السكان تغمرهم الفرحة… تفهماٍ ايجابياٍ أبداه شباب الساحة
محلي العاصمة ينجح في رفع المخيمات وإعادة فتح الشوارع والطرق
بلا شك أنه أمر صائب إعادة فتح شارع الدائري الغربي أمام الحركة المرورية ورفع تلك المخيمات المتبقية لبعض المعتصمين من شباب التغيير وإزالة كل تلك التشوهات الركامية المستحدثة على الامتداد المساحي قبالة السور والبوابة الرئيسية لجامعة صنعا.. كإنجاز محلي تحتشد في جنباته جهود مضنية بذلتها أمانة العاصمة صنعاء وشاركت في رسم ايجابيتها المحققة تلك التكاملية الرائعة التي جسدتها جهات العمل المحلي ابتداء بإدارة الأمن ومروراٍ بالأشغال العامة والبلديات والنظافة والجهد المجتمعي وانتهاءٍ بذلك الدور الفاعل والذي اضطلعت به قيادة مديرية معين كاختصاص جغرافي حاضن لهذا الحدث الانجازي والتنموي الهام.. ولتبرز في مقدمة ذلك جهود نائب أمين العاصمة صنعاء أمين عام المجلس المحلي الأستاذ أمين محمد جمعان والتي بذلها على مدار الفترة الماضية وسط مفاوضات مستمرة أجراها مع الشباب المعتصمين وحوارات أقناعية خاضها معهم حرصاٍ منه على منع حدوث أية أعمال اعتراضية وعلى إنجاح هذا الجهد الوطني الهادف إلى إزالة ما تبقى من عوامل التوتر السياسي والأمني ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين من سكان حي الجامعة الى جانب فتح الشارع الرئيسي أمام الحركة المرورية.
فعلياٍ لم تكن المهمة سهلة كما يظنها البعض ولكن ذلك التفاني والاصرار والحرص المسؤول الذي يتمتع به جمعان كان العامل الأبرز في إنجاح مساعي الإخلاء والإزالة لهذه التراكمات التشويهية التي احتضنتها ساحة جامعة صنعاء منذ اندلاع الاحتجاجات الشبابية والشعبية مطلع العام 2011م.
موعد مع التأهيل والتجديد الجمالي
بداية يؤكد الأستاذ/ أمين محمد جمعان نائب أمين العاصمة- أمين عام المجلس المحلي تبني أمانة العاصمة لمشاريع تأهيلية هامة تأتي في إطار تحسين الجانب الجمالي لهذه الرمزية المعنوية التي باتت تشكل عنواناٍ أسمى للنضال وللروح الوطنية التواقة إلى التغيير مشيراٍ إلى أن توجهاته صدرت للجهات المعنية بالإزالة والإخلاء للإبقاء على رسومات وتعبيريات شباب التغيير وعدم الاضرار بجماليتها أو طمس معالمها والعمل على إعادة نقلها الى مواقع مناسبة فيما لو كانت أماكنها الحالية تعترض سلامة أعمال الإزالة أو فتح الطريق.. وأضاف ان هذا الأجراء يأتي تنفيذاٍ لتوجهات فخامة الأخ/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وبما ينسجم مع اتفاق السلم والشراكة الوطنية والذي وقعته كافة المكونات السياسية في الـ21 من سبتمبر الماضي.. معرباٍ عن تثمينه العالي لكل من شارك وساهم في إنجاح هذا العمل الوطني مشيداٍ في ذات السياق بتعاون المواطنين من سكان حي الجامعة والفعاليات الطلابية.. منوهاٍ انه تم التوجيه لكهرباء العاصمة والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وقطاعات البلديات والبيئة ومكتب الزراعة وإدارة شرطة السير للشروع في العمل على ترميم وتأهيل منطقة ساحة التغير والاحياء المجاورة لجامعة صنعاء.
الإزالة والإخلاء
من جهته يشير المهندس/ عبد السلام الجرادي مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرقات بأمانة العاصمة ان المساحة التي تم استهدافها تمتد من جولة سيتي مارت والقادسية كما يسميها البعض تقاطعاٍ مع شارع الرباط وحتى الدائري الغربي جوار شرطة السير بمحافظة صنعاء إضافة الى المخيمات والأبنية امام البوابة الرئيسية لجامعة صنعاء والأخرى الواقعة في الساعة التابعة لمسجد الجامعة والشوارع المحيطة بالساحة شرقاٍ.
وعن حجم الكميات المرحلة أو المرفوعة من الساحة يؤكد المهندس جحيش مدير عام مشروع النظافة انها وصلت الى 470 طن من المخلفات الترابية وأكياس الرمل والأحجار والبواقي الإنشائية والتوالف والركام.
الحركة المرورية انسيابية دون عوائق أو اغلاق..
يقول محمد البحاشي مدير عام شرطة السير بأمانة العاصمة ان منطقة الجامعة كانت تصنف كمنطقة اكتضاض وظلت طوال فترة بقاء مخيمات الاعتصام كمنطقة شبه مغلقة تعاني من حالة اختناقات مرورية يومية جراء اغلاق الشارع الرئيسي وكذلك غالبية الشوارع الفرعية المحيطة ونتيجة لما يشهده حي الجامعة من تنام وكثافة سكانية إلى جانب اعتبار الممرات المرورية المتوسطة والمحيطة بالحي ممرات حيوية رئيسة تربط بين الأجزاء الشرقية والشمالية ومناطق الوسط والمراكز وما بين الأجزاء الجنوبية والغربية من المدينة موضحاٍ ان إعادة فتح الشارع أمام حركة سير المركبات سيخفف بشكل كبير من عوامل الاكتضاض المروري وسيسهل من انسيابية الحركة المرورية وسيساعد السكان على التنقل الحر دون إعاقة أو معاناة يومية.
انطباعات السكان.. ابتهاج وسرور عام
عن ذلك يقول سليم المنصوري احد سكان حي الجامعة ان رفع المخيمات ظل المطلب الرئيس لكافة سكان الحي والذين لطالما نفذوا عدداٍ من الوقفات الاحتجاجية وخرجوا في مسيرات تطالب برفع هذا العبء عن كاهلهم مشيراٍ إلى أن حياتهم اليومية في ظل المخيمات كانت أشبه بالحركة المقيدة وان اضرار عدة طالتهم وممتلكاتهم لاسيما وغالبية شوارع الحي مغلقة وكذلك الحال مع الشارع الرئيسي وهو ما كان يشكل عائقاٍ أمام حركتهم اليومية وما دفع بالبعض من ملاك المنازل او المحال التجارية إلى الأقدام على البيع الاضطراري وان كان بمبلغ قد لا يتناسب مع التقدير الحقيقي أو الثمن الفعلي للمنزل أو العقار.
بدورها تقول سهام ناشر إحدى طالبات جامعة صنعاء القاطنة في الحي ان استمرار بقاء المخيمات منذ العام 2011م بما تحمله من سلبيات ومضايقات يومية وحالة الإزعاج والاستهداف الضدي دفعت عدداٍ من الأسر الى النزوح الى مناطق أخرى كما ان الحركة المرورية كانت شبه منعدمة وبات على الطالب أو الطالبة القاصد للحرم الجامعي الترجل لمسافات طويلة نتيجة اغلاق الشوارع والامتدادات الفرعية أيضاٍ بل ان عدداٍ غير قليل من الطالبات عزفت عن مواصلة دراستها الجامعية تحت ضغط المخاوف أو أقدمت على وقف قيدها مؤقتاٍ الى حين انفراج وتطبيع الأوضاع برفع المخيمات وإعادة الحياة الى ما كانت عليه من سابق ما قبل العام 2011م.
شكر وامتنان
وسط ابتهاج وفرحة غامرة ابداها سكان حي الجامعة مباركة لما قامت به قيادة المجلس المحلي لأمانة العاصمة من أعمال الإخلاء والإزالة النهائية لما تبقى من مخيمات المعتصمين ابت تلك الحشود المتجمهرة الا ان تحملنا أمانة ايصال رسالة شكر وامتنان باسم كل المواطنين من سكان حي الجامعة والاحياء المجاورة وباسم طلاب وطالبات جامعة صنعاء إلى الأخ/ أمين جمعان نائب أمين العاصمة- أمين عام المجلس المحلي تجاه ما بذله من جهود ومن حرص وتعامل خلاق من اجل إعادة تطبيع الأوضاع ورفع المعاناة عن كاهل سكان الحي وطلاب جامعة صنعاء متحملاٍ عناء الإشراف والمتابعة والتواجد الميداني المباشر ولما جسده من تعاط ايجابي مع المعتصمين وترجمة فعلية لصدق الانتماء ولروح المسؤولية.. وهي كذلك لكل من شارك في إنجاح هذا العمل الوطني ولكافة جهات الاختصاص المساهمة.