رداع.. الطفولة في مواجهة تجار الحروب

لم تكن فتيات رداع المغدورات يعرفن شيئا عن الرافضة والشيعة ولم يكن يعرفن أيضا ماذا تعني داعش, لكن تجار الحروب كانوا هناك يمارسون لعبتهم المفضلة في إراقة الدماء وزهق الأرواح حتى لو كانت طيور الجنة التي تشهد لربها وتشكو وحشية الإرهاب والتطرف.
لقد كانت طالبات مدرسة الخنساء في رداع يحلمن بصباح مشرق وجميل, يحملن حقائبهن في أمان الله, لكن القتلة المأجورين كانوا هناك مصرين على مصادرة أحلامهن التي زهقت.
لقد اختلطت الدماء بأوراق المستقبل, وهذا أكبر دليل على أن أبناء شعبنا, خاصة الأطفال منهم, لا يزالون في مرمى العنف, لا يزالون في مرمى الحماقات وثقافة الكراهية طالما وأن مناهجنا الدراسية ومساجدنا ومؤسساتنا التعليمية الجامعية لا تزال مكبلة بمفردات التعصب والتشدد ومقيدة بالجهاد, تلك الكلمة المطاطية التي للأسف تم تجييرها لحرية أعداء الحياة عندما ظلت ولا تزال تحتل أكثر من تفسير. . ورغم فداحة الجريمة وبشاعة العقل الذي ارتكبها إلا أن معطيات الراهن تدل على أننا سنكون على موعد مع جريمة أخرى وقد تكون أشد بشاعة ودموية طالما غابت مؤسسات الدولة عن القيام بدورها, وطالما استمر البعض في ممارسة كل الجهود من أجل إذابة الدولة ومنعها من ممارسة مهامها وإخفاق مؤسساتها الأمنية والعسكرية والسماح باستمرار الفساد وممارسته في أجهزة الدولة المختلفة, ستظل في هاوية سحيقة, وهذا ما يؤكد أهمية بلوغ لحظة وجود الدولة المدنية الحديثة مع معرفتنا أن بلوغها حلم صعب المنال, لكن بحكمة اليمنيين وحرصهم على وطنهم سيحدث الوصول إلى اللحظة التاريخية التي ستكون – بدون شك – انعتاقا من كل ما يعانيه شعبنا ووطننا.
وعلى الدولة – خاصة بعد حصول حكومة الكفاءات على ثقة البرلمان – أن تقترب من هموم الناس, وأن تعمل بروح الفريق الواحد, وأن تعرف أن ما يجمعها أكثر مما يفرقها, مع أهمية تعاون جميع القوى السياسية وقيام وسائل الإعلام برسالتها وفق المصالح الوطنية العليا وبما يعزز توعية المجتمع والاستفادة من جهوده من أجل الوصول إلى النجاح من أجل المشروع الوطني الكبير, وهو مشروع الوحدة والثورة والجمهورية والتنمية والاستقرار.

قد يعجبك ايضا