لا توجد إحصائيات رسمية لعدد مرضى البرص في اليمن



> مرض البرص غير معدُ والنساء أكثر إصابة بالمرض

بدلاٍ من أن يأخذ المجتمع بيد المصاب بمرض البرص ويساعده على تجاوز المعانات التي يمربها تجد المجتمع يفاقم معانات مرضى البرص بكوم من الإشاعات والمفاهيم غير العلمية والتي جعلت من المصابين بالبرص يفضلون الانعزال رغم أن مرض البرص غير معد وأصبح علاجه متوفرا
الثورة اقتربت من معانات مرضى البرص وما يطلقه المجتمع ضدهم من محاذير تمثل عدواناٍ مجتمعياٍ على ضحايا يجب أن ينالوا حقهم من الرعاية لا الاستخفاف أو رفض إدماجهم في المجتمع من خلال الحصيلة التالية :

كانت البداية من عند أم أفراح حيث أكدت أن ابنتها أفراح أصيبت بالبرص منذ طفولتها ورغم العلاج المستمر لم تتحسن
وفي نفس الوقت علاجات مرض البرص غالية الثمن أحياناٍ لا تتوفر وفي أحيانُ كثيرة نقترض من الناس من أجل استمرار علاجها
وأضافت أم أفراح قائلة : المجتمع يتعاطف معنا لكن هناك من يخاف وخاصة الأطفال من اقرانها وهذا يجعلها تتأثر نفسياٍ بسبب الإصابة بالبرص وهي دائماٍ تتجنب الاختلاط بأقرانها قدر الإمكان وتنظر إلى نفسها أنها لا تتمتع بحياتها بشكل طبيعي كما باقي الأطفال لكن ماذا نعمل هذا قدرها ونحمد الله على ذالك مع أهمية وجود دعم لهؤلاء المرضى من قبل وزارة الصحة أو رجال الأعمال وضرورة التعامل معهم في المجتمع سواء في الشارع والمدرسة والبيت بشكل لا يؤثر على نفسيتهم وبما يساعد على إدماجهم في المجتمع
فيما يرى محمد المناري – محافظة إب: أن المحاذير لا تزال ثقافة لدى المجتمع إلا أن هناك من يكسر هذه المحاذير فقد حدث عندنا في القرية أن تقدم شخص لخطبة فتاة مصابة بمرض البرص وقد أخبره أهلها أنها مصابة بالبرص لكنه وافق على الزواج بها رغم ذلك دون أن توجد حتى علاقة قرابة بينهما لكن هذا لا يعني عدم وجود محاذير من قبل المجتمع من المصابين بالبرص فهناك من لا يزال يضع كثيراٍ من المحاذير ولا يعلم عن المرض أي شيء سواء ما يسمعه من شائعات لا علاقة لها بالمرض وهذا يمثل عدوان آخر يمارسه المجتمع ضد مرضى أبرياء.
وشاركه في هذا الرأي صلاح عبده الصوفي – 23عاماٍ حيث أشار إلى أن المواطنين ينفرون من المصاب بالبرص خوفا من انتقال المرض رغم أن البرص مرض غير معد وهذا يعود من وجهة نظري لقصور وعي الناس في هذا الجانب.
وأضاف صلاح الصوفي قائلا : المطلوب أن تقوم وسائل الإعلام بتوعية المواطنين بمرض البرص وكيفية التعامل مع المصابين به بشكل لا يؤثر على نفسية المصابين خاصة أن مرض البرص مرض غير معدُ فهناك شعور يجعل المصاب يتوارى على الناس ويتجنب الظهور في الأعراس وفي الأعياد.
بدوره قال وهيب محمد عبدالجليل : أن الناس تمارس سلوكاٍ غير إيجابي تجاه مريض البرص وتحمله مسؤولية الإصابة وهو لا علاقة له بها وهذا في اعتقادي يعود لانتشار الجهل في المجتمع وعدم معرفة الأسباب العلمية لهذا المرض وأذكر في فترة الطفولة كان في قريتنا رجل مصاب بالبرص وكنت كلما أشاهده أهرب لكن عندما كبرت وعرفت أن هؤلاء من المصابين هم جزء من المجتمع أدركت أن على المجتمع أن يحترمهم وأن يتجاوز في تعاملهم مسألة المرض إلى رحاب التعامل الإنساني الذي يليق بهم .
فيما تضيف فاطمة – ممرضة أن مرض البرص إلى جانب الإصابة بالمرض يعانون الحرج الشديد بسبب المرض وخاصة النساء المصابات فلا يمكن أن تكشف لك مكان الإصابة حتى لو كانت في الغرفة توجد امرأة أخرى مصابة وهذا ما يعانيه حتى الأطفال ونحن بقدر الإمكان نعمل على مساعدتهم ونقدر مشاعرهم.
وأضافت فاطمة : البعض من النساء تجدها تستعجل النتائج للعلاج وتجدها تفقد ثقتها حتى في العلاج إذا لم تتحقق نتائج سريعة وهذا يعود إلى عدم تقبل الإصابة أصلاٍ وبالفعل لا يستطيع أي إنسان أن يتقبل إصابته بمرض يشاهده الناس ويفضل المرض الداخلي الذي ربما قد يكون أشد إيلاماٍ لكن ليس مثل الألم النفسي.
وأردفت فاطمة قائلة : ما يجعلنا نتعاطف مع مرض البرص هو معرفتنا بالكثير من الممارسات الخاطئة في المجتمع والتي لا تفكر أن هذه الممارسات تمثل جريمة ضد إنسان طبيعي كامل الأهلية.
أكرم علي – طالب أكد أنه على الرغم من الإصابة بالبرص لدى البعض من الزملاء في المدرسة إلا أننا نتعامل معهم بشكل طبيعي وفي أوقات كثيرة يكونون متفوقين في الدراسة أكثر من بقية الزملاء وأنا منهم لكن لا يعني هذا أن تعامل جميع الزملاء تجاههم تعامل ايجابي فهناك من يتعامل معهم بنوع من السخرية وعدم تقدير مشاعرهم.
وأضاف أكرم قائلا : المطلوب أن تعمل كل وسائل الإعلام على توعية الناس بكيفية التعامل الإنساني منع مريض البرص وبشكل يجعله لا يشعر بصعوبة الاندماج في المجتمع وفي اعتقادي أن المجتمع لا يزال غير واع بالكثير من المسائل وليس كيفية التعامل مع مرضى البرص فقط .
وأردف أكرم قائلا : لابد من دعم للمرضى المصابين من قبل الدولة ومن قبل الجمعيات ومن قبل رجال الأعمال من أجل ان يعينهم على مواصلة العلاج ويخفف من مشاعر الحسرة والألم الذي يعانوه ولابد من وجود جمعية خاصة بمرضى البرص تعنى بمشاكلهم .
بدورنا نقلنا واقع المصابين بمرض البرص وغياب وعي المجتمع بمرض البصر وكيفية التعامل معهم على الدكتور قاسم الناظري أخصائي الأمراض الجلدية في المستشفى السعودي الألماني والذي أوضح أن مرض البرص من الأمراض الجلدية غير معدية لكن بسبب عدم وعي المجتمع بذلك تجد مرضى البرص يعيشون أوضاعاٍ نفسية سيئة وبخاصة النساء.
وأضاف الدكتور قاسم الناظري قائلا : أن النساء يقمن ببيع ما يملكن من حلي مقابل الحصول على العلاج فالمرأة بعكس الرجل تشعر بسبب إصابتها بالبرص إحراج شديد يجعلها تنزوي في البيت ولا تفضل الخروج ولا مشاركة الآخرين أوقاتهم بسبب الخوف من التعرض للحرج من المجتمع.
أكد الدكتور الناظري: أن الأسباب العلمية للإصابة بمرض البرص بنسبة 99% يعود للتعرض الشخص لصدمة ( فجعة ) جراء حادث أو موقف أو مشكلة أسرية كبيرة ومرض البرص هو من الأمراض ذاتية المناعة وسببه يعود للقيام الأجسام المضادة التي مهمتها الدفاع عن الجسم بمهاجمة الخلايا الصبغية وظهور بعد ذالك المرض في جسم الإنسان سواء في الوجه أو الإطراف أو في الجسم كله.
وأشار الناظري قائلا : للأسف لا توجد إحصائيات رسمية لعدد المصابين بمرض البرص في اليمن ووفق دراسات عالمية حول مرض البرص في العالم ومع ذلك فقد أظهرت الدراسة أن نسبة الإصابة بمرض البرص من الجنسين 1رجل إلى 2نساء.
وهذا يدلل على أن نسبة الإصابة لدى النساء في العالم أكثر والنسبة لا تختلف في اليمن أيضاٍ فالنساء المصابات بالبرص أكثر من الرجال من واقع عملي في علاج مرضى البرص والملاحظ أن النساء يسعين للعلاج أكثر من الرجال لأن المرأة تشعر بالحرج بسبب الإصابة أما الرجل فعنده قدرات نفسية على احتمال وتقبل المرض وعدم الحرج من المجتمع فتجدهم يحجمون على العلاج أو يهملون الالتزام به لكن ما يجب أن يحدث هو أن نعمل سواء أطباء أو وسائل إعلام أو مجتمع على توعية الناس كون مرض البرص من الأمراض غير المعدية كما أن العلاج أصبح متوفرا ويؤدي إلى نتائج إيجابية
وأوضح الدكتور الناظري قائلا : علاجات البرص صحيح أنها متوفرة لكنها غالية الثمن وهذا يمثل عبئاٍ إضافياٍ على المريض ولا يتناسب مع القدرات المالية لهم خاصة وأغلب مرضى البرص من الفئات الفقيرة ونحن نعمل قدر الإمكان على التعاون مع المرضي سواء بقينة العلاجات أو من خلال استخدام جهاز الأشعة الفوق البنفسجية والحمد لله هذا الجهاز حقق نتائج ممتازة بالنسبة للمرضى الذين أصابتهم بالوجه أو الجسم لكن نتائج العلاج بالجهاز المذكور متواضعة بالنسبة للمصابين بالبرص في الأطراف.
وأكد الدكتور الناظري : على أهمية قيام الدولة ممثلة بوزارة الصحة بدعم مرضى البرص كما ادعو رجال الأعمال والمنظمات المحلية والدولية للنظر بعين العطف لمعاناة المرضى والتعاون مع بعضها للتكوين صندوق لرعاية مرضى البرص كما ادعو زملاء المهنة للتعاون في تشكيل جمعية طبية تختص بمرضى البرص مع حاجة مريض البرص إلى إعداد نفسي في إطار المجتمع يجعله أكثر استعداداٍ لتقبل العلاج حتى تتحقق النتائج المرجوة من العلاج
واختتم الدكتور قاسم الناظري أخصائي الأمراض لجلدية حديثه بالقول : ادعوا وسائل الإعلام لتوعية المجتمع بمرض البرص وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة كما أريد أن أأكد على أنه ليس هناك أطعمة معينة تسبب الإصابة بالبرص كما يروج البعض ومريض البرص لا يْمنع من تناول أي طعام فلا توجد علاقة لا من قريب ولا من بعيد بين مرض البرص وتناول الأطعمة .

قد يعجبك ايضا