تسونامي الرفض الدولي يطوِّق الكيان الصهيوني

 

الثورة   / عواصم/ وكالات

وصفت وسائل إعلام عبرية المشهد الدولي الراهن بأنه «أحد أحلك فصول القرن الحادي والعشرين»، في إشارة إلى ما اعتبرته موجة تسونامي سياسية تتصاعد ضد العدو الإسرائيلي، جعلته في حالة «دولة منبوذة» على الساحة العالمية.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن الانتقادات غير المسبوقة التي تتعرض لها تل أبيب منذ 7 أكتوبر 2023 آخذة في التصاعد مجددًا، إذ اتهمها الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى صراحةً بارتكاب «إبادة جماعية»، فيما اتجهت بلجيكا إلى تبني الاعتراف بدولة فلسطينية على خطى فرنسا، بينما شنت إسبانيا هجومًا دبلوماسيًا على شركائها بسبب موقفهم من الحرب على غزة.

مقاطعة شاملة

لم تقتصر تداعيات الإبادة الجماعية في غزة على السياسة والدبلوماسية، بل امتدت لتطال حياة الإسرائيليين اليومية، حيث تصاعدت حركة المقاطعة العالمية بشكل واسع. فقد شملت مؤسسات اقتصادية وتعليمية وسياحية ورياضية، وبدأت فنادق أوروبية شهيرة برفض استقبال سياح من إسرائيل، بينما طالت المقاطعة أيضًا ملاعب كرة القدم والفعاليات الرياضية.

وتوضح الصحيفة العبرية أنّ هذه الموجة الواسعة من الرفض تعكس التحول العالمي العميق تجاه الاحتلال منذ 7 أكتوبر، الأمر الذي بات يهدد ليس فقط سمعة إسرائيل بل مستقبل اندماجها في الاقتصاد العالمي.

تضييق الخناق

وفي تقرير آخر لصحيفة التايمز البريطانية، اتضح أن عددًا من الفرق الأوروبية تواصلت بالفعل مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» لمعرفة سبل تجنب مواجهة الأندية الإسرائيلية. ورغم نفي الاتحاد تلقيه طلبات رسمية، إلا أنّه أقر بوجود مخاوف متزايدة لدى إدارات الأندية والجماهير مرتبطة بالسلامة العامة وإمكانية اندلاع مظاهرات غاضبة ضد إسرائيل.

وكان رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكسندر تشيفرين قد فتح الباب أمام احتمالية استبعاد «إسرائيل»، وهو تصريح غير مسبوق على هذا المستوى.

إلى ذلك منع منظمي مسابقة شطرنج دولية في إسبانيا المشاركين الإسرائيليين من اللعب تحت علم الاحتلال، وألزموهم بالظهور تحت راية الاتحاد الدولي للشطرنج، ملوّحين باستبعادهم في حال الرفض، وذلك كخطوة منددة باستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.

وفي هولندا تجمع متظاهرون أمام بلدية روتردام احتجاجًا على مشاركة فريق «إسرائيلي» في بطولة أوروبا للبيسبول، مشيرين إلى أن الرياضة تستغل لتبييض جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين، وداعين إلى استبعاده من المحافل الرياضية الدولية.

أما في إيطاليا، فقد دعت رابطة مدربي كرة القدم إلى تعليق عضوية «إسرائيل» دوليًا، فيما قرر الاتحاد النرويجي التبرع بعائدات مباراته القادمة ضد المنتخب «الإسرائيلي» لصالح غزة، ما شكل ضربة سياسية ومعنوية قوية للاحتلال.

على المستوى السياحي، كشفت القناة 13 العبرية عن تصاعد غير مسبوق في رفض الفنادق الأوروبية استقبال السياح الإسرائيليين. ففي زيورخ بسويسرا ألغى فندق حجوزات عائلة إسرائيلية مبررًا ذلك برسالة صريحة: «شعبك سرق أرض الفلسطينيين ويتقدم مثل هتلر، أنت غير مرغوب بك في أي مكان بالعالم».

وفي مدينة سالونيكي باليونان، ألغى فندق آخر حجوزات لعائلة إسرائيلية «، بينما في صربيا وجورجيا وصلت رسائل مباشرة للسياح مفادها: «نحن لا نستقبل الإسرائيليين».

أمام هذه الموجة العالمية المتصاعدة تزداد التوقعات داخل الكيان الصهيوني بأن هذه الظاهرة ستتوسع أكثر، خاصة أن حكومة الكيان وجهت تحذيرات لرعاياها بعدم الإفصاح عن هويتهم في الخارج لتجنب المواقف العدائية. وبذلك تبدو «إسرائيل» عالقة في عزلة عالمية خانقة، إذ تواجه في وقت واحد . اتهامات بالإبادة الجماعية، وضغوط سياسية متصاعدة، ومقاطعة اقتصادية وسياحية ورياضية وعلمية تهدد مستقبلها ككيان مقبول على الساحة الدولية.

قد يعجبك ايضا