وإدارته لشئون حياته اليومية والمعيشية أو في التعامل مع أعماله وأنشطته.
ويشير إلى حدوث تشويش كبير في حياة المواطن اليمني الذي وجد نفسه مجبرا◌ٍ في التعامل مع أعباء معيشية مضاعفة وسط كتلة ضخمة من الإحباط واليأس تولدت فيهم وحدت من قدراتهم العقلية وفي عملية تدبير وتسيير حياتهم اليومية
ويضيف: التغير الآن يتطلب اعادة الثقة للمواطن وبناء قدراته البشرية والإنتاجية وبناء الإنسان بشكل صحيح وفقا◌ٍ لمتطلبات المرحلة القادمة التي تتطلب تفكير إيجابي وخلق مجتمع متعايش ومنتج.
إشكاليات
يشدد خبراء على أن كل الإشكاليات والاختلالات في التعليم وغيرها معروف أن سببها الإنسان وهي من صنع الناس وليست قدرا◌ٍ محتوما◌ٍ ¡ وطبعا هؤلاء الناس إذا تم ترشيد طريقهم وسد المسالك التي تؤدي إلى هذه الاختلالات فسنرسم طريقا◌ٍ جديدا◌ٍ وخطا◌ٍ سليما◌ٍ نستطيع من خلاله أن نصل إلى الأهداف المرجوة.
وتقتضي الضرورة في هذا الجانب التخلص من الإهلاك الذي سلب الكثير حقوقهم وكذا يجب إعادة الحق إلى نصابة بإيجاد الكفاءات التي تستطيع أن تحقق على أيديها تنمية شاملة ومستدامة.
وبحسب الاخ فؤاد فإن التنمية البشرية هي جزء من العملية التنموية بشكل عام بل هي أساس التنمية ولهذا عندما ترى القصور في جميع المؤشرات فاعرف أن بوابتها هذا الإنسان الذي لم ينال العناية الكافية ولم يحصل على مستوى مناسب من التعليم والتدريب وبالتالي هو مؤشر خطير على البناء والتقدم.
ويقول : لدينا مشاكل عميقة في التعليم و مشاكل في المعلمين وأيضا في الطاقات الاستيعابية للتعليم وغيرها من المشاكل التراكمية
ويضيف: لدينا مشاكل في النمو السكاني تزيد على 3% سنويا وهناك ضعف في الموارد وفشل وترهل كبير في الإدارة. ومشكلتنا أن مسئولين رافضون الاعتراف بفشلهم ولازالوا يعتبرون أنفسهم عباقرة¡ ويؤكد أن لدينا شعب نموذجي ومنتج وقابل للتعلم والتأهيل وهو بحاجة لمن يأخذ بيده ويوعيه ويؤهله في شتى مناحي الحياة.
ويصف الموارد البشرية بأنها أهم من الموارد الأخرى وينبغي أن يكون هناك اهتمام خاص على رأس الاولويات الحكومية خلال الفترة القادمة للتنمية البشرية والتعليم بمختلف مراحله.
خلاصة
يخلص الخبراء إلى نتيجة هامة يجب أن لايفقدها المواطن اليمني تتمثل بالتفاؤل لأنه هو الذي يقودنا للإنتاج الفعلي الايجابي وهو الذي يجعلك متفاعلا◌ٍ في الحياة .
¡ مشيرين إلى أن الكثير من الشباب مع الأسف عندما يحبط في موقف تتراكم لديه الاحباطات ثم يعالج هذه الاحباطات بوسائل تؤدي إلى إحباطه بشكل أكبر.
¡