لم يكن مثيرا للدهشة أن مسألة القوامة والمكانة للنساء يجب أن تؤدي إلى إثارة مناقشات محتدمة على كافة المستويات , فمن جانب هناك العديد من الرجال والسيدات من دون أن يكونوا واعين تماما للحقيقة , مرتبطون بالأنماط العتيقة ويرفضون كافة الأفكار المتعلقة بالعائلة والتي لا تنسجم مع تلك الأنماط , ومن جانب آخر عانت الكثير من النساء الإذلال العميق العائد لافتقار العدالة وعدم الفهم من جانب الأزواج والمشرعين .
كما علمنا فقد ظلت مجتمعاتنا طويلا مرتبطة بخرافة الرجولة وبفكرة التفوق الرجولي البيولوجي والنفسي والقانوني والروحي, وأكثر العواقب تطرفا لهذا التوجه يمكن العثور عليها في الكاريكاتوريات البورجوازية والفاشية والنازية لشخصية الأب القائد القدري والبطل المحارب للعرق الأسمى , ما يناظر ذلك هو أن الأنوثة كانت شكلا مرادفا للخضوع والرقة ونكران الذات .. !
ولهذا ليس من الصعب تصور عنف ردود أفعال وزيغ دعاة المساواة بين الجنسين ’ ممن يرون أن النساء لهن حقوق مماثلة لحقوق الرجال , وعدم قدرتهن على السطو وامتلاك تلك الحقوق يمكن تلك القوى المسيطرة على البقاء والاحتفاظ بمكانها ولو بالقوة , وفي كل مكان تقريبا يتم اقصاء الخرافات القديمة واستبدالها بأخرى مضادة لها رؤى واضحة لا يزالون يسمعون بالاختلافات العميقة بين الرجال والنساء . أود أن انهي بقصة قصيرة تخيلها رسام كارتوني , تظهر سيدتين من عصر ما قبل التاريخ تحدقان في القمر تقول الأولى للثانية : ( أتعلمين يوما ما سيذهب الرجال إلى ذلك القمر , ( هل تعتقدين ذلك ¿ ) ترد الثانية (وفيما يتم ذلك تضيف الأولى 0 سنسيطر نحن) وهذا تماما ما حدث في ختام القرن العشرين ’ ذهب الرجال إلى القمر , وفي البلدة المتقدمة حازت المرأة أخيرا مكانها الصحيح .
Prev Post
قد يعجبك ايضا