في الذكرى الثانية لعملية الـ7 من أكتوبر 2023م وانطلاق معركة طوفان الأقصى المباركة، نسأل الله تعالى الرحمة والرضوان لأرواح جميع الشهداء الأبرار، والفرج والنصر لجميع المجاهدين والمستضعفين وفي مقدمتهم شعب غزة الأبي المؤمن الشجاع، إنه على كل شيء قدير.
لقد جهد العدو المجرم وداعموه وحرص كل الحرص على أن يجعل من هذه المناسبة ذكرى للهزيمة والنكبة والنكسى -كما اعتاد في صراعه مع العرب- حتى لا يفكر أو يحلم أحد -مستقبلا- بأي عمل ضد كيان الاحتلال، إلا أن هذا اليوم التاريخي المجيد، بهذا الصمود والثبات الجهادي لعامين كاملين متصل ليلها بنهارها قد أعاد كيان الاحتلال المجرم إلى ما قبل48، وأفشل كل أهدافه، وحطم كل أحلامه، وخيب كل آماله في ابتلاع الأرض المقدسة، ووأد القضية وتصفيتها، وها قد سجل وخلد هذا اليوم والذكرى للحرية والعزة والإرادة والاقتدار والانتصار بأحرف من نور.
إن هذه المناسبة والذكرى تمثل أول انطلاقة جهادية صحيحة للإخوة المجاهدين الفلسطينيين على طريق تحرير القدس وفلسطين من اليهود الصهاينة، وجعلت كيان العدو المجرم يشعر حقيقة أنه على طريق الزوال والانهيار بعد عقود من الاحتلال، ومواجهته بالانتفاضة الشعبية، والحجارة، والأعمال القتالية المحدودة.
لذا نعتبر معركة طوفان الأقصى أول انطلاقة جهادية فاعلة، وأول خطوة صحيحة على طريق التحرير الشامل، ولن يكون ما بعدها كما قبلها إن شاء الله، لأن في الجهاد والقتال في سبيل الله كل الخير، مهما كانت النتائج والتضحيات، وهو ما أكده الله في آيات كثيرة بقوله: (ذلكم خير لكم)، بعد كل حديث عن الجهاد وأهميته وضرورته، بهذا المنطق والمنطلق.. منطلق الخيرية والمصلحة الشاملة.
صحيح أن التضحيات كبيرة وجسيمة، ولكن هذا أصبح شيئا ضروريا في مواجهة هذا العدو المجرم المتغطرس الفاسد، الذي لن يندحر إلا بهذه التضحيات التي يتطلبها التحرير الكامل، ويفرضها الأمر الواقع، وإنما المطلوب هو المزيد من الثقة والصبر والثبات والاستمرار في هذا العمل الجهادي العظيم الذي عاقبته النصر المحتوم بتحرير كل فلسطين، وهزيمة كل اليهود الصهيانة شر هزيمة إن شاء الله، ذلك وعد الله، إن الله لا يخلف الميعاد.