علشان الصورة تطلع حلوة !!

فؤاد قاسم البرطي –
● فيما الجميع مشغول بمتابعة نتائج منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي يشارك حاليا في كأس الخليج بنسختها الـ 22 وتقام حاليا في العاصمة السعودية الرياض .. وبعيدا عن نتائج المنتخب سواء مباراة الأمس التي انتهت بالتعادل السلبي أو مباراة الافتتاح الذي أسعد فيها منتخبنا قلوب الجماهير العريضة التي حضرت الملعب وآزرته.. والملايين في الداخل التي تابعتهم عبر النقل التلفزيوني.. ولأن التحليل الفني لأداء المنتخب سأتركه لفرسانه المتخصصين وهم كثر.. وخاصة للزملاء الأعزاء الإعلاميين المرافقين للبعثة في الرياض.. فمن تابع عبر التلفاز ليس كمن حضر وشاهد بأم عينيه.. سأتحدث اليوم عن أمر آخر مختلف.. لكنه في سياق دعم مشاركة المنتخب الوطني في خليجي 22.
فقد لفت نظري وشدني لكتابة هذه المقالة الصورة التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. لدولة رئيس الوزراء الجديد الدكتور خالد بحاح وهو يلبس فانلة المنتخب الوطني ويحمل في يده كرة قدم.. يعلن من خلالها دعمه ومساندته للمنتخب.. الصورة إياها غاية في الروعة وفكرتها أجمل.. ويستحق الإشادة من أشار لرئيس الحكومة عملها.. والصورة الأخرى كانت لمعالي الوزير رأفت الأكحلي مرتديا أيضا فانلة المنتخب برفقة لاعبي المنتخب.. الفكرة ليست مبتكرة فقد سبق لزعماء ورؤساء دول إن عملت ذلك بل إنها حضرت إلى الملعب مرتدية زي منتخباتها كما عمل الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مونديال 98.. والملك عبدالله ملك الأردن في إحدى البطولات.. لكنها بالنسبة لنا شيء جديد وغير مسبوق.. وعلشان تطلع الصورة حلوة.. أتمناها بداية لفتح صفحة جديدة مع الرياضة.. وأن تولي الحكومة الحالية جزءا من اهتماماتها بالشباب والرياضيين.. لا أن تكون مجرد صورة للفت الانتباه.. وصورة مناسباتية تنتهي بمجرد انتهاء المناسبة..
فالمعروف على الحكومات اليمنية المتعاقبة أنها لا تعطي الرياضة أي اهتمام.. وكأنها رجس من عمل الشيطان.. فمثلا كان للوزير السابق الارياني الكثير من المشاريع الطموحة للدفع بالعمل الرياضي.. ولكنها كانت تصطدم بنوع من اللا مبالاة من أعضاء الحكومة عند عرضها عليهم.. بحجة أن لديهم أولويات تتطلبها المرحلة منها الكهرباء والماء والجانب الأمني.. والمتتبع يلحظ.. لا كهرباء ولا ماء.. أما الأمن فحدث ولا حرج.. وما نعيشه اليوم خير دليل على ذلك.. ولكم أن تتخيلوا أن ما يصرف على الرياضة اليمنية من ميزانية الدولة ما يقارب الاثنين مليار ونصف مليار وهي رواتب وأجور موظفين ومشاريع رياضية.. ولو أضفنا لها ميزانية صندوق رعاية النشء والشباب ستصل إلى ما يقارب الخمسة مليارات والنصف.. ما يعادل خمسين مليون دولار.. هذا المبلغ يكاد يكون ربع أو نصف ميزانية أحد الأندية الخليجية.. فيما ميزانية المشائخ والوجهاء من ميزانية الدولة حوالي ثلاثة عشر مليار ونصف.. هل تخيلتم هذا الرقم.. والفارق المهول.. بين من نسبتهم 65 % بالمائة من المجتمع ومن لم يصلوا بعد ل 1% ..
وعلشان الصورة تطلع حلوة أيضا.. على الحكومة الحالية برئاسة بحاح.. أن تدعم بحق مشروع البطل الأولمبي الذي تم إقراره من الحكومة السابقة ولكنه لم ينفذ بحجة أنه لا توجد موازنة كافية.. وإن أردتم رياضة حقيقية ترفع الرأس لا بد من وجود استراتيجية حقيقية متوسطة وبعيدة المدى تحظى باهتمام ومتابعة حثيثة من رئيس الوزراء شخصيا.. مستند بذلك بما قاله فخامة رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي أثناء اتصاله بوزير الشباب والرياضة وبعثة المنتخب الوطني المشارك بخليحي 22.. الذي أكد بأن الوقت حان لأن تأخذ اليمن مكانتها اللائقة بها على مستوى المنافسات الرياضية الإقليمية والعربية والعالمية.. مشيرا إلى اهتمام الدولة بالرعاية المستمرة للشباب والرياضيين وتأهيلهم التأهيل اللازم علميا ورياضيا وثقافيا وعلى مختلف الأصعدة للإسهام في مسيرة بناء الوطن وتحقيق نهضته وتقدمه ومؤكدا حرص الدولة على تكريم المتفوقين والمبدعين وتشجيعهم وتحفيزهم على مزيد من التفوق والإبداع سواء في المجال الرياضي أو غيره من المجالات..
فهل نأمل بغد مشرق.. ورياضة أفضل.. وشباب متفوق متسلح بالعلم والمعرفة.. ويحظى باهتمام ورعاية من الحكومة والقيادة السياسية¿.. أم أنها مجرد صور.. وشعارات.. أنا متفائل بغد أجمل.. ورياضة أفضل.. دعونا جميعا نتفائل.. ولا أنسى قبل أن أختم أن أدعوا بالتوفيق لمنتخبنا الوطني في مباراته القادمة ..
والله من وراء القصد ..

قد يعجبك ايضا