تقر صحيفة “غلوبس” العبرية بأن القوات المسلحة اليمنية تغيّر أساليب عملياتها الهجومية ضد الكيان “الإسرائيلي”، بصورة تكشف دائما عن هشاشة منظوماته الدفاعية. الصحيفة أيضا أكدت أن اليمن صار يمثل تهديدًا متزايدًا على عمق العدو.
الأسبوع الماضي دخل مطار “رامون” دائرة الاستهداف في تصعيد آثار قادة الغرف المغلقة داخل الكيان وفي واشنطن، وكان المثير في العملية اليمنية حسب الإعلام العبري ونُخب الكيان، عسكريين وخبراء، أن تنجح طائرة مسيَّرة في اختراق الدفاعات وتضرب مطار “رامون” بشكل مباشر ودون سابق إنذار.
كما وفي عين الوقت حلّقت مسيَّرة يمنية أخرى في أجواء فلسطين المحتلة لمدة نصف ساعة كاملة، دون أن يكون لدفاعات العدو ذات الطبقات المتعددة كلمة. وهو ما وصفه الإعلام العبري بالتحدي النوعي والمتصاعد.
تأتي عملية استهداف مطار “رامون” ضمن التوجه المعلن للقوات المسلحة اليمنية بفرض حصار جوي على مطارات العدو، وقدرتها على تنفيذ ذلك يجعل من الكيان الإرهابي مثار سخرية عالمية، فهو الذي صنع بمشاركة أمريكية كذبة “القوة التي لا تقهر” ثم تماهى معها، و”عاش الجو” كما يُقال، لتنجح القوات اليمنية بصفعه وإيقاظه من الوهم.
صحيح أن ما كشفته مواجهة عامين مع المجاهدين الفلسطينيين ومحور المقاومة، أن الكيان المحتل قابل لتلقي الضربات وقابل للوجع وقابل للهزيمة، إلا أن المثير أن تتضح هشاشته بهذا المستوى المفاجئ، إلى درجة العجز المشهود عن رد طائرة مسيَّرة أو صاروخ باليستي قادم من على بعد أكثر من الفي كيلو متر، وهو الذي يمتلك أقوى نظام دفاع جوي في العالم بطبقات خمس.
لذلك وبإقرار الإعلام العبري والنُخب الصهيونية على اختلاف جنسياتها، فان العدو قد تبدّل في وضعيته بين ما كان وما صار عليه، وأصبح اليمن يمثل مصدر تهديد استراتيجي حقيقي قادر على “ضرب” أهدافه الحساسة وتوليد الأثار والتداعيات الموجعة له على مختلف الصُعُد السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، دون أن يكون بمقدوره فعل شيء.
“المعادلة في صالح اليمنيين”، إلى هذا يخلص الوسط الصهيوني اليوم، ففضلا عن العجز الشامل في تفعيل الدور الذي صُممت لأجله الدفاعات الجوية، فإن “تكلفة تشغيل الطائرات المقاتلة والمروحيات لمطاردة المسيّرات تفوق تكلفة السلاح اليمني البسيط” حتى مع ذهاب العدو إلى الاستعانة بـ”تقنيات الطيف والحرب الإلكترونية لتعطيل اتصالات المسيّرات”، يبقى الفشل حليف الكيان الصهيوني، بينما يستمر السلاح اليمني في مساره وصولا إلى الهدف وتمريغ انف الغطرسة الصهيونية في التراب.
يقدم التحرك العملي لليمن في مواجهة الكيان الصهيوني وإعلانه معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” النموذج على إمكانية ردعه، والأمة قد باتت بحاجة أكيدة للتحرك مع استمرار العدو لارتكاب الحماقات، ونشر شروره شمالا وجنوبا. فالمنطقة مرشحة لأن تتلقى تجاوزات أكثر منه على طريق “إسرائيل الكبرى” المزعومة.
والأسبوع الماضي شهد العالم نموذجا للطبيعة العدوانية لهذا الكيان مع ممارسته للعربدة والبلطجة في أكثر من اتجاه، فضرب الأسطول القادم لكسر الحصار عن غزة في تونس واستهدف سوريا وقصف لبنان، ثم سعى إلى اغتيال قادة حماس في قطر بهجوم “جبان” وغادر، ليتبعه استهداف تجمع سكني ومقرات صحفية في صنعاء ومكاتب حكومية خدمية في الجوف خلف (46) شهيداً وأكثر من (160) جريحاً وجميعهم من المدنيين.
لأجل ذلك كان من الطبيعي أن يكون هناك تحرك بحجم هذا التحدي المتجسد بوجود الكيان الصهيوني في المنطقة والذي يمثل خطرا فادحا على الأمة العربية والإسلامية لا بد من القضاء عليه.