لأن إسرائيل عجزت عن إلحاق الهزيمة بحزب الله أو اجتثاثه، فإن أمريكا ستقوم بما عجزت عنه إسرائيل بتعيين حكومة لبنانية أمريكية الهوى تمارس الضغوط عليها لتجريد حزب الله من السلاح بمبررات تقدم نظرياً تبريرات ليست واقعية ولا تراعي أو تخدم مصالح لبنان، بل تصب لصالح الكيان الصهيوني وذلك ما تريده أمريكا..
بالمقابل فإن طوفان الأقصى وثقله القيادي «حماس»، أعاد الحياة للقضية الفلسطينية عالمياً بشكل مزعج للكيان ومحرج لرأس الإجرام عالمياً «أمريكا»..
ويعنينا هنا أن حركة الشعوب عالمياً تلقائية وبريئة في أوروبا وأمريكا وكل أو معظم بلدان العالم، وأصبحت أمريكا وبريطانيا في مشكلة كيف تحتويان هذه الحركة الشعبية المتزايدة وتلعبان على هذه الشعوب وبعد ذلك تمارسان استنساخ اللعبة في لبنان بتطوير يراعي الفارق بين الحالتين اللبنانية والفلسطينية..
اللعبة في لبنان ترتكز على نزع سلاح المقاومة، أما في الحالة الفلسطينية، فترتكز على استبعاد واجتثاث واقتلاع حماس..
وكل ما يتفرع من أرضية هذه المرتكزات سيتحول إلى ألعاب يستعملها الغرب الاستعماري الإمبريالي لصالح المشاريع الصهيونية مثل الشرق الأوسط الجديد أو إسرائيل الكبرى أو غير ذلك، والأهم إلى جانب ذلك هو الاحتواء للدعم العالمي الشعبي للقضية الفلسطينية وإهلاكه..
مثلما يقولون إن حزب الله يرفض تسليم سلاحه كمبرر للعالم، فسيقولون إن حماس هي من عطلت حل الدولتين ومنعت وصول الفلسطينيين إلى دولتهم المستقلة، وكل ما يعمل ويعتمل في هذا الصدد هو للوصول إلى هذه الغائية ورمي المسئولية على حزب الله وحماس، مع أنه في الأساس يستحيل أن يأتي أي خير للبنان أو لفلسطين القضية من خلال أمريكا وبريطانيا وفرنسا أو غيرها..
حتى الأنظمة العربية المتصهينة والمطبعة من فوق أو من تحت الطاولة، تحتاج بقوة إلى مسرحية عالمية، توصل إلى تحميل حزب الله وحماس المسؤولية، بل وسيقال إن المقاومة أفشلت جهود هذه الأنظمة التي كانت قدمت الدولة الفلسطينية للشعب الفلسطيني وعلى طبق من ذهب، وحين يقول «النتن» إن الاعتراف بدولة فلسطينية هو تهديد وجودي للكيان، فذلك مهم في الحبكة لإنجاح المسرحة..
هذا يعني أن الأنظمة العربية المتصهينة المطبعة هي بحاجة لهذه المسرحة ولذلك فإن كل ما يراد هو استعمال عنوان حل الدولتين لاستهداف، بل وتركيع المقاومة ومحور المقاومة، ومن خلال ذلك تنفيذ المشاريع الأمريكية ـ الصهيونية وتكون الأنظمة العميلة قد رمت المسؤولية على المقاومة ومحور المقاومة، وبالتالي يعنينا التفكير في كيفية مواجهة هذه المؤامرة الكبرى..
من جانب مهم في التحولات والصراعات العالمية تسير باتجاه أن تكون إيران هي منطقة الاصطدام للصراعات العالمية..
وبقدر ما يمثل هذا مستوى مرتفعاً من الخطر، فهو يمثل فرصة للمقاومة ومحور المقاومة للانتصار على المشاريع الأمريكية الصهيونية، وبالتالي تظل تتوفر بالتأكيد الإمكانية للاستفادة من الصراعات العالمية، لأن هذه المعركة المفترضة ترتبط مباشرة وعضوياً بالأمن القومي للصين وروسيا ولم يعد من الممكن واقعياً السير في نمطية «سايكس بيكو» جديد وذلك ما يتعاطاه البعض من أرضية الحالة السورية، فالحالة السورية مجرد ورقة تكتيكية من الطريقة التي أرسيت منذ شراكة روسيا في الحرب ضد الإرهاب، فيما إيران ومحور المقاومة هي بوابة الاستراتيجية، بل وبوابة المستقبل للصين وروسيا..
هذا الدور الافتراضي للصراعات العالمية، لا يجعلنا نحتاج إلى دور بأي قدر إزاء ما يحدث أمريكياً وغربياً مع الكيان الصهيوني، وبالتالي هو دور ممكن كحاجية لمصالح حيوية والمستقبل الصيني وروسيا وبمستوى حاجية المقاومة ومحور المقاومة وبما لا يتجاوز ولا يتقاطع مع مصالح الصين وروسيا في علاقتها بأي أنظمة..
النظام الإيراني يعنيني أن أصارحه بأن المشهد العالمي والصراع العالمي تجاوز أن يكون التهديد له ضمن أي سقف للضغوط وكذلك تهديده أو الرد بالتهديد، فالحرب باتت قائمة وهي إلى تفعيل الذروة تسير وتقترب بتسارع..
ولهذا بات على إيران ومحور المقاومة التحشيد والاستعداد بكل القدرات لمواجهة حرب هي مفروضة وتفعيل المواجهة والرد هو خيار تجاوز أي تهديد وأي تهديد مضاد، واللهم إني بلغت!!.