بالنسبة لمعظمنا فإن العمل على المشاريع وإنجازها بأنفسنا أصبح أمرا نادرا جدا وبطبيعة الحال فإننا إما أن ننضم إلى فرق قائمة أو نعمل على تشكيل فرق جديدة أو نجتمع في مجموعات.
وتكشف دراسة حديثة استهدفت مديرين ومسئولين وعاملين في بيئة الأعمال بشقيها العام والخاص أنهم يقضون ما بين 25? إلى 80? من وقتهم في الاجتماعات مما يوحي بأن “العمل الجماعي” هو الأداة الرئيسة والحديثة في العصر الراهن وأن الأوقات المخصصة للاجتماعات آخذة بالازدياد منذ أكثر من خمسة أعوام.
لكن المشكلة في بلادنا تتمثل في فشل الكثير من الاجتماعات على كافة المستويات في اتخاذ أي قرار يتعلق بالقضايا المدرجة على جدول أعمال الاجتماعات أو حل المشاكل الإدارية والوظيفية والمالية والإنتاجية المتراكمة في أجهزتنا الإدارية بمختلف أنشطة الأعمال العامة والخاصة الأمر الذي يجعل إنتاجيتها عبارة عن اجتماعات.
وبحسب سمير الشغدري مدرب تنمية بشرية فأن الفوضى تعيق اتخاذ عملية القرار وهو مانعاني منه في اليمن بشكل خاص نظرا للفوضى التي تسود مختلف اجتماعات ولقاءات هذه القطاعات ومؤسسات الأعمال بالإضافة إلى الفوضى والعشوائية السائدة في تسيير أعمالها وأنشطتها.
قرارات
يؤكد الشغدري أهمية الاستقرار لاتخاذ القرارات المناسبة في تسيير الأعمال والمهن والأنشطة والارتقاء بها بشكل أمثل.
ويتطرق الشغدري إلى موضوع آخر في هذا الاتجاه يتعلق بطريقة الجلوس للمجتمعين مؤكدين أنها تؤثر على نجاح وفعالية تحقيق أهداف الاجتماع.
ويمكن أن يأخذ الاجتماع العديد من الصور وفقا لمجموعة من المتغيرات التي من أهمها عدد المجتمعين والوقت المخصص للاجتماع والإمكانات المكانية والمادية المتاحة والهدف من الاجتماع ومدى سريته وغير ذلك من المتغيرات.
توافق
تعتمد الاجتماعات على مدى التوافق بين أعضاء الفريق ولهذا فإن كل واحدة من المجموعات الناتجة عن تجزئة الاجتماعات منها لها ديناميكية خاصة بها مما يتطلب التفكير والعمل بشكل مختلف.
وخلافا لنموذج الفريق الذي يكون من دون قائد فإن لدى معظم فرق العمل أحد ما قادر على صناعة القرارات المرتبطة به.
ويعرف مختصون الاجتماعات والمشاريع الجماعية عبارة عن تجربة أداء مستمرة لعملك إذ إنك تقوم بتدريب الآخرين على كيفية نظرتهم تجاهك وعلى طريقة معاملتهم لك لاسيما في حال كنت عضوا جديدا في الفريق فإن ذلك يدفعك إلى تبني إستراتيجية معينة لكيفية اندماجك في الفريق وإمكانية تأثيرك عليه بقيمة إضافية.
ولوضع بصمتك الخاصة وإحداث الأثر المطلوب في الفريق وللسيطرة على انفعالاتك أثناء العمل في المجموعات يجب أن يكون لديك كقائد للفريق على طاولة الاجتماعات وجهة نظر محددة وواضحة أمام الآخرين وقدرة على إجراء مقارنات نقدية بين وجهات النظر الأخرى. وعليك أيضا الاستفسار عن كيفية التوصل إلى استنتاجات بخصوص المتغيرات التي تطرأ على سير العمل.