من الجيد أن يشعر المرء بالامتنان لكل شيء يملكه لكن ينبغي علينا أن نكون ممتنين للأمور التي نفتقر إليها أيضا لأننا لم نحصل عليها حتى الآن بحسب احد الاختصاصين في تنمية القدرات البشرية” فقدرتنا على رؤية أهدافنا وأحلامنا بوضوح هي وحدها ستساعدنا على تحقيقها.
وغالبا كما يرى خبراء يفضل الناس سماع قصص أولئك الذين حققوا نجاحات سريعة وليس الذين قضوا سنوات في العمل على تحقيق نجاحهم. ففكرة إنفاق مبلغ من المال لشراء تلفاز مثلا تعد أكثر إمتاعا من مجرد ادخار هذا المبلغ في الضمان الاجتماعي. وهذا النوع من التفكير هو سبب وقوع الكثيرين في مشكلة عدم وجود مدخرات كافية عند اقترابهم من سن التقاعد.
وهناك أيضا الكثير من الشركات التي ينتابها هاجس توفير أرباح ربع سنوية للمساهمين بدلا من تطوير قيم طويلة الأمد وبالتالي فإن ذلك يؤثر سلبا على الشركة بأكملها.
ومع أن الصراع النفسي الناتج عن رغبة الحصول على النتائج سريعا ليس أمرا جديدا إلا أنه قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة. ففي القرن الـ21 أصبح انتظار تحميل أي ملف لأكثر من 5 دقائق أمرا مزعجا. وفي حياتنا الشخصية لم يعد لدينا الوقت لإجراء المحادثات. أما في حياتنا المهنية أصبحنا نضحي بأوقاتنا اللازمة لبناء علاقات موثوقة ومنفتحة وصادقة مع الآخرين.
وتقدم نتائج دراسة اجريت في هذا الصدد وجهة نظر مثيرة للاهتمام حول الطبيعة البشرية ففي الوقت الذي يميل الجميع فيه إلى طلب النتائج الفورية هناك فوائد وتبعات لا تحصى للتمهل وفعل الأمور على النحو الصحيح إذ إن أفضل الأمور في الحياة نادرا ما تحدث بين ليلة وضحاها. وإن كنت ترى نفسك مشغولا للقيام بأمر ما على نحوه الصائب لأول مرة متى ستجد الوقت لفعل ذلك مجددا¿
لذلك فكر بالأهداف المالية والعلاقات الشخصية والنتائج المهنية التي تريد حقا الحصول عليها في الحياة وسرعان ما ستدرك بأنه لا يوجد طريق مختصر للنجاح. ألزم نفسك بأحلامك اليوم وكن ممتنا لما ستحققه مستقبلا حتى إن كنت لم تحصل عليه بعد.
Prev Post
Next Post