كل الحكاية

تتجاوزهم الأيام فتخنق ساعاتها لحظات الوجع المعقودة بصرخات الألم تهرب منهم برهة من الوقت فتعاود الهجوم على أجساد كساها الضعف وصارت من شدة المصاب إما نحيلة في ملامحها وإما متضخمة من حجم الإعياء..!
هكذا تنام أرواح الكثير من البشر المنهكين تحت ضغط المرض الذي يقهر أصحابه المعتقلين في سجونه ويجعلهم ضحايا مغرقين بنزيف لا يكاد مجراه ينضب ولا يتوقف ولا يمل من التدفق نحوهم ..
لا تستطيع وصف لحظات الحياة عند هؤلاء المنهكين إنك لو تصور العيش بقطرات من الراحة وسيل من الألم , لعرفت كم نحن ضعفاء عند ذهاب العافية منا وكم نتجاهل قدرها عندما ننشغل عنها , ولو شعرنا بمعاناة الآخر لفهمنا حكمة الله في ابتلاء عباده , واتعظنا وقللنا من كرهنا لإخواننا بتقربنا منهم والتخفيف عنهم والسؤال عن صحتهم ومشاركتهم حجم عذابهم .
لا نود أن ينقطع عنا ذلك الخليط من الإنسانية والتراحم بل نأمل أن نتقارب فيما بيننا و نشارك غيرنا في آلامه ومعاناته ونتكاتف حتى نصبح مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له الآخر وسهر على راحته والتخفيف عنه كلا في مكانه الطبيب في علاجه والصديق في سؤاله والقريب في تمرضه والخير في اطعامه والكريم من ماله .
هذا ما يأمله منا المصطفى صلى عليه وسلم , ويأمرنا به الخالق عز وجل في كتابه , أن نتراحم ونتعاون ونتكاتف ونتواصل ونخفف مأساة بعضنا البعض ليصبح حجم الألم أقل مما كان وقوة غضبه أخف حدة وألين معاملة . حفظ الله الجميع وعافاكم من كل شر .

قد يعجبك ايضا