مبدأ (20 – 80) في التربية والتعليم


عادة يبذل الأشخاص في الحياة جهودا متفاوتة وصولا لتحقيق أهدافهم المخططة وذلك باستثمار وسائلهم المتاحة ولكن النتائج تتفاوت من شخص إلى آخر لعدة عوامل داخلية وخارجية ذاتية ورسمية معنوية ومادية والمتأمل في واقع الحياة يجد أن هناك جهودا ووسائل غير مستثمرة إلا بنسبة (20%) لتحقيق الأهداف وهذا ما أكده الإداري والاقتصادي الإيطالي باريتو عام 1897م عندما وضع قاعدة (20- 80) مستندا في ذلك على أن (80%) من ثروة إيطاليا مملوكة لنسبة (20%) من السكان ويصف هذا المبدأ ما يحصل لنا من وسائل وأدوات ودعم وصولا لما نحققه من أهداف , وقد بينت الوقائع تطبيقات عدة له في مجالات منها : أن (80% ) من أرباحك البيعية تأتي من (20%) من الزبائن و(20%) من الموظفين يقومون بأداء (80%) من العمل كما أن (80%) من وقتك يذهب على (20%) فقط من مهامك وأعمالك و(80%) من اتصالاتك تقضيها في الحديث مع (20%) فقط من قائمة الموجودين في هاتفك حتى في الملابس فإنك ترتدي (20%) فقط من ملابسك مدة (80%) من وقتك وفي الجانب التعليمي فإن (20%) من المواد الدراسية فقط ربما تشكل (80%) مما ستحتاجه في حياتك العملية التخصصية كما أن (20%) من محتويات الكتاب المدرسي يأتي منها (80%) من أسئلة الاختبارات.
ولهذا حاول التركيز دائما على (20%) من جهدك الذي يوفر لك النتيجة الكبيرة والإيجابية ويحقق لك أهم الأهداسف وخفف جهدك من (80%) التي تتعب بها وتزيد من قلقك ولا تحقق لك الكثير وهذا يتطلب منك تحديد احتياجاتك وفقا لأهدافك وأولوياتك ومهارة فائقة في تقويم ذاتك وإنجازاتك .
ولكن ما المقصود بمبدأ (20 – 80) في التربية والتعليم¿! إنه مبدأ خاص بالحالة اليمنية ويبين حجم الفجوة بين وزارة التربية والتعليم وكوادرها البشرية هذا من جانب ومن جانب آخر يؤكد عدم وجود خطط استراتيجية لاستيعاب وتقدير الكفاءات المؤهلة معنويا وماديا ووظيفيا سواء على نطاق الوزارة بمراكزها البحثية وقطاعاتها أو على نطاق الدولة بمؤسساتها وجامعاتها ومراكزها ويظهر هذا المبدأ جليا في أن (20) عاما من العمل التربوي يقابلها (80) ألف ريال! وكذلك فإن (20%) من الدكاترة التربويين يحصلون فقط على (80) ألف ريال! وهذا ضع محبط للعنصر البشري التربوي ويزيد من حجم الفجوة المادية والمعنوية وغير المنطقية بين دكاترة التربية والتعليم ودكاترة الجامعات الحكومية ومن جانب آخر فإن ذلك يمثل خسارة تنموية وتطويرية للبيئة التربوية والتعليمية والحياة المجتمعية للبلد نتيجة لإهمال هذه الفئة المتنورة وعدم استثمارها لإعداد وتحقيق خطط التنمية الشاملة على كل المستويات وما لم يتم اتخاذ معالجات منصفة لهذه الحالات وتتسم بالرؤية التطويرية الحالية والمستقبلية لبيئة ونوعية العمل التربوي فإن بقاء الحال سيؤدي بدوره إلى هجرة هذه العقول إلى أماكن أخرى داخلية وخارجية تتميز بأنها أكثر أمانا وظيفيا لهم وتتعامل برقي مع حملة الفكر التنويري وتقدر علمهم وتخصصهم ماديا ووظيفيا وهناك حالات حقيقية بدأت فعلا خطواتها الأولى في الهجرة فهل نتوقع حلولا في القريب العاجل¿! نتمنى ذلك والله الموفق .
• دكتوراه في الإدارة والتنمية الإنسانية

aldomyni@yahoo.com

قد يعجبك ايضا