النفايات.. مورد مهجور وخير مهدور !!



أم محمد” أم لثلاثة أطفال وزوجة لعامل بسيط. قبل ساعة من بدء المدرسة قالت أنها وأطفالها انتشروا في الشوارع لجمع زجاجات وقوارير المياه والبيبسي حتى تبيعها لتشتري بثمنها طعاماٍ لأطفالها عند ذهابهم إلى المدرسة. بذلت أم محمد قصارى جهدها لإقناع تاجر الخردة لشراء الزجاجات والقوارير لكنها فشلت لأنهم توقفوا عن تصدير النفايات.
في النهاية أم محمد تركت خلفها كيساٍ من النفايات التي جمعتها لعدة أيام من دون أي عائد يفيدها.
أم محمد هي واحدة ممن يقومون بجمع النفايات الصلبة. ومع ذلك فإنها لا تعرف قيمة هذه النفايات.
الكثير من البلدان تقوم بحماية بيئتها وتستفيد في نفس الوقت من النفايات عند تحويلها من خطر يهدد البيئة والمجتمع إلى عنصر مفيد اقتصاديا. والإمارات العربية المتحدة والسويد وألمانيا هي نماذج رائعة لإعادة تدوير النفايات واستخدامها في إضاءة المنازل والأسمدة العضوية والعديد من الأشياء المختلفة الأخرى.
تدوير النفايات مورد اقتصادي هام وبيئي أيضاٍ .. لايزال مهملاٍ في بلادنا واسترعى اهتمام ثلاث فتيات “آية حنش و إيمان الشهاري وفاطمة الشهاري” ضمن دورة تدريب لبناء المهارات القيادية للشباب تلقينها في مركز اللغات العالمية للفتيات وتشمل طرق البحث العلمي ومهارات المشاركة المجتمعية وبحثن فيه وخلصن إلى معلومات قيمة.
اليمن يعاني من الانفجار السكاني مصحوبا بزيادة في كمية النفايات. يتم التخلص من النفايات من خلال حرقها أو تصديرها إلى الخارج ولكن لا يتم إعادة تدويرها. فرز المخلفات هو أفضل طريقة للتخلص منها وذلك يتم بعد جمعها وفصلها من المصانع في اليمن. ولكن للأسف هذه المصانع قد توقفت بسبب أزمة الديزل.
مصنعان وحيدان
يوجد في اليمن اثنان فقط من مصانع إعادة التدوير وهي موجودة في عدن . وقال غالب حيدر وهو تاجر خردة :أن هناك 350 مكاناٍ لكبس المعادن وفرم البلاستيك وكل ساحة تضم 100 عامل. كذلك يوجد نفس المكان في الـ21 محافظة. وقد توقف عملهم ” تصدير النفايات “. “قبل ستة أشهر أخذنا 40.000طن من النفايات إلى عدن ولكن تم رفضها بسبب عدم وجود وقود {الديزل} وقال حيدر كان من المفترض أن تذهب إلى كراتشي والهند .”
وأضاف حيدر ان النفايات التي يبيعونها مقابل 300 دولار للطن. وقال حيدر ان الحكومة لا يمكنها شراء النفايات و في الوقت نفسه لا يمكن تصدير النفايات. “لدينا سوى اثنين من المصانع في عدن اليمن بازرعة وعاطف وأنها مفتوحة وفقا لمصالحهم. اشترى غالب آلة بـ30 مليون ريال ويعمل بها خمسون عاملاٍ لتشغيلها ولكنهم الآن قد توقفت ولذلك خسروا معيشتهم.
150 ألف بطالة
ووفقا لعبد الله سنان وهو تاجر الخردة المعدنية 150.000أسرة تعيش على دخل ناتج من بيع الخردة المعدنية ولقد فقدت الآن المصدر الوحيد للدخل. “إعادة تدوير النفايات هو السبب وراء ولادة جديدة لنهضة تركيا وأتساءل لماذا اليمن لا يمكن أن تكون مثل تركيا¿ توقف تصدير النفايات سيؤدي الى تأثر اقتصاد اليمن. على الحكومة أن تولي اهتماما لتدوير المخلفات لأنها أفضل وسيلة للتخلص من البطالة والفقر بين المواطنين اليمنيين “.
رسالة سنان إلى وزير الصناعة ورئيس الوزراء هو أنه يجب فتح المصانع وإضافة أكثر من مصنع لإنعاش الاقتصاد في اليمن أو فتح ميناء للتصدير. “إن تراكم النفايات له آثار سلبية على البيئة والحل الوحيد هو بناء المصانع.”
ماهية التدوير
إعادة التدوير هي عملية لتغيير مواد النفايات إلى منتجات جديدة لمنع هدر المواد التي يمكن أن تكون مفيدة والحد من استهلاك المواد الخام الطازجة والحد من استهلاك الطاقة والحد من تلوث الهواء وتلوث المياه عن طريق تقليل الحاجة للتخلص من النفايات وانخفاض الغازات المنبعثة الضارة والناتجة من إنتاج البلاستيك. إعادة التدوير هو عنصر أساسي للحد من النفايات وهو العنصر الثالث للنفايات من التسلسل الهرمي لتخفيض النفايات .
منافع بيئية
إعادة تدوير طن واحد من المخلفات الورقية يساعد في الحفاظ على 17 شجرة و700 جالون من الماء , كذلك إعادة تدوير علبة ببسي واحدة سيوفر لنا كمية من الكهرباء كافية لتشغيل حاسوب أو تلفاز 3 ساعات , وفي الواقع نوع PET من البلاستيك يستخدم في صناعة القمصان والكنزات الصوفية والجوارب من خلال إعادة تدويره .
أكثر من هذا أن الدول الصناعية تولد الكهرباء باستخدام النفايات. على سبيل المثال: تستخدم أوروبا 12.7% وتستخدم بريطانيا 18% وتستخدم السويد 65% من القمامة وذلك لإنتاج طاقة بديلة عن المواد البترولية.
لذلك ” نحن نريد أن نشجع الناس على إعادة تدوير المخلفات لما له العديد من المزايا”. أولا: يساعد على تنظيف البيئة وبلدنا, ثانيا: يقوم في زيادة الاقتصاد والدخل, ثالثا: يقضي على البطالة والفقر.
وفي الختام.. يبقى التأكيد على أن إعادة التدوير يساعد على حماية البيئة ويحافظ على الموارد الطبيعية ويوفر الطاقة ويخلق فرص عمل. وعلى ذلك نحن نوصي جميع الشعب اليمني أن يقوموا بإعادة تدوير المخلفات سواء على مستوى الفرد أو الجماعة وذلك لتحسين اقتصاد اليمن.

قد يعجبك ايضا