
يرى مراقبون وسياسيون أن الاستقرار السياسي يعد من أهم العوامل الملائمة والمناسبة لتنفيذ الحكومة لمحاور برنامجها وإن عدم التدخل في سير برنامج الحكومة من الاطراف السياسية المختلفة والتزام كافة الأطراف باتفاقية السلم والشراكة للخروج من هذه المرحلة الصعبة والحرجة من تاريخ اليمن الحديث بأمان و البدء الجاد في لملمة البلاد بخطى ثابتة لتتمكن حكومة الكفاءة الوطنية من بدء الخطوات العملية لتنفيذ برنامجها في عملية التنمية والبناء لتحقيق الأهداف المنشودة ,,
الدكتور سالم الوصابي عميد مركز تقنية المعلومات-جامعة الحديدة أوضح بالقول: إن تنفيذ الحكومة لمحاور برنامجها يعتمد على عدة عوامل داخلية وخارجية منها تضافر كل الجهود على المستوى الفردي الذاتي وعلى المستوى الهيئات ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والتنظيمات السياسية وتوافق كل الأطراف السياسية والرغبة الصادقة في الاستقرار والتنمية وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تقوم على احترام وسيادة النظام والقانون.
ومضى يقول: إن هناك بعض العوامل الخارجية التي ينبغي أن تقوم بها بعض القوى الخارجية ممثلة بالأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العشر الراعية وهو الوقوف بحيادية وفي صالح الشعب اليمني من خلال التشجيع والدعم المادي والمعنوي لحكومة الكفاءة الوطنية والوقوف على مسافة واحدة من جميع اطراف القوى ودعم توجه الشعب اليمني في وحدته وأمنه واستقراره وتطلع الشعب الى الأمن والعيش بحرية وكرامة وسلام التي هي من أبسط الحقوق المدنية التي تكفلها جميع الدساتير في مختلف بلدان العالم.
أجواء صعبة
وأما الدكتور أحمد حميد الدين – أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء فيقول : الأجواء صعبة أمام الحكومة لتنفيذ برنامجها ولو نسبة من برنامجها ولكن في رأيي أن تعاون السلطة الرئاسية والمكونات السياسية سيكون له الأثر الإيجابي في نجاح التنفيذ وقد تسهلت امور كثير امام الحكومة بغياب بعض المتنفذين القبليين والعسكرين وضعف الآخرين ويبقى الهاجس الأمني هو الأهم أمام الحكومة
إعادة الأمل
الناشط والإعلامي ثابت الأحمدي : قد تكون اللحظة هذه هي أنسب الأوقات نظراٍ لحساسية الحاجة نفسها فالمواطن اليمني لم يعد يحتمل أكثر مما تحمل ثم إن مباشرة الحكومة عملها دون تأخير يعيد الأمل في نفوس الناس بها ولو في الحد الأدنى لأن ثقة المواطن بحكومته قد تلاشت في الفترة الأخيرة.
ويرى الأحمدي أن على الحكومة وأعضائها ألا ينتظروا الوقت المناسب حد توهم البعض لتنفيذ برامجهم لأن الوقت المناسب نصنعه نحن والفرص يصنعها القادة والوقت المناسب الذي في مخيلة البعض لن يأتي وصدق الشاعر أحمد شوقي حين قال: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا! فاللحظة الناجحة نحن من نصنعها وليست هي التي تصنعنا والفرص هي من صنيعة العظماء الذي يعملون في الظروف الاستثنائية ويصنعون النجاح أما في الظروف الطبيعية فلا فضل لأحد على أحد ولا مجال لمعرفة الناجح من غير الناجح..
محاربة الفساد
من جهته يوضح الناشط الحقوقي علي ناصر الجلعي أن الأوضاع المناسبة لتنفيذ برنامج الحكومة هي تثبيت الأمن والاستقرار وسيادة النظام والقانون وإحلال الأمن والجيش للقيام بواجبهم لحفظ الأمن وتعزيز النظام والقانون ومحاربة الفساد وتعزيز الشفافية والنزاهة والعمل بمعيار الكفاءة والنزاهة في التعيينات الحكومية وابتعاد القوى السياسية عن عمل الحكومة والتدخل في أعمالها دون أي مسوغ قانوني لهذه التدخلات
إحلال القانون
وأما المحامي نشوان يوسف الريمي فيرى أنه لن تتحقق اي اجواء مناسبة تعين الحكومة في مباشرة مهامها في ظل هذه الاضطرابات الأمنية , وأنه لا يخفى على أحد أن هذه المرحلة من الصعب المراحل التي تواجه الحكومة في تنفيذ برنامجها ولكن الصعب لا يعني العجز التام ومع وجود كل العوائق والمعضلات التي قد تكون من أهم المصاعب التي ستقف ضد كل نجاح اولا
مؤكدا على ضرورة استبعاد كل الفاسدين والمفسدين من أجهزة الدولة العليا واحترام القانون والإنسان المواطن وتقديس كرامته بمواطنة متساوية لا تستثني احداٍ وتنطبق أحكام القانون ونصوصه واستعادة هيبته التي نزعت ممن يروا أنفسهم أنهم من صنعوا القانون ووضعوا نصوصه بالإضافة إلى استعادة مؤسسات الدولة وممارسة سلطاتها وفقا للدستور وبالأخص المؤسسة الأمنية والعسكرية وتطبيق مبدأ الشفافية والنزاهة لدى أعضاء الحكومة في جميع تعاملاتهم خصوصا مع المال العام مع وجوب العمل بروح الفريق الواحد بعيدا عن أي انتماء حزبي أو تعصب مذهبي وطائفي والفئوي وتمثيل المواطن والشعور بالمسئولية نحو هذا الوطن وتمكين الأجهزة الإدارية والأمنية من أداء وظائفها وممارسة مهامها وفرض هيبة الدولة وسيادة القانون على كل شخص دون تمييز أو تفرقة لأي سبب كان.
أهداف وطنية
من جانبه يقول الناشط خالد إسماعيل القدسي : هناك نخبة اجتماعية في كل منطقة فإذا لم يوجد توجه سياسي للدولة بتوعيتهم بمخاطر المرحلة رسميا وتحميلهم مهام محددة ويقومون بتحديد اهداف وطنية لهم لابد أن يعملوا على تحقيقها خلال الفترة المقبلة من خلال تواصلهم وتأثيرهم على مجتمعاتهم المحلية بمساندة وسائل الإعلام المتنوعة لهذا التوجه وترويجه ترويجاٍ مناسباٍ وجذاباٍ ومقبولاٍ فالمجتمع مسلوب الامكانيات والحكومة كي تنجح لابد أن تركز على تطبيق مخرجات الحوار في كل المجالات.
